عالية شعيب / بوح صريح

فكر العكس

تصغير
تكبير
نعيش في زمن. اختلطت فيه المفاهيم، غابت مبادئ وتراجعت فضائل، وقفزت مكانها مفاهيم إما مناقضة لها، وإما دخيلة على البيئة والمحيط. فأصبح ما يتواجد من حولنا وبيننا من لغة منطوقة أو سلوكية معاكسا لما نشأنا عليه، وما ساهم في تكوين ذواتنا وشخصياتنا، وأخلاقياتنا. ويندرج هذا على أمور أخرى في الحياة، اقتصادية وجغرافية ومناخية. فقد رأينا كيف في الأعوام الماضية تغير المناخ في بعض الدول الخليجية، وأصبحت درجات الحرارة مساوية لبعض دول أوروبا شتاء، ونزلت ثلوج في مناطق ودول عربية لم نكن نتوقع نزولها فيها كمصر والمملكة العربية السعودية. اذا نعيش في زمن المفاجآت حيث الدهشة هي المحرك للأحداث والوقائع.

كنت أطالع منذ فترة صورا مذهلة لبعض الحيوانات كالأحصنة والطيور والقردة مع صغارها في أوضاع تعكس الحنان والتضحية والرعاية، في وقت نرى فيه العكس في الحياة البشرية، حيث قسوة الأمهات وشرورهن المريعة والمبكية. فقد قرأنا منذ فترة عن الأم الأميركية التي اقتحمت المحيط بسيارتها لقتل أبنائها الأربعة الذين استنجدوا بمرتادي الشاطئ. ومنذ أسابيع أم تضع طفلها الرضيع في المايكرويف لاسكاته، وأب يضعه في الفريزر لتهدئته. وأم في بريطانيا منذ أيام، قتلت توائمها الأربعة فور ولادتهم. ماذا يحدث. وكيف يحدث هذا الخلل لإحدى أهم مشاعرنا الفطرية وأكثرها حنانا وعفوية كالأمومة. وان كان ذلك ممكنا، إذا على بقية المشاعر السلام. كالوفاء للمحبين، ورعاية الوالدين، واحترام الكبير، وغيرها.


قال أحد المغردين منذ أيام، على الانسان أن يتعلم من الحيوان. وسرحت كثيرا في هذه العبارة الموجعة. فقد منحه الله العقل ليميزه عن الحيوان. وقال الفلاسفة، ان الانسان حيوان ناطق. وحيوان أخلاقي. ولكن ان نظرنا اليوم من حولنا، سنجد أن الحيوان لم يصبح شريرا ومؤذيا بقدر البشر، لأنه يتبع فطرته الطبيعية، غير متأثر بالبيئة وفسادها. انه بحال أخلاقي وانساني أفضل من كثير من البشر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي