د. سليمان الخضاري / فكر وسياسة

جُزُر من النجاح .. والأمل !

تصغير
تكبير
نظرة خاطفة على عناوين الصحف اليومية والحوارات الدائرة في مواقع التواصل الاجتماعي تكفي لبيان الحالة المؤلمة من اليأس التي وصل لها الكثير من الناس بشأن ما يحدث في الشأن العام في الكويت، ولعل كاتب هذه السطور لا يشكل استثناء فلقد ساهمنا في نقد الوضع في مؤسسات الدولة وبمنتهى القسوة والشدة، وهو ما نراه مستحقا وواجبا.

رغم ذلك، نقر ونعترف أن غرس اليأس في النفوس هو أبعد ما كنا نتوخاه من كل ذلك، بل لعلنا كنا ننشد عكس ذلك من زرع للأمل في النفوس بتسليط الضوء على مكامن محددة للخلل في عمل مؤسسات الدولة والقطاع العام بشكل أشمل، مع عرض تصورات واضحة للحل الممكن والبسيط نسبيا إن صدقت النوايا، ونكرر، إن صدقت النوايا!


في الحقيقة فإن المرى لا بد له من أن يعترف أيضا أن عملية التركيز على المثالب دائما وأبدا لا ينتج عنها إلا خلق حالة من السوداوية المطبقة التي تحجب عن العين النور الكامن في بعض الأمور التي توصف عادة بأنها بسيطة في حجمها، كبيرة في معانيها، وهو ما لا يجب تجاوزه لما له من قيمة تساهم في الابقاء على الأمل حيا في نفوسنا بغد أفضل.

في الأمس القريب تم الاتصال بي من قبل بعض الأخوات ممن ابتلي أقاربهم بمرض الزهايمر، طالبين مني مساعدتهم في تأسيس حملة توعوية مجانية لأهالي مرضى هذه الحالة الطبية المستعصية، وقد دهشت من حجم ونوعية الأنشطة التي قامت بها تلك المجموعة من الأخوات والتي كانت من نقاء التفاني والرغبة في فعل الخير بمكان مما لم أستطع معه إلا قبول دعوتهم الكريمة بكل إجلال وتقدير.

إن قيمة ما يفعله بعض أبنائنا وبناتنا من أعمال تطوعية هي في الحقيقة لا تتلخص في طبيعة العمل نفسه بل بنفخ روح الأمل والتفاؤل في نفوسنا التي غزاها اليأس مع كل هذه الإحباطات التي تولدت نتيجة التعامل مع قطاعنا الحكومي وأجوائنا السياسية.

هذه الحملات التطوعية في حقيقتها، في ظل أمواج الاحباط واليأس العاتية، هي جزر من النجاح الحقيقي والأمل، نحتاج أن نلجأ إليها من آن لآخر!

Twitter: @alkhadhari
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي