الأجوبة المفيدة عن أسئلة العقيدة

u0627u0644u062fu0643u062au0648u0631 u0648u0644u064au062f u0627u0644u0639u0644u064a
الدكتور وليد العلي
تصغير
تكبير
زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أسئلة تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، واستاذ العقيدة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.

وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة

(w-alali@hotmail.com)

أو فاكس رقم: (24815921)

خذوا القرآن من أربعة

إنَّ من أشرفِ الأدعية التي يتقرَّب إلى الله تعالى بها الدَّاعي؛ وأجمعِ المباني وأنفعِ المعاني التي يسعى في تحصيلها السَّاعي: ما أُثِرَ عن رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم من الأدعيةِ الصَّحيحة، التي هي من جوامعِ الكلامِ الذي تجودُ به القريحة.

وإنَّ من هذه الدَّعواتِ النَّبويَّةِ الشَّريفة؛ وهذه الكلماتِ الشَّافيةِ الكافيةِ المُنيفة:

ما قاله مسروق بن الأجدع رحمه الله تعالى: (كُنَّا نأتي عبدالله بن عمرو فنتحدَّث إليه، فذكرنا يوماً عبدالله بن مسعودٍ، فقال: لقد ذكرتم رجلاً لا أزال أُحبُّه بعد شيء سمعته من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: خُذوا القُرآن من أربعةٍ: من ابن أُمِّ عبد -فبدأ به-، ومُعاذ بن جبلٍ، وأُبيِّ بن كعبٍ، وسالم مولى أبي حُذيفة) أخرجه البُخاريُّ ومُسلمٌ.

وقول عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (فلمَّا أصبح غدا إليه أبوبكرٍ رضي الله عنه ليُبشِّره): يدلُّ على استحباب بشارة المُسلم وإدخال السُّرور عليه، فطُوبى لمن خبَّأ لأخيه بشارة تسرُّه فحملها ومشى إليه، فقد أخرج الطَّبرانيُّ عن عبدالله بن عُمر بن الخطَّاب رضي الله عنهما: (أنَّ رجلاً جاء إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله؛ أيُّ النَّاس أحبُّ إلى الله؟ وأيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أحبُّ النَّاس إلى الله تعالى: أنفعهم للنَّاس، وأحبُّ الأعمال إلى الله تعالى: سُرورٌ تُدخله على مُسلمٍ، أو تكشف عنه كُربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جُوعاً، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبَّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهراً، ومن كفَّ غضبه: ستر الله عورته، ومن كظم غيظه -ولو شاء أن يُمضيه أمضاه- ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتَّى يتهيَّأ له: أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ).

وقول عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (وقال له: ما سألت الله البارحة؟): يدلُّ على استحباب طلب العلم النَّافع والسُّؤال عن كُلِّ المجهول، فلا ينتقص قدر المُتعلِّم ولو كان هذا السَّائل أفضل من المسؤول، فهذا مُوسى الكليم عليه السَّلام قد اتَّخذ عند الخضر عهداً، وقال له: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).

وقول عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (قُلت: اللَّهُمَّ إنِّي أسألك إيماناً لا يرتدُّ، ونعيماً لا ينفدُ، ومُرافقة مُحمَّدٍ في أعلى جنَّة الخُلد): فسأل الله تعالى إيماناً صادقاً لا تردُّه الشُّبهات والشَّهوات، وهذا يدلُّ على كمال خوفه من سُوء الخاتمة عند الممات، فقال في دُعائه: (اللَّهُمَّ إنِّي أسألك إيماناً لا يرتدُّ).

ثُمَّ سأل الله تعالى نعيماً لا ينفد ولا يزول، وحياة الخُلد في جنَّةٍ التي لا تفنى ولا تحول، وهذا يُشير لكمال زُهده في دار الدُّنيا الفانية، ورغبته الصَّادقة في نعيم الدَّار الآخرة الباقية، فقال في دُعائه: (ونعيماً لا ينفدُ).

ثُمَّ قال في دُعائه: (ومُرافقة مُحمَّدٍ في أعلى جنَّة الخُلد)، فسأل الله تعالى أن يُنعم عليه بُمرافقة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في جنَّة الخُلود، وهذا النَّعيم لا يتوصَّل إليه العبد إلا بأن يُعينه ربُّه بفضله على كثرة السُّجود، فقد أخرج مُسلمٌ عن ربيعة بن كعبٍ الأسلميِّ رضي الله عنه قال: (كُنت أبيت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي: سل. فقُلت: أسألك مُرافقتك في الجنَّة. قال: أو غير ذلك؟ قُلت: هو ذاك. قال: فأعنِّي على نفسك بكثرة السُّجود).

وقول عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (ثُمَّ جاء عُمر رضي الله عنه، فقيل له: إنَّ أبا بكرٍ قد سبقك. قال: يرحم الله أبا بكرٍ؛ ما سبقته إلى خيرٍ قطُّ إلا سبقني إليه):

ومن أمثلة التَّسابق بين الشَّيخيْن رضي الله عنهما: إنفاق المال في سبيل الله إذا توجَّه الأمر إليهما، فقد أخرج أبوداود والتِّرمذيُّ عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (أمرنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوماً أن نتصدَّق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقُلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ؛ إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ما أبقيت لأهلك؟ قُلت: مثله. قال: وأتى أبوبكرٍ رضي الله عنه بكُلِّ ما عنده، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قُلت: لا أُسابقك إلى شيءٍ أبداً).

فهذا يدلُّ على أنَّ الصَّحابة رضي الله عنهم كانوا يتسابقون في ما بينهم في الخيرات، وأنَّهم مُوقنون بأنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه أفضلهم وأنَّه قد ارتقى أعلى الدَّرجات، قال مُحمَّد ابن الحنفيَّة رحمه الله تعالى: (قُلت لأبي: أيُّ النَّاس خيرٌ بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: أبوبكرٍ. قُلت: ثُمَّ من؟ قال: ثُمَّ عُمر. وخشيتُ أن يقول: عُثمان. قُلت: ثُمَّ أنت؟ قال ما أنا إلا رجلٌ من المُسلمين).

وقال عبدالله بن عُمر بن الخطَّاب رضي الله عنهما: (كُنَّا في زمن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا نعدل بأبي بكرٍ أحداً، ثُمَّ عُمر، ثُمَّ عُثمان، ثُمَّ نترك أصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا نُفاضل بينهم) أخرجه البُخاريُّ.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي