البابا حذّر أوباما من تغوّل الرأسمالية

تصغير
تكبير
في غمرة احتفاله بسقوط الاتحاد السوفياتي ودول الكتلة الاشتراكية قبل أكثر من عقدين، يواجه العالم الرأسمالي عدواً جديداً من داخله لم يكن أبداً في الحسبان، ألا وهو «المؤسسة الدينية المسيحية» التي عبّر في شكل واضح عمّا يدور في خلدها زعيم الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس، خلال استقباله الرئيس باراك أوباما أول من أمس في الفاتيكان.

فوفقاً لأوباما، حذره البابا فرانسيس من «تغوُّل الرأسمالية والانهيارات الاقتصادية والمضاربات في البورصة»، وهذه لم تكن المرة الأولى التي يُطلق فيها البابا فرانسيس مثل هذا التحذير، إذ سبق له منذ انتخابه بابا للفاتيكان أن أدلى بتصريحات مماثلة كان آخرها التصريح الذي وجهه للمشاركين في الملتقى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا في يناير الماضي، حيث خاطبهم قائلاً: «عليكم أن تضمنوا أن الثراء يخدم الإنسانية لا أن يتحكم بها»، فيما أطلق الزعيم الحالي للكنيسة الانغليكانية في بريطانيا كبير الأساقفة جاستن ويلبي، أسقف كانتربري، وسلفه كبير الأساقفة روان ويليامز تصريحات مماثلة تذكر بتصريحات الشيوعيين وغير مألوفة وسط رجال الدين.


ويبدو أن ما دار بين أوباما والبابا ترك أثراً كبيراً على الرئيس الأميركي، حيث انعكس هذا الأثر على تصريحاته عقب خروجه من اللقاء مع البابا. ففي مقابلة مع صحيفة «كوريرا ديلا سيرا» الإيطالية واسعة الانتشار، قال أوباما ان «سلطة البابا الأخلاقية زادت من وزن دعوته لتعديل الخلل في مستويات الدخل بين أغنياء أميركا البالغة نسبتهم واحد في المئة فقط وبقية الأميركيين البالغة نسبتهم 99 في المئة». وأضاف: «نحن في الولايات المتحدة شاهدنا على مدى العقود القليلة الماضية اتساع الهوة في الدخل بين من يتربعون على قمة الهرم ودخل العائلات العادية». وأوضح أن هذه «ليست مشكلة الولايات المتحدة فقط، بل مشكلة البلدان في جميع أنحاء العالم. وهي ليست مشكلة اقتصادية، بل أخلاقية أيضاً».

ووفقاً للمحللين السياسيين، كان أوباما بحاجة ماسة للقاء البابا استعداداً للانتخابات القريبة لمجلس الشيوخ التي يأمل منها أن تزيد تمثيل الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه وإنهاء سيطرة الحزب الجمهوري على غالبية مقاعد المجلس على النحو القائم حالياً والذي يُعرقل عمل أوباما وإدارته الحالية، خصوصا أن جمهور الناخبين ذوي الأصول الكاثوليكية في الولايات المتحدة له وزن كبير في سجلات الناخبين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي