الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم أنها صحيحة. دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين وتفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار. وتمثل هذه الإشاعات جُزءاً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها، وفي احصائية أن 70 في المئة من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تنقلها من شخص إلى شخص حتى تتداول من الخامس أو السادس وهكذا.
فانتشرت في الأونة الاخيرة إشاعات وأقاويل عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما يسميها البعض. وهي إشاعات خطيرة تهز كيان المجتمع وتغلق مضاجع الافراد...!! فما اهداف هذه الإشاعات؟ ومن الذي يقوم بترويجها؟ ان للاشاعة اهدافا متنوعة، تتنوع تماشياً مع مبتغيات مثيريها، فمنها ما هو مادي كما يحصل في بعض الاحيان من ادعاء بأن احد المطاعم يقدم مأكولات فاسدة وان البلدية قامت بتسكيره، ليستفيد مطعم آخر من هذه الإشاعة، او يكون بالعكس بأن يكون هدفا ربحيا كما حصل في عام 2009 عندما تفجرت إشاعة مدوية في السعودية باحتواء مكائن الخياطة سنجر على مادة الزئبق الأحمر، ما أدى إلى وصول أسعار هذه الخُرد إلى مئات الآلاف من الريالات. ومن الإشاعات أيضاً ما يكون خلفه أهدافا سياسية وعادةً ما تحصل هذه الإشاعات في الانتخابات البرلمانية كادعاء بعض المرشحين بأن الحكومة تريد اسقاطه وغيرها من الإشاعات التي يطلقها اصحابها ليكسب تعاطف الشارع معه.
وقد تكون بعض هذه الإشاعات ذات طابع أمني وهذه الإشاعات هي الاخطر، لأنها تثير البلبلة بين افراد المجتمع لخلق الرعب، وهي كما يحصل الأن بأن هناك عصابة متخصصة لقتل الاطفال، او أن هناك رجالا يطرقون ابواب المنازل كموظفين للكهرباء والماء او كوجود اطفال بيدهم اوراق بها عناوين منازلهم يريدون توصيلهم... وغيرها من الرسائل التي تصلنا يومياً عبر هواتفنا الجوالة ولا نعرف مصدرها.
وكما قالت الدكتورة خلود النجار «إن هذه الإشاعات الامنية لإثارة البلبلة وبث الرعب بين الناس حتى يقال بأن الكويت ليست أمنة... وتقول بأن معظم من يكتب هذه الإشاعات ويرسلها هم اناس لا يحبون الأمان للكويت وأننا للاسف نقوم بمساعدتهم بإعادة ارسالها للآخرين حتى تصبح خبراً صحيحا. أيضاً اشاعات اللعب واللهو والتي تقوم على هذا المبدأ عادةً ما تحوم حول المشاهير كوفاة لاعب أو حدوث حادث لفنانة وغيره من الإشاعات. بعض الإشاعات يصنعها المجتمع بنفسه خصوصاً للأمور المزمع أو المترقب حدوثها وذلك بكثرة ترديدها والسؤال عنها فتنخلق شيئاً فشيئاً هذه الإشاعات لتصبح خبرا يأكده الجميع.
يرجح البعض أن أسباب ترديد الإشاعات هو انعدام المعلومات الصحيحة، وندرة الأخبار بالنسبة للشعب، ومن هنا يجب تزويد الشعب بجميع الأخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة حتى يكون على بينة ما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله، كما أن الإشاعات تنتشر بصورة أكبر عادة في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية ولكن للاسف أصبحت الإشاعات تنخر في معظم المجتمعات خصوصاً بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لسهولة انطلاء الأكاذيب علينا واصبحنا نصدق كل شيء وقلما يُسأل عن مصدر هذه المعلومات.
فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة لإراجة الإشاعات، وأيضاً عدم وجود الطرف المخول بالرد على اشاعة مُعينة يزيد لهيبها ويبعد عنها الشكوك والأقاويل، وفي نفس الإطار نجد أن انتشار وسائل الاتصالات الحديثة تُعد سببا مهما في انتشار الإشاعات فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة.
إن انعدام الأخبار وندرتها ليس بكافٍ لترويج اشاعة، وانما هناك عوامل وشروطا أخرى لابد من وجودها لتهيئ ظروف خلق اشاعة وترويجها، فمن ضمنها وأهمها توافر هذين العاملين وهما الغموض والاهمية، والمقصود هنا بغموض الأدلة الخاصة بموضوع اشاعة وان تكون هذه الإشاعة ذات أهمية بالنسبة للأفراد المعنيين. وغالباً أيضاً ما نجد اشاعة تحتوي على جزء صغير من الأخبار أو الحقائق، ولكن عند ترويجها تُحاط بأجزاء خيالية بحيث يصعب فصل الحقيقة عن الخيال، أو يصعب التعرف على الحقيقة من الخيال.
اللهم احفظنا من شر الإشاعة وكيد الحاسدين.
Twitter@7urAljumah
kuwaiti-7ur@hotmail.com