ضاد / مدارسنا بين الأمس واليوم



كانت أول جملة يخطها جيلنا في المدرسة، (مع حمد قلم) وكنا آنذاك نتلقى العلم على يد أساتذة جلهم من أشقائنا الفلسطينيين، وغالبا لا يتجاوز الواحد منا الصف الأول الا وأصبح قادرا على القراءة والكتابة، وقلما تجد طالبا تجاوز المرحلة الابتدائية بسنواتها الأربع وهو لايزال أميا، وأما اليوم، فيروعك أن غير قليل من طلبة المرحلة الجامعية، يهتز القلم بيده من أول سطر، ولا يكاد يكتب صفحة واحدة دون خطأ تارة في النحو، وتارة في الاملاء، ناهيك عن ركاكة الأسلوب، ورداءة الخط!
ان الذي أعجب منه هو كيف تجاوز هؤلاء الطلبة مراحل التعليم واحدة تلو الأخرى وهم على هذه الحال؟
وليس هذا مقصورا على مادة اللغة العربية، ولكنه يعم كل المواد من دون استثناء، وهو الأمر الذي يكشف عن تقهقر التعليم عندنا، وهبوط مستواه الى درجة تدق ناقوس الخطر لمن لم يصم أذنيه عن نعيق هذا الواقع العلمي المفزع.
لقد كانت ثانوية الشويخ مقصدا للطلبة في الخليج العربي، وكان أولياء الأمور يرسلون فلذة أكبادهم اليها لينهلوا من معين العلم الذي كان آنذاك عذبا فراتا لذة للشاربين، وكثير ممن نهلوا من ذلك المعين أثروا مجتمعاتهم بالفكر والثقافة والعلم، وكانت لهم بصماتهم الواضحة في الحياة، ومازال بعضهم يجني ثمار تلك المرحلة التي قضاها في مدارس دولة الكويت.
ولقد كانت جامعة الكويت في بدء مسيرتها منارة يستهدى بنورها، حين ضمت أقسامها نجوم كل علم، وها هي اليوم خارجة عن التصنيف العالمي للجامعات بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة على انشائها، وكأنها تسير الى الوراء، في حين أن بعض الجامعات العربية الحديثة تخطتها بمراحل ستكون سنوات ضوئية، ان بقيت جامعة الكويت على ما هي عليه. وأما الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، فان أسمى أماني منتسبيها أن يساوى الواحد منهم بنظيره في جامعة الكويت، في الحقوق المالية، والنظم الادارية، بعد أن أصبحت جامعة جابر أسوأ حالا من أستاد جابر، الشبح الجاثم بجوار أهم كلياتها!
ان الذي أود قوله في هذا المقال، هو أن التعليم عندنا لا يبشر بخير، كيف ومبنى كلية التربية الأساسية- أهم مؤسسة علمية في الوطن - والذي أنشئ حديثا، يفتقر الى ما لا يعد ولا يحصى، وأن أعضاء هيئة التدريس الذين كابدوا الغربة لينالوا أعلى الدرجات العلمية، لم توفر لعدد منهم مكاتب منذ أكثر من عام، فضلا عن وسائل الاتصال والبحث والخدمات المساندة، بل لا توجد شبكة للهواتف الشخصية، بل لا يتوفر في بعض الأقسام الا حمام واحد؟! فكيف القاعات الدراسية المجهزة بمخلفات المبنى القديم للطلبة والأساتذة؟!
وحسبك من أمر التعليم أن رأس الوزارة كأحد قطع الشطرنج، تحرك لاعتبارات عدة، في الذيل منها العلم والثقافة والفكر، هذا ان كان لها ذيل!
ولكي لا يكون المقال مغرقا في ذكر المشكلات، فاني أقترح أن يقوم من له قدرة من رجالات البلد، بمد يد العون لمؤسساتنا العلمية، على غرار ما نرى في بعض المجالات الأخرى كبناء المستشفيات وترميمها ودعمها، وكذلك بناء المساجد، ودعم وزارة الأوقاف وأنشطتها...، فهل من مغيث لـ (مع حمد قلم) فقد «أكل القوم التفاحة كلها»؟!
* كاتب وأكاديمي كويتي
ان الذي أعجب منه هو كيف تجاوز هؤلاء الطلبة مراحل التعليم واحدة تلو الأخرى وهم على هذه الحال؟
وليس هذا مقصورا على مادة اللغة العربية، ولكنه يعم كل المواد من دون استثناء، وهو الأمر الذي يكشف عن تقهقر التعليم عندنا، وهبوط مستواه الى درجة تدق ناقوس الخطر لمن لم يصم أذنيه عن نعيق هذا الواقع العلمي المفزع.
لقد كانت ثانوية الشويخ مقصدا للطلبة في الخليج العربي، وكان أولياء الأمور يرسلون فلذة أكبادهم اليها لينهلوا من معين العلم الذي كان آنذاك عذبا فراتا لذة للشاربين، وكثير ممن نهلوا من ذلك المعين أثروا مجتمعاتهم بالفكر والثقافة والعلم، وكانت لهم بصماتهم الواضحة في الحياة، ومازال بعضهم يجني ثمار تلك المرحلة التي قضاها في مدارس دولة الكويت.
ولقد كانت جامعة الكويت في بدء مسيرتها منارة يستهدى بنورها، حين ضمت أقسامها نجوم كل علم، وها هي اليوم خارجة عن التصنيف العالمي للجامعات بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة على انشائها، وكأنها تسير الى الوراء، في حين أن بعض الجامعات العربية الحديثة تخطتها بمراحل ستكون سنوات ضوئية، ان بقيت جامعة الكويت على ما هي عليه. وأما الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، فان أسمى أماني منتسبيها أن يساوى الواحد منهم بنظيره في جامعة الكويت، في الحقوق المالية، والنظم الادارية، بعد أن أصبحت جامعة جابر أسوأ حالا من أستاد جابر، الشبح الجاثم بجوار أهم كلياتها!
ان الذي أود قوله في هذا المقال، هو أن التعليم عندنا لا يبشر بخير، كيف ومبنى كلية التربية الأساسية- أهم مؤسسة علمية في الوطن - والذي أنشئ حديثا، يفتقر الى ما لا يعد ولا يحصى، وأن أعضاء هيئة التدريس الذين كابدوا الغربة لينالوا أعلى الدرجات العلمية، لم توفر لعدد منهم مكاتب منذ أكثر من عام، فضلا عن وسائل الاتصال والبحث والخدمات المساندة، بل لا توجد شبكة للهواتف الشخصية، بل لا يتوفر في بعض الأقسام الا حمام واحد؟! فكيف القاعات الدراسية المجهزة بمخلفات المبنى القديم للطلبة والأساتذة؟!
وحسبك من أمر التعليم أن رأس الوزارة كأحد قطع الشطرنج، تحرك لاعتبارات عدة، في الذيل منها العلم والثقافة والفكر، هذا ان كان لها ذيل!
ولكي لا يكون المقال مغرقا في ذكر المشكلات، فاني أقترح أن يقوم من له قدرة من رجالات البلد، بمد يد العون لمؤسساتنا العلمية، على غرار ما نرى في بعض المجالات الأخرى كبناء المستشفيات وترميمها ودعمها، وكذلك بناء المساجد، ودعم وزارة الأوقاف وأنشطتها...، فهل من مغيث لـ (مع حمد قلم) فقد «أكل القوم التفاحة كلها»؟!
* كاتب وأكاديمي كويتي