تقارير عن فرار علي ورفعت عيد من جبل محسن بعد رفع الغطاء عنهما

الجيش اللبناني يستعد لتنفيذ «القرار الكبير» بإطفاء التوتر في طرابلس

تصغير
تكبير
تداخلتْ التطورات الأمنية والسياسية بسرعة لافتة في لبنان في عطلة نهاية الاسبوع، عاكسةً دخول البلاد مرحلة شديدة التوهج وسط العدّ العكسي القائم للاستحقاق الرئاسي على غرار الكثير من الحقبات المصيرية التي طبعت تاريخ لبنان في استحقاقاته الدستورية.

وجاء التفجير الانتحاري الذي استهدف حاجزاً للجيش اللبناني في منطقة وادي عطا في جرود عرسال وفي نقطة متقدمة جدا من الحدود اللبنانية - السورية ليل السبت ليزيد جسامة السباق اللاهب بين الاستعدادات الجارية لتنفيذ خطة أمنية واسعة تشمل مناطق طرابلس والبقاع الشمالي بشكل خاص ومحاولات زعزعة الامن في ما بات يشكل حرباً مفتوحة بين الجيش والقوى الامنية وتنظيمات ارهابية اصولية. ذلك ان الجيش تكبد ثلاثة شهداء في التفجير بعد اقل من يومين من قتله احد الرؤوس الارهابية الكبيرة سامي الاطرش في عرسال في وقت كانت الأنظار مشدودة الى التحضيرات الجارية على قدم وساق للشروع في تنفيذ الخطة الامنية الجديدة في طرابلس خصوصاً وقد وُصفت الخطة بانها حاسمة وجذرية بعد اتخاذ مجلس الوزراء القرار السياسي الحازم الذي يشكل الغطاء المطلوب لوضع حد نهائي للتسيب الامني في المدينة.


وقالت مصادر وزارية معنية بالتطورات الاخيرة لـ «الراي» ان ما جرى من استهداف للجيش في جرود عرسال فضلاً عن عمليات اغتيال متعمدة لعسكريين وامنيين في طرابلس في الايام الأخيرة سبقت تفجير وادي عطا الارهابي، شكلت مؤشرات واضحة لشعور الجهات الارهابية بأن الخطة الجاري التحضير لها والتي ستنطلق في الساعات المقبلة تتسم بكثير من الجدية والحزم. وتالياً فان الغطاء السياسي والقرار العسكري يتجهان الى مرحلة من شأنها ان تضرب ما تبقى من قدرات لدى كل مَن سيقف في وجه هذه الخطة سواء كانت جهات ارهابية متصلة بتنظيمات متطرفة عاملة في سورية ولبنان، او جهات محلية متضررة من الخطة الامنية.

وتبعاً لذلك اكدت المصادر ان التفجير الارهابي الجديد زاد التصميم على المضي في تنفيذ الخطة بمزيد من الحزم وخصوصاً انه أثبت ان حجم الإنجازات الامنية والعسكرية في ضرب الجهات الارهابية صار كبيراً بعد تصفية الكثير من رؤوسها المنفذة لعمليات تفخيخ وتفجير وقتْل في مناطق مختلفة من لبنان. وستسير الخطة الامنية بخطوط متوازية في طرابلس وسواها من المناطق الأكثر إلحاحاً لبسط الامن بما يعكس في الايام الطالعة مشهداً مختلفاً لا تراجُع معه عن معركة مكافحة الارهاب من جهة وإعادة بسط الامن في طرابلس بشكل حازم ونهائي من جهة اخرى. علماً ان التقارير التي تحدثت عن فرار الزعيم العلوي الابرز النائب السابق علي عيد ونجله رفعت الى خارج لبنان (الاول الى سورية والثاني ايضاً على ان ينتقل منها الى الولايات المتحدة الحاصل على green card  منها) عكست وجود قرار كبير رفَع الغطاء عنهما تمهيداً لقفل الجرح النازف بين جبل محسن وباب التبانة والذي تعود جذوره الى الحرب اللبنانية والوجود السوري في طرابلس، من ضمن «تسوية» غير معلنة تتيح مغادرتهما لبنان وتفادي التوترات التي قد تنجم عن تنفيذ الاستنابات القضائية بحقهما (علي عيد الملاحَق تهريب متهم بتنفيذ جريمة تفجير المسجدين والثاني لتهديده فرع المعلومات)، وذلك ما دام «تجفيف» جبل محسن من المسلحين والسلاح وكذلك التبانة سيؤدي الغرض المطلوب وهو إطفاء «حريق» طرابلس لمرّة أخيرة ومنْع استمرار «خط التماس» المذهبي فيها «دفرسوار» للاشتباك الاقليمي الذي غالباً ما حرّك جبهة التبانة - جبل محسن عل مدى 20 جولة من القتال حصدت مئات القتلى والجرحى.

وكانت تقارير نقلت عن مصادر أمنية رفيعة أن النائب السابق علي عيد ترك لبنان وأصبح في سورية، وأن ابنه رفعت غادر أيضاً جبل محسن مرجحة ان يكون سلك معابر غير شرعية الى سورية ومنها الى الولايات المتحدة حيث عائلته وذلك بعدما قطع فجأة اجتماعاً كان يعقده مع قادة المحاور في جبل محسن في اطار عرض التوجهات للمرحلة المقبلة خصوصاً لناحية البدء بتنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس وامكان تنفيذ توقيفات في هذا السياق.

وقد رفض وزير العدل اللواء اشرف ريفي، ابن طرابلس، تأكيد او نفي الأنباء عن فرار «العيدين» وقال: «لا املك معلومات عن هذا الموضوع، ولكن على جميع الذين يمثلون المشهد التوتيري ان يخرجوا من طرابلس كي يعيش المدنيون معاً بشكل طبيعي مع بعضهم البعض».

وفي موازاة ذلك، استقطب التفجير الذي استهدف حاجز الجيش اللبناني في وادي عطا في عرسال الانظار ولا سيما انه الاول الذي يستهدف مباشرةً الجيش وقد تبّنته المجموعة التي تطلق على نفسها اسم «لواء أحرار السنة - بعلبك» عبر «تويتر» ثأراً لمقتل الأطرش كما جاء في الإعلان.

ويقع حاجز الجيش اللبناني الذي استُهدف في مرتفعات بلدة عرسال المؤيدة للمعارضة السورية والتي تستقبل اعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين الهاربين من اعمال العنف، واحيانا مقاتلين جرحى من المعارضة. والنقطة التي دوى فيها الانفجار هي التي تم عبرها مبادلة راهبات معلولا قبل اقل من شهر بمعتقلات في سجون النظام السوري.

وفي مؤشر آخر الى توتر الوضع في هذه المنطقة، قُتلت امرأة بعيد الانفجار واصيب طفلها بجروح حين اطلق جنود لبنانيون النار على «سيارة كانت تقلهما ولم تتوقف عند حاجز للجيش عند مدخل عرسال رغم تحذيرات العسكريين»، وفق ما قال متحدث عسكري.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي