مقابلة / وزير الخارجية المصري السابق أكد أن القمة العربية «ستتخذ موقفا ضد الإرهاب»

العرابي لـ «الراي»: الكويت تعمل ببراعة سياسية وديبلوماسية

u0627u0644u0639u0631u0627u0628u064a u0645u062au062du062fu062bu0627 u0644u0640 u00abu0627u0644u0631u0627u064au00bb
العرابي متحدثا لـ «الراي»
تصغير
تكبير
• الغرب أنفق 40 مليون دولار للتعرّف على خريطة القوى السياسية في مصر

• إصرار الولايات المتحدة على المصالحة مع «الإخوان» يستهدف حماية أمنها

• أنصح صباحي بعدم المساس بالمؤسسة العسكرية لتحقيق مكاسب انتخابية
توقع وزير الخارجية المصري السابق ورئيس حزب «المؤتمر» محمد العرابي، أن تتخذ القمة العربية المقبلة في الكويت في 25 مارس الجاري. وأثنى من جهة ثانية على موقف الكويت في التعامل مع جماعة «الإخوان»، مشيرا إلى أنها «تتبع منطق المواءمات وتتعامل مع الموضوع بحكمة شديدة، وهي حريصة على استقرارها الداخلي، وألا تستثير الإخوان داخلها».

واتهم في حوار مع «الراي» دولا غربية في مقدمها الولايات المتحدة باستغلال الثورات العربية لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة، واستخدام المال السياسي للتعرف على خريطة القوى السياسية وتمويل أحزاب بعينها. وأضاف إن «الولايات المتحدة تحرص على تذبذب علاقتها مع الدولة المصرية ليستمر الضغط عليها ووضعها في حالة ترقب».

وأرجع إصرار الولايات المتحدة على المصالحة مع «الإخوان» إلى أنها تستهدف حماية أمنها وعدم انتقال الإرهاب إليها».

وفي ما يلي نص الحوار:

• ماذا عن توقعاتك بالنسبة لنتائج القمة العربية المرتقبة؟

- أتوقع أن يتخذ الاجتماع موقفا موحدا ضد الإرهاب.

• كيف ترى موقف الكويت من ثورة 30 يونيو رغم ما قلته؟

- الكويت تنظر لمصر كإحدى الدعائم الأساسية لأمن الخليج، ولهم تجربة سابقة بعد غزو العراق للكويت، ويرون أن عودة مصر لطبيعتها ستكون سندا جيدا لأمن الخليج، ولديهم شعور أن الأمور يجب أن تقاس بميزان دقيق حتى لا ننتهي إلى حالة من سخونة الموقف داخل الكويت، وهم يتمتعون ببراعة ديبلوماسية في هذا الأمر، ويعتبرون 30 يونيو دعما قويا لأمن الخليج.

• لماذا لم تعلن الكويت «الإخوان» جماعة «إرهابية» كما فعلت السعودية، وماذا عن الدول العربية الأخرى؟

- لكل دولة حساباتها الخاصة، والكويت تتعامل بمنطق المواءمات نظرا لوجود «الإخوان المسلمين» المصريين والكويتيين بها، وهذا وضع دقيق، ولابد أن تتعامل الدولة مع الموضوع بحكمة شديدة، كما أن الكويت ستستقبل قمة في 25 مارس الجاري، وهي حريصة على استقرارها الداخلي، وألا تستثير الإخوان داخلها، ونحن نحرص أيضا على استقرار الكويت وسعداء به، ونعتقد أن تنتهي القمة بفائدة للمنطقة العربية.

• ما تداعيات التغيير في خريطة التحالفات في المنطقة بعد الثورات؟

- الخريطة تغيرت بعد ثورات الربيع العربي، حيث ظهرت تحالفات جديدة في الواقع العربي، خصوصا بعد 30 يونيو، وتحركت الأمور في اتجاه مخالف لما كان عليه في بدايات الربيع العربي، وظهر معسكر للدول الوسطية المهتمة بالأمن القومي العربي والنظام العربي كوحدة واحدة تقودها الكويت ومصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن وسلطنة عمان بطريقتها الخاصة، والجزائر والمغرب بدرجة مختلفة نسبيا.

• هل كان لذلك التغيير تأثير على الصراع الغربي - العربي في المنطقة؟

- هناك حالة من التقسيم للنظام العربي، والغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص تقف وراء دول بعينها تنفذ مخططا أميركيّا طويل الأمد، وهناك دول لاتزال في مرحلة إعادة تشكيل والتكوين، مثل سورية والعراق واليمن وليبيا. وهي خارج الإطار الاستيراتيجي العربي، فلم تصل إلى تحديد هويتها وشكلها الجاري، وهذا موضوع خطير بالنسبة لها وبالطبع له أثر على المنظمومة العربية، حيث لا توجد رؤية واحدة أو أهداف استراتيجية جماعية.

• هل ما حدث في المنطقة العربية ثورات أم مخطط خارجي؟

- الدول الغربية استغلت الثورات العربية لتنفيذ مخططها، فثورات الربيع العربي قامت بدوافع وطنية استغلتها الإدارة الأميركية لتطبيق سيناريو الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة، التي ظهرت بداية قبل 25 يناير، وأعتقد أنه قد تم التخطيط لهذه المفاهيم منذ 11 سبتمبر، لإبعاد الفكر الإرهابي عنهم وخلق بيئة صالحة لاستيعاب المتطرفين في المنطقة العربية تحت مسمى الديموقراطية.

• هل ساهمت بعض القوى في هذه المخططات، سواء بحسن نية أو بسوء نية؟

- نعم، لكني أعتقد أن تلك المساهمة تمت بحسن نية، وعندما فوجئت الإدارة الأميركية بما حدث بعد 25 يناير اضطرت للاتصال بكل الأطراف، وكانت تتصل بالإخوان منذ 2004، وعقب 25 يناير حدث تكالب على الاتصال بكل القوى السياسية حتى التافهة وغير المؤثرة في المشهد المصري. واكتشفوا أن هناك تغييرا جذريا وأنهم لا يمتلكون كل الخيوط، إلى درجة أن المال السياسي الذي دفع خلال تلك الفترة كان مثيرا للدهشة، فوصل إلى 40 مليون دولار تمويلا وفقا لتقديرات فايزة أبوالنجا.

• ما ملاحظاتك على العلاقات مع الولايات المتحدة وقت أن كنت وزيرا للخارجية؟

- وقت أن كنت وزيرا للخارجية كان هناك إقدام كبير من الدول العربية على مصر، وكان هناك تقدير لفكرة التغيير في مصر بغض النظر عن اشاعات الاستياء من سقوط نظام حسني مبارك.

• بماذا تفسر اختلاف موقف الغرب بعد 30 يونيو، هل هو نتيجة فشل الرهان على جماعة «الإخوان»؟

- لقد راهنوا على الجماعة لتحقيق المخطط الغربي وتطبيق فكرة احتواء كل الجماعات المتطرفة في العالم العربي، والآن يطالبون باستقرار مصر عبر المصالحة مع جماعة الإخوان.

• لماذا تهمهم فكرة المصالحة مع الإخوان؟

- لتحقيق أمنهم الخاص وليس مصلحة مصر كما يدّعون، لأن التجارب السابقة تكشف أن تضييق الخناق على الإسلام السياسي في العالم العربي ينتج عنه اللجوء لارتكاب عمليات إرهابية خارج الحدود ضد أهداف غربية، الأمر الذي يضر باستقرار تلك الدول.

• ماذا عن حركة «حماس»؟

- حماس تجاوزت حدودها وتقوم بدور خطير ضد مصر، سواء بالحديث عن التهديد العسكري أو غير ذلك، وتصل إلى مرحلة التجاوز غير المقبول بنشر فيديو يدعي تواجدهم على الأراضي المصرية، وتحكمهم في المنافذ بهدف إضعاف هيبة الدولة،

• يرى البعض أن حمدين صباحي يستخدم الهجوم على المؤسسة العسكرية لتحقيق شعبية، ما تعليقك؟

- صباحي له أنصاره وشعبيته وله تاريخ، ولا ينكر أحد عليه هذا، وأنا ضد استخدام ذلك الهجوم من أجل الشعبية، وأنصحه نصيحة من القلب بأن يبتعد عن ذكر المؤسسة العسكرية في حملته الانتخابية، ونقول له لديك رصيد جيد وأحلام ديموقراطية وعدالة اجتماعية، وهذا يكفيه، وأعتقد أن النيل من الآخر له آثار سلبية.

• من تدعمون في المعركة الرئاسية المقبلة؟

- لقد أعلنا في أكتوبر الماضي أنه في حالة ترشح المشير السيسي سنقف وراءه، وهذا لا يعني أننا مع المؤسسة العسكرية أو ضدها، بل يعني أننا ندعم رجلا لديه قدرة على اتخاذ القرارات الشجاعة.

• هل تتوقع أن يسفر هذا البرلمان عن تشكيل ما يسمى حزب الرئيس؟

- الرئيس يحتاج ظهيرا مدنيّا ينفذ برنامجه، لكن الأفضل أن يكون الرئيس فوق الأحزاب، حيث ينفذ رئيس الوزراء السياسات ويكون الرئيس حكما بين السلطات، والرئيس غير مطالب بحزب، بل إن هذا سيضره، ونطالبه باختيار هيئة استشارية قوية من حكماء الوطن، وهذه الهيئة تكون بجواره إلى جانب مجلس الوزراء لتمده بالخبرة.

• ماذا تتوقع عن نسبة تمثيل حزب «النور» السلفي في هذا البرلمان؟

- أعتقد أنه سيحمل راية تيار الإسلام السياسي وسيحصل على ما يقرب من 20 في المئة والباقي للقوى المدنية، ولن يحصل أحد على الغالبية.

• هل مطلوب من الرئيس المقبل أن يحقق مصالحة مع «الإخوان»؟

- على الجماعة أن تدرك اللحظة والواقع وأن تعيد إنتاج نفسها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي