الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة

أسئلة محيّرة

تصغير
تكبير
جاسم يشاهد أموراً عديدة تحدث في البلد وتثير استغرابه كثرة الشكوى التي أصبحت مسيطرة على عقول أهل البلد. غالبية إجاباتهم تبدأ بالحمد لله، وبعدها مباشرة يبدأ الانتقاد والشكوى... شكوى بغالبيتها تنحصر بأوضاعهم المتردية... شكوى عن مشاريعهم المتأخرة... شكوى عن... وعن... وعن...

جاسم قليل الحضور للندوات والمحاضرات... ندوات متخصصة بالانتقاد والشكوى. وهناك من الحضور الكريم من لا يعرفون أين مقار أعمالهم. ومنهم من... ومنهم من...


جاسم طرح سؤالاً على أحد المتحدثين الذي تجده دائماً في الصحافة والمحطات الفضائية يتكلم عن الغلاء في البلد وأن الشعب يجب أن يحارب الحكومة... متحدث يعتبره زبائن المحاضرات والندوات منقذ الاقتصاد في البلد.

سؤال جاسم كان «لماذا سعر السندويشة عند مطعم المأكولات الخفيفة هو فقط مئة فلس... أي ما يساوي 36 سنتاً أميركياً... وهذا سعر لن تجده في غالبية الدول؟».

سكت كبير الاقتصاديين... ولكن أحد الحضور الشباب وقف ليخبر الجميع بأن الدولة تدعم الكهرباء، لذلك هذا سعرها... وأن الدولة لا تأخذ ضرائب، لذلك فهذا سعرها... وأن الدولة تعالج العاملين في هذه المطاعم بالمجان مهما غلا علاجهم... وأن الدولة لا تأخذ ضرائب على استخدام الطرق، لذلك فهذا سعرها... وأن سعر الوقود هو من ضمن أرخص الدول، لذلك فهذا سعرها... وأن الدولة تدعم الطحين، لذلك فهذا سعرها... ولأن الدول لا تحاسب أبناءها المهملين لذلك...

صرخ الجميع عندها... «إنه من المندسين، إنه من المزروعين، إنه من الجواسيس... إنه خائن».

«والله عيب شباب فاهم الأوضاع... والبعض حتى الآن همه الأول والأخير الانتقاد من دون أي إنجاز للبلد... شباب يصرخ بأعلى صوته «أنقذوا البلد بالعمل والإخلاص في العمل... والبعض همه الأول والأخير التصارع على الكراسي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي