جابر الخالد: أوروبا تعيش على مآسي الشرق الأوسط وكلما خربت عندنا كان الخير عندهم






يمكنك القول انها جلسة افق للاستراتيجية... للعموميات، لدراسة المستقبل، مزيج ما بين السياسة والاقتصاد والأمن والرؤية الخاصة والتعرف من جانب آخر على مفاهيم رجل يمسك بالملف الأمني من منظور عالمي، دارس في اعرق الكليات العسكرية، ومتابع لمجريات شتى الاحداث التاريخية، له وجهة نظر تحلل وتفسر اكثر مما تقرر او تمنحك الفرصة للأمساك بخيوطها.
وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد استضاف أمس رؤساء التحرير في مؤتمر صحافي بدأه بالحديث عن سيرته الذاتية وقال: «انا جابر الخالد الصباح وليس المبارك، تدرجت في السلك العسكري وحصلت على شهادات من كلية ساند هيرست وجامعات اجنبية اخرى حتى شهادة الاركان وتقلدت مناصب عسكرية عدة اهمها رئيس للاركان ثم عملت سفيرا في المملكة العربية السعودية».
وتحدث عن الوضع الأمني في المنطقة قائلا انه «يغلي من الشمال إلى الجنوب، لبنان، سورية، العراق، ايران، وسبب هذا الوضع مصالح اوروبا وغيرها فما دامت الاوضاع عندنا سيئة فهي جيدة عندهم»، وضرب مثلا في زيارة قام بها عام 1985 عندما كان رئيسا لجهاز الاستخبارات في الكويت إلى هنغاريا وتقابل مع جنرال هنغاري اسمه «سويتش» وقال له «كيف أمنتم الأمن القومي لاوروبا ولماذا انتهت عندكم الحروب الكبيرة بعد الحرب العالمية الثانية؟» فاجاب سويتش: «نحن أمنا الوضع داخل اوروبا بتنشيط اقتصادنا من خلال حروب في الشرق الاوسط وغيرها، وتنشيط الاقتصاد كان عن طريق تصنيع السلاح وتصديره».
وتابع: «كان لدى اوروبا خطران: خطر الاتحاد السوفياتي وتم تفكيكه، والخطر الثاني القوى الاسلامية في العالم، وكلنا يتذكر مقولة تشرشل: «إن لم تكن معهم فشاركهم» وهذا ما حصل من شق للصفوف الاسلامية وتشجيع النعرات المذهبية والتطرف وضعف الاسلام اضافة إلى ما يعانيه العالم الإسلامي من مخدرات وتلوين الكلام، لذلك نحن بحاجة إلى وعي امني عربي إسلامي وأمن إعلامي للتصدي لكل هذه المحاولات».
وقال ان «الاوضاع في المنطقة تشهد غليانا ما يستدعي معها وضع خطط كفيلة بحماية الوطن من أي خطر»، مضيفا ان «الكويت في قلب مجريات تلك الاوضاع ولن يتم السماح مطلقا بالتعدي على حرمة الاراضي الكويتية».
بعد ذلك تطرق الشيخ جابر إلى استراتيجيته في وزارة الداخلية وتتكون من نقاط عدة هي:
1 - معرفة التيارات والأفراد وامكاناتهم وما قدراتهم وكيف يمكن تطويرها وزيادة مكافآتهم.
2 - وضع خطة امنية في البر والبحر والجو لمكافحة التهريب بكل انواعه.
3 - التركيبة السكانية العمالة السائبة وحلول لها.
4 - البدون واستكمال ما قام به من سبقني.
5 - المرور وكيف يمكن حل الأزمة.
6 - المنشآت الخاصة بوزارة الداخلية.
كذلك تطرق الوزير إلى نقاط اساسية اخرى في ما يتعلق بالمرأة وقال انه سبق وارسل 20 فتاة في وزارة الدفاع للتدريب في الإمارات كعسكريات بوضعهن في الأماكن الحساسة خصوصاً في قطاع الملفات السرية وهذا ما ستقوم به في وزارة الداخلية ولكن بشمولية أكبر حيث ستكون أعمال المرأة تشمل الدوريات الصباحية، حل المشاكل التي تكون فيها المرأة طرفاً اضافة إلى الأعمال المكتبية الأخرى.
كما أكد انه سيرجع «الخيالة» و«الرجالة» إلى الشوارع والاسواق بدل الانتظار الطويل للدوريات لحل المشاكل العالقة اضافة إلى مراقبة السلوك العام لبعض الشباب المنحرف في الأسواق ولكن ضمن الاطر القانونية.
وفي رد على سؤال عن التناقضات في التصريحات حول ما يتعلق بما اثير من تجسس ايراني والتهديدات الإيرانية واجهزة التنصت اجاب الوزير: «انا أجبت عن الاسئلة كعسكري، عندما يقال لي هل يمكن ان يوجد في الزوارق اجهزة تنصت اقول لا لأن أجهزة التنصت اليوم لها منظومة خاصة والزوارق هي للمشاهدة بالعين فقط.
وحول العملاء قال الخالد: «تسألون عن اجهزة استخبارات؟... ماذا تفعل السفارات في الكويت؟ فمن المعروف ان لكل سفارة عيونها»، موضحا ان «الكويت كغيرها من البلدان لاتخلو من وجود عملاء لاجهزة استخبارية اجنبية»، ومشيرا الى ان «تلك العناصر لايمكن بأي حال من الاحوال ان تستخدم اجهزة رصد بل تكتفي في حال وجودها بالرؤية البصرية، حيث ان تلك الاجهزة يمكن اكتشافها حال استخدامها».
وهل ايران دولة صديقة ام لا على اعتبار ان هناك متابعة للتهديدات التي يطلقها مسؤولون ايرانيون؟ اجاب هناك تصريحات ايجابية لبعض المسؤولين الإيرانيين وهناك تصريحات سلبية وعلينا ان نكون متابعين لهذا الموضوع».
وعن الاستعدادات الحكومية لمواجهة تزعزع الاوضاع في المنطقة وانعكاساتها على الوضع المحلي اكد «ضرورة تفعيل الاجراءات الاحترازية للتصدي لها تحسبا لأي طارئ من خلال توعية جميع القطاعات المجتمعية بأدوارها تجاه أي موقف خطير»، معيدا الى «الاذهان غزو النظام العراقي البائد للكويت في أغسطس عام 1990»، وداعيا الى «استلهام العبر منه اذ ان التاريخ قاعدة للامن».
وشدد على «أهمية خلق وعي أمني لدى المواطنين عن التهديدات بأنواعها مثل الاشاعة والمخدرات والجريمة بمختلف انواعها»، مشيرا الى «وجود تقييم ومراجعة شاملة لآليات العمل في وزارة الداخلية»، ومؤكدا ان «الوزارة تقبل بالنقد البناء ولاتقبل بالهجوم غير المبرر».
وعن وضع البدون قال وزير الداخلية: «أعرف ان الجميع تعاملوا مع هذه القضية وانا عملت بها منذ كنت في وزارة الدفاع وهذا الأمر ليس غريباً عليّ ولكن علينا وقبل كل شيء ان نتعاون مع هذه القضية بطريقة انسانية، كيف نوفر آدمية وإنسانية لهذه الفئة وبعد ذلك نناقش الملف بكل شفافية، ومتأكد من انه اذا حرص الجميع على حل هذه المشكلة فسنصل إلى حلول لها».
واكد «ضرورة توفير سبل الحياة الكريمة لابناء تلك الفئة باعتبارهم ضيوفا على البلاد حتى يتم حسم الملف بشكل نهائي»، مشددا على ان «الجنسية لايمكن بأي حال من الاحوال منحها لغير مستحقيها، اذ انها ليست كأسا تهدى لأي كان، وان المواطنة تختلف عن الجنسية».
وعن التركيبة السكانية والعمالة السائبة قال الوزير: «سيكون لنا دور كبير في كشف تجار الإقامات المتسببين في وجود هذه العمالة السائبة في البلد خير الكويت كثير وأهل الخير في الكويت كثر وفي امكاننا ان نوصل خيرنا لغاية بلد هذه العمالة السائبة بدل ترك الشباب يتسكعون في الكويت بلا عمل، وهذا امر خطير سيحاسب المسؤولون عنه».
وعن معاملة رجال الشرطة للمواطنين والمقيمين قال: «نحن خدام للشعب ويجب على كل مسؤول في الداخلية ان يتعامل مع المواطن والمقيم بكل احترام وتقدير وابتسامة، واللي عنده مشكلة في بيته لايطلعها على المواطن والمقيم، يقعد في بيته لحين تنحل مشكلته، واللي يبي يصير سيف مصلت على المواطنين أنا حكسره ونحن خدام للشعب.
وتابع: وحول «الضرب بيد من حديد» فهي مقولة كان يستخدمها سمو الأمير الوالد الشيخ سعد اطال الله عمره في فترة من الفترات، للردع، لكن الوضع تغير الآن وعلينا استخدام «الضرب بعقل من حديد».
وحول تطوير منشآت وزارة الداخلية، أجاب: هناك خطة لتطوير هذه المنشآت وبناء حاجاتنا جزء اساسي منها في المخافر ان لانساء تجحز داخل المخافر وهذه تعليمات اصدرتها للاخوان في الداخلية على ان يتم وضعهن في اماكن مخصصة لهن، اضافة إلى انشاء معاهد ومدارس تتعلق بعلوم الشرطة.
وأشار الى ان «اولويات العمل في وزارته ليست تراتبية بل تسير جنبا الى جنب في آن واحد»، مبينا ان «من اهم اولوياته تطبيق اللامركزية وتوفير منشآت كافية للوزارة وترميم وصيانة القائم منها حيث ان محدودية وقدم المنشآت يعوق من عمل الوزارة».
وعن موضوع الاختناقات المرورية في البلاد أوضح ان «الموضوع مرتبط بجهات عديدة وليست وزارة الداخلية وحدها»، مؤكدا ان «دور العمل المروري ليس تحصيل المخالفات بل منع حصول المخالفات»، ومشيرا الى ان «التخطيطين الهندسي والعمراني في بعض المناطق لايتوافق ان مع كثافة اعداد المركبات».
وختم: «سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح اطلق يدنا في وزاراتنا ولكن تحت مظلة القانون وهذا الأمر سنكون حريصين عليه لخدمة الكويت وشعب الكويت والمقيمين فيها».
أجندة زرقاء
عندما تكلم وزير الداخلية عن الاستراتيجية اخذ اجندة زرقاء كانت بجانبه وفتحها وكانت تشتمل على نقاط الاستراتيجية.
سيرة ذاتية
بدأ حديث الوزير بالترحيب وقدم بعد ذلك موجزا عن سيرته الذاتية.
ليس بيننا اعتذارات
اكد في حديثه ان اسمه جابر الخالد الصباح وليس من مبارك وبعد ذلك اعتذر رئيس تحرير «القبس» الاستاذ وليد النصف عن هذه العبارة وقال «لم تذكر على اساس اساءة وانما من منطلق تحليل سياسي» ورد الوزير لا توجد بيننا اعتذارات.
انصحوني
حرص الوزير على الجميع ان يكونوا ناصحين له باعمال وزارته.
مغادرة الكرسي
شدد الوزير في حديثه اكثر من مرة على انه انسان عسكري فاذا لم يستطع ان يعمل للكرسي الذي يمثله شيئا وللكويت فانه على استعدادا للابتعاد عن هذا الكرسي وهذا ما حصل في وزارة الدفاع عندما كان رئيسا للاركان.
الأمن الإعلامي
حرص الوزير على رؤية مقالة منشورة في احد مواقع الانترنت تتهجم على الكويت للكاتب صبري الربيعي ورفع يده وهو يمسك المقال وقال نريد امنا اعلاميا.
تلميذ ... ووزير
... ومدرسة
قال الوزير جابر الخالد ... دخلت مدرسة الصديق تلميذا والان ادخلها كوزير للداخلية.
هل يعقل؟
عليكم بالصبر!
بعد تكرار تناقض التصريحات التي تنشر في الصحف اكد جابر الخالد ان الامر الان من خلال الناطق الرسمي لوزارة الداخلية العقيد محمد الصبر.
ما نعرفش!
انتقد الوزير الخالد المناهج التربوية لعدم تركيزها على 2 اغسطس وايام الاحتلال التحرير. قال ارجو الا نصل إلى ما وصل اليه الجيل الجديد في مصر عندما سألوا التلاميذ عن 6 اكتوبر قالوا «ما نعرفش».
سراديب ومخازن
وملاجئ بالشامية!
تمنى الوزير الخالد ان تكون كل مناطق الكويت مجهزه لاي طارئ وان توضع لوائح ونظم لهذه الملاجئ وتكون متطوره.
ولكن هذا الامر بحاجة إلى اموال وخطط وضرب مثلا: الحديقة في منطقة الشامية يمكن ان نحفرها ويكون تحتها مكان امن 3 ادوار ويمكن استخدامه اثناء السلم مخازن واثناء الحروب ملاجئ. ومناطق الكويت كلها حدائق، فانا اعلم انه لو حدثت حرب نووية على روسيا، فإن موسكو بامكانها ان تختفي كملجأ من اي حرب، وحتى في السويد فإن الملاجئ بامكانها استقبال طائرات بركابها.