منْ نصاحب؟ / صحبة الاختيار

| حميدي الرشيدي |


وكن حافظاً عهد الصديق وراعيا... تذق من كمال الحفظ صفو المشارب. الإمام علي كرم الله وجه... يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله؛ في آخر خطبة له من على منبر الجامع الكبير في دمشق: يا ايها الناس إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض، فانظروا ما كنتم عليه... «من صحبة»... والإنسان السوي يتطلع بفطرته ومرجعيته، لكي تنظم أموره و تضبط موازينه، وترتب حياته تنتشله من دوامات الضياع وتحفظ له حقوقه، وتبسط له امنه في دينه ودمه وماله وعرضه في شمولية متماسكة متناسقة هذه الحقوق المحفوظة والامن المبسوط، مردها الى فطرة الله التي فطر الناس عليها حق في الحياة، وفي الحرية، وفي العدل، وفي العيش الكريم... وحقهم في ان يحفظوا أنفسهم وأموالهم واعراضهم وعقائدهم، كل ذلك منح من الله عز وجل، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فالناس قد ولدتهم امهاتهم احرارا؛ ولن يجلب اليك الحق والحرية الا حق نفسك عليها، بالصحبة الصالحة.
فصاحب كالأمثل: أصدقه يصفه لك ويؤصل الأخلاق لك... فهو: المرآة التي تعكس حياتك الاجتماعية والعقلية والسياسية والدينية واللغوية وهو أقوى دلالا من الشعر لأنه لغة؛ فصاحب كالبيت... يقال إن أصدق بيت قالته العرب بيت حسان: وإن أصدق بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا... وان لأصدقك صاحبك القول فهو صاحب...الصاحب ساحب، فاختر من تصاحب
وفي الحديث الشريف، عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» صحيح البخاري. ويقول الشيخ عائض القرني: تمعن في اختيار اصدقائك، فأنت تختار صفاً من صفوف المصلين على جنازتك.
الاختيار: الصحيح في كل شيء، يحتاج الى وعي وادراك جيد، وهو يرتبط أيضاً، بالحرية والقدرة على التفضيل بين الاشياء. والاختيار المعتبر؛ أي: اعتبر مما سبق، ونحن الآن في مقالنا هذا المعنون «بمن نصاحب» لا يكون الاختيار عشوائيا ولا يكون إلا من مجتهد راسخ في العلم «ما تم» ذكره في المقالات السابقة، بحيث يمعن النظر في الاشخاص الذين ننتقيهم، ثم نختار ما نرى انه الاولى والاقوى.
ولا يكون للاختيار قيمة الا اذا كان مبنياً على التروي والتفكر والنظر من دون ضغط، انته من تدعه دون ان تشعر أو بشعور منك انه لا يوجد الى ذلك الامر. أي : الشخص. وتجنب أي ضغط خارجي أو داخلي، وليس ينشأ عن ميل سابق أو هوى غالب عليك، كحب أو ما شابه ذلك، وفي اللغة يقال: اختار الشيء أي: انتقاه، والاختيار هو الاصطفاء وطلب ما هو خير لك وعليك.
وعن أبي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله: «لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» رواه البخاري ومسلم.
ان يحب لغيره من الناس الخير المباح وفعل الطاعات ما يحبه لنفسه، وان يبغض لهم من الشر والمعصية ما يبغضه لنفسه أيضاً، ان يجتهد في اصلاح أخيه المسلم، اذا رأى منه تقصيراً في واجبه أو نقصاً في دينه.
روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الاخر، ويأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه».
حقوق الانسان هذه لا تستورد ولا تفرض ولكنها تنمو نموا وتولد ولادة طبيعية «رحمها»، المجتمع ورأسها الدين الذي يرتضيه المجتمع، وركناها القائمان عليها الدولة، والأمة يسيرها عقد مبرم بين ولي الامر ورعيته ايها الإنسان... في ما أنك إنسان: وإذا كان الامر كذلك فلا يتصور ان يكون أحد ضد حقوق الانسان، ولا ضد من يقوم على حراستها وحمايتها والدفاع عنها.
وإذا كان من الشنيع والفظيع ان يكون أحد ضدها، فان من الاشنع والافظع ان يضطرب في تحديدها وبيان حقائقها وضبط معاييرها وموازينها والاشد شناعة، يا أيها الإنسان، والاكثر فظاعة ان تكون ميدانا للمساومة والمزايدة «على البلاء». غير ان من دواعي الاستغراب ان يوجد اعراض لدى بعض الجهات أو الهيئات والمنظمات بادراك حقوق الإنسان فيم أنه إنسان؛ وإصرارها على عدم تفهم خصوصيات المجتمعات الإنسانية، فيم إنها الإنسانية، ان عدم فهم هذه المنظمات والهيئات للإنسان، واحكامه أو عدم استعدادها لسماع الايضاحات منها، ومن الجانب الآخر لا يعطيها الحق في تشويه صورته أو الطعن فيه.
ونختم صحبة الاختيار... بقول أحمد بن محمد اليزيدي:
إني امرؤ أعذر إخواني
في تركهم بري وإتياني
لأنه لا لهو عندي ولا
لي اليوم جاهٌ عند سلطانِ
وأكثر الإخوان في دهرنا
أصحاب تمييز ورجحان
فمن أتاني منعما مفضلا
فشكره عندي شكران
ومن جفاني لم يكن لومه
عندي ولا تعنيفه شاني
أعفو عن السيئ من فعلهم
وأتبع الحسنى بإحسان
حسبُ صديقي أنه واثق
مني بإسراري وإعلاني
فصاحب كالأمثل: أصدقه يصفه لك ويؤصل الأخلاق لك... فهو: المرآة التي تعكس حياتك الاجتماعية والعقلية والسياسية والدينية واللغوية وهو أقوى دلالا من الشعر لأنه لغة؛ فصاحب كالبيت... يقال إن أصدق بيت قالته العرب بيت حسان: وإن أصدق بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا... وان لأصدقك صاحبك القول فهو صاحب...الصاحب ساحب، فاختر من تصاحب
وفي الحديث الشريف، عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» صحيح البخاري. ويقول الشيخ عائض القرني: تمعن في اختيار اصدقائك، فأنت تختار صفاً من صفوف المصلين على جنازتك.
الاختيار: الصحيح في كل شيء، يحتاج الى وعي وادراك جيد، وهو يرتبط أيضاً، بالحرية والقدرة على التفضيل بين الاشياء. والاختيار المعتبر؛ أي: اعتبر مما سبق، ونحن الآن في مقالنا هذا المعنون «بمن نصاحب» لا يكون الاختيار عشوائيا ولا يكون إلا من مجتهد راسخ في العلم «ما تم» ذكره في المقالات السابقة، بحيث يمعن النظر في الاشخاص الذين ننتقيهم، ثم نختار ما نرى انه الاولى والاقوى.
ولا يكون للاختيار قيمة الا اذا كان مبنياً على التروي والتفكر والنظر من دون ضغط، انته من تدعه دون ان تشعر أو بشعور منك انه لا يوجد الى ذلك الامر. أي : الشخص. وتجنب أي ضغط خارجي أو داخلي، وليس ينشأ عن ميل سابق أو هوى غالب عليك، كحب أو ما شابه ذلك، وفي اللغة يقال: اختار الشيء أي: انتقاه، والاختيار هو الاصطفاء وطلب ما هو خير لك وعليك.
وعن أبي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله: «لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» رواه البخاري ومسلم.
ان يحب لغيره من الناس الخير المباح وفعل الطاعات ما يحبه لنفسه، وان يبغض لهم من الشر والمعصية ما يبغضه لنفسه أيضاً، ان يجتهد في اصلاح أخيه المسلم، اذا رأى منه تقصيراً في واجبه أو نقصاً في دينه.
روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الاخر، ويأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه».
حقوق الانسان هذه لا تستورد ولا تفرض ولكنها تنمو نموا وتولد ولادة طبيعية «رحمها»، المجتمع ورأسها الدين الذي يرتضيه المجتمع، وركناها القائمان عليها الدولة، والأمة يسيرها عقد مبرم بين ولي الامر ورعيته ايها الإنسان... في ما أنك إنسان: وإذا كان الامر كذلك فلا يتصور ان يكون أحد ضد حقوق الانسان، ولا ضد من يقوم على حراستها وحمايتها والدفاع عنها.
وإذا كان من الشنيع والفظيع ان يكون أحد ضدها، فان من الاشنع والافظع ان يضطرب في تحديدها وبيان حقائقها وضبط معاييرها وموازينها والاشد شناعة، يا أيها الإنسان، والاكثر فظاعة ان تكون ميدانا للمساومة والمزايدة «على البلاء». غير ان من دواعي الاستغراب ان يوجد اعراض لدى بعض الجهات أو الهيئات والمنظمات بادراك حقوق الإنسان فيم أنه إنسان؛ وإصرارها على عدم تفهم خصوصيات المجتمعات الإنسانية، فيم إنها الإنسانية، ان عدم فهم هذه المنظمات والهيئات للإنسان، واحكامه أو عدم استعدادها لسماع الايضاحات منها، ومن الجانب الآخر لا يعطيها الحق في تشويه صورته أو الطعن فيه.
ونختم صحبة الاختيار... بقول أحمد بن محمد اليزيدي:
إني امرؤ أعذر إخواني
في تركهم بري وإتياني
لأنه لا لهو عندي ولا
لي اليوم جاهٌ عند سلطانِ
وأكثر الإخوان في دهرنا
أصحاب تمييز ورجحان
فمن أتاني منعما مفضلا
فشكره عندي شكران
ومن جفاني لم يكن لومه
عندي ولا تعنيفه شاني
أعفو عن السيئ من فعلهم
وأتبع الحسنى بإحسان
حسبُ صديقي أنه واثق
مني بإسراري وإعلاني