«نقطة التقاء» جديدة بين طهران وواشنطن لتسوية «أزمات» العراق
قائد «فيلق القدس» يسعى في بغداد لـ«لملمة البيت الشيعي» و«كسب وّد» السُّنة


لم يكن إعلان السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر، الذي كشف فيه أخيرا، استعداد بلاده للعفو عن مئات من أعضاء منظمة «مجاهدين خلق» المعارضة لنظام طهران، سوى غطاء للزيارة السرية التي يُجريها قائد «فيلق القدس» في قيادة الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني لبغداد منذ منتصف الأسبوع المنصرم.
فبعد أن كُشف عن تواجد سليماني في «المنطقة الخضراء» ومن ثم تسريب أنباء عن لقاءات مُغلقة أجراها منذ لحظة وصوله الاثنين الماضي مع زعامات سياسية محلية، حاولت السفارة الإيرانية على ما يبدو، إبعاد الأنظار والتساؤلات المُحرجة عن هذه الزيارة غير المعلنة لـ «رجل طهران القوي» الذي منح فيها «الضوء الأخضر» لإعلان العفو عن معارضي بلاده المتواجدين على أرض العراق منذ سنوات.
ووفقا لمصدر عراقي مطلع، فإن زيارة المسؤول الإيراني تدخل في إطار «وساطات الدول الصديقة، لضبط إيقاع الخلافات القائمة بين الافرقاء العراقيين، وتحديدا التوتر القائم بين أطراف التحالف الشيعي المقرب من طهران».
زيارة سليماني ساهمت باختراق في «جدار الخصومة» القائم بين رئيس الحكومة نوري المالكي وحلفائه في «التحالف الوطني»، حيث زار رئيس الوزراء الثلاثاء الماضي، زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» السيد عمّار الحكيم، واتفق الجانبان على التهدئة الإعلامية خلال الفترة المقبلة، بعد أن ساد حال من التوتر تخلله تصريحات متضادة صدرت سابقا عن نواب وساسة من الفريقين.
المصدر المطلع الذي فضل الإبقاء على اسمه طي الكتمان، أكد لـ «الراي» إن «سليماني حضّ الحكيم خلال لقائهما، على مواصلة جهوده في تسوية الخلافات بين فصائل التحالف الشيعي وتحديدا تلك القائمة بين المالكي ورجل الدين الشاب مقتدى الصدر».
وكانت تقارير إخبارية أفادت، بأن سليماني أعرب عن قلق بلاده من تصاعد التوتر بين المالكي من جهة، وكل من مقتدى الصدر وعمار الحكيم من جهة أخرى. وفي السياق، تواترت أنباء شبه مؤكدة داخل الأوساط السياسية عن محاولة محمومة بذلها الحكيم قبل زيارة سليماني، لإقناع الصدر بالتراجع عن قرار اعتزاله السياسة الذي اتخذه نهاية فبراير الماضي، بهدف تكوين حلف مستقبلي بين تياريهما لمنافسة المالكي الطامح لولاية ثالثة.
لكن حدث تحول في موقف الحكيم من «الولاية الثالثة» التي يسعى لها المالكي، بعد زيارة سليماني، عندما أوضح عقب لقائه مع رئيس الوزراء، بأنه لا يوجد مانع دستوري أمام الولاية الثالثة، في وقت كان مصدر مطلع في تياره السياسي أكد قبل أيام، إن «القيادة السياسية للمجلس الأعلى وصلت إلى قناعة تامة بعدم تأييد سياسات المالكي، وعدم الاتفاق مع ائتلافه لترشيحه مجددا كرئيس للوزراء في ولاية ثالثة».
وساطة سليماني لا تقتصر على «لملمة البيت الشيعي وعدم تشرذمه» فقط، بل لها وجه آخر يتمثل في «كسب ود بعض القوى السياسية المُمثلة للعرب السُنة». إذ تفيد التسريبات بأنه «طلب من الحكيم تقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي».
وبالسؤال عن السبب الذي دعا سليماني لتحديد النجيفي من دون غيره من القيادات السُنية، يجيب المصدر المطلع، «ذلك لترؤسه قائمة انتخابية تُعتبر الأكبر جماهيرية في معاقل القيادات السنية، كما أن طهران ترى إمكانية العمل معه في الفترة المقبلة، خصوصا وانه زارها لأكثر من مرة ولم تجد فيه غضاضة الجلوس على طاولة واحدة مع المسؤولين الإيرانيين».
وبالفعل، التقى النجيفي مع الحكيم في مكتب الأخير مساء الأربعاء، وخرج الزعيمان باتفاق على «تنسيق المواقف فيما بينهما ومقاربتها مع مواقف مقتدى الصدر والزعيم مسعود بارزاني خلال المرحلة المقبلة، لرسم السياسة المستقبلية للبلد والتباحث حول الأزمات الحاصلة»، كما يقول لـ«الراي» النائب محمد الخالدي المقرب من النجيفي. وبينما نفى الخالدي إجراء النجيفي لقاء مع سليماني، إلا أن المصدر المطلع أكد ان «اللقاء يمكن أن يكون تم بعيدا عن الأضواء وفي الغرف المغلقة بين الزائر الإيراني ورئيس مجلس النواب الذي سبق له أن زار طهران العام الماضي وقدم تعازيه لسليماني بوفاة والدة الأخير».
ويضيف المصدر، إن «الحكيم نقل للنجيفي رسالة من سليماني يُعبر فيها عن استعداد طهران للمساهمة في تسوية لأزمة الانبار سبق أن اقترحتها واشنطن تنص على إخراج قوات الجيش العراقي من المدن إلى معسكرات، وتشكيل قوة عشائرية، وإعادة هيكلة التنظيمات الإدارية والأمنية في المحافظة، وتلبية عدد من مطالب السُنة». الأزمة بين الحكومة المركزية في بغداد والإدارة الإقليمية في كردستان شمال البلاد، كانت حاضرة على جدول أعمال زيارة سليماني، إذ تؤكد التسريبات أن الأخير التقى قيادات كردية في بغداد لمناقشة هذه القضية وإمكانية معالجتها بطريقة مرضية للطرفين في بغداد واربيل.
زيارة قائد «فيلق القدس» للعراق لها جانب آخر غير سياسي، وهو «التشرف بزيارة المراقد المقدسة في بغداد وكربلاء والنجف».
كذلك لها أهمية لكونها تتزامن مع زيارة يقوم بها نائب وكيل وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق بريت ماكغيرك والتي عقد فيها هو الآخر اجتماعات مع زعماء عراقيين بهدف حلحلة الأزمة السياسية المستعصية في البلاد.
وبينما تظل الاحتمالات واردة حول إمكانية لقاء قد تم بين سليماني وماكغيرك، إلا أن نقطة الالتقاء بين طهران وواشنطن ليست بالجديدة، فهي تقع في خانة محاولاتهما المتكررة لرأب الصدع العراقي الذي يتجدد في كل فترة ولن يهدأ إلا بتدخل هذين القطبين الدوليين تحديدا، رغبة منهما لتمهيد وإبعاد العراقيل عن طريق الانتخابات العامة المزمع إجراؤها نهاية ابريل المقبل.
فبعد أن كُشف عن تواجد سليماني في «المنطقة الخضراء» ومن ثم تسريب أنباء عن لقاءات مُغلقة أجراها منذ لحظة وصوله الاثنين الماضي مع زعامات سياسية محلية، حاولت السفارة الإيرانية على ما يبدو، إبعاد الأنظار والتساؤلات المُحرجة عن هذه الزيارة غير المعلنة لـ «رجل طهران القوي» الذي منح فيها «الضوء الأخضر» لإعلان العفو عن معارضي بلاده المتواجدين على أرض العراق منذ سنوات.
ووفقا لمصدر عراقي مطلع، فإن زيارة المسؤول الإيراني تدخل في إطار «وساطات الدول الصديقة، لضبط إيقاع الخلافات القائمة بين الافرقاء العراقيين، وتحديدا التوتر القائم بين أطراف التحالف الشيعي المقرب من طهران».
زيارة سليماني ساهمت باختراق في «جدار الخصومة» القائم بين رئيس الحكومة نوري المالكي وحلفائه في «التحالف الوطني»، حيث زار رئيس الوزراء الثلاثاء الماضي، زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» السيد عمّار الحكيم، واتفق الجانبان على التهدئة الإعلامية خلال الفترة المقبلة، بعد أن ساد حال من التوتر تخلله تصريحات متضادة صدرت سابقا عن نواب وساسة من الفريقين.
المصدر المطلع الذي فضل الإبقاء على اسمه طي الكتمان، أكد لـ «الراي» إن «سليماني حضّ الحكيم خلال لقائهما، على مواصلة جهوده في تسوية الخلافات بين فصائل التحالف الشيعي وتحديدا تلك القائمة بين المالكي ورجل الدين الشاب مقتدى الصدر».
وكانت تقارير إخبارية أفادت، بأن سليماني أعرب عن قلق بلاده من تصاعد التوتر بين المالكي من جهة، وكل من مقتدى الصدر وعمار الحكيم من جهة أخرى. وفي السياق، تواترت أنباء شبه مؤكدة داخل الأوساط السياسية عن محاولة محمومة بذلها الحكيم قبل زيارة سليماني، لإقناع الصدر بالتراجع عن قرار اعتزاله السياسة الذي اتخذه نهاية فبراير الماضي، بهدف تكوين حلف مستقبلي بين تياريهما لمنافسة المالكي الطامح لولاية ثالثة.
لكن حدث تحول في موقف الحكيم من «الولاية الثالثة» التي يسعى لها المالكي، بعد زيارة سليماني، عندما أوضح عقب لقائه مع رئيس الوزراء، بأنه لا يوجد مانع دستوري أمام الولاية الثالثة، في وقت كان مصدر مطلع في تياره السياسي أكد قبل أيام، إن «القيادة السياسية للمجلس الأعلى وصلت إلى قناعة تامة بعدم تأييد سياسات المالكي، وعدم الاتفاق مع ائتلافه لترشيحه مجددا كرئيس للوزراء في ولاية ثالثة».
وساطة سليماني لا تقتصر على «لملمة البيت الشيعي وعدم تشرذمه» فقط، بل لها وجه آخر يتمثل في «كسب ود بعض القوى السياسية المُمثلة للعرب السُنة». إذ تفيد التسريبات بأنه «طلب من الحكيم تقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي».
وبالسؤال عن السبب الذي دعا سليماني لتحديد النجيفي من دون غيره من القيادات السُنية، يجيب المصدر المطلع، «ذلك لترؤسه قائمة انتخابية تُعتبر الأكبر جماهيرية في معاقل القيادات السنية، كما أن طهران ترى إمكانية العمل معه في الفترة المقبلة، خصوصا وانه زارها لأكثر من مرة ولم تجد فيه غضاضة الجلوس على طاولة واحدة مع المسؤولين الإيرانيين».
وبالفعل، التقى النجيفي مع الحكيم في مكتب الأخير مساء الأربعاء، وخرج الزعيمان باتفاق على «تنسيق المواقف فيما بينهما ومقاربتها مع مواقف مقتدى الصدر والزعيم مسعود بارزاني خلال المرحلة المقبلة، لرسم السياسة المستقبلية للبلد والتباحث حول الأزمات الحاصلة»، كما يقول لـ«الراي» النائب محمد الخالدي المقرب من النجيفي. وبينما نفى الخالدي إجراء النجيفي لقاء مع سليماني، إلا أن المصدر المطلع أكد ان «اللقاء يمكن أن يكون تم بعيدا عن الأضواء وفي الغرف المغلقة بين الزائر الإيراني ورئيس مجلس النواب الذي سبق له أن زار طهران العام الماضي وقدم تعازيه لسليماني بوفاة والدة الأخير».
ويضيف المصدر، إن «الحكيم نقل للنجيفي رسالة من سليماني يُعبر فيها عن استعداد طهران للمساهمة في تسوية لأزمة الانبار سبق أن اقترحتها واشنطن تنص على إخراج قوات الجيش العراقي من المدن إلى معسكرات، وتشكيل قوة عشائرية، وإعادة هيكلة التنظيمات الإدارية والأمنية في المحافظة، وتلبية عدد من مطالب السُنة». الأزمة بين الحكومة المركزية في بغداد والإدارة الإقليمية في كردستان شمال البلاد، كانت حاضرة على جدول أعمال زيارة سليماني، إذ تؤكد التسريبات أن الأخير التقى قيادات كردية في بغداد لمناقشة هذه القضية وإمكانية معالجتها بطريقة مرضية للطرفين في بغداد واربيل.
زيارة قائد «فيلق القدس» للعراق لها جانب آخر غير سياسي، وهو «التشرف بزيارة المراقد المقدسة في بغداد وكربلاء والنجف».
كذلك لها أهمية لكونها تتزامن مع زيارة يقوم بها نائب وكيل وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق بريت ماكغيرك والتي عقد فيها هو الآخر اجتماعات مع زعماء عراقيين بهدف حلحلة الأزمة السياسية المستعصية في البلاد.
وبينما تظل الاحتمالات واردة حول إمكانية لقاء قد تم بين سليماني وماكغيرك، إلا أن نقطة الالتقاء بين طهران وواشنطن ليست بالجديدة، فهي تقع في خانة محاولاتهما المتكررة لرأب الصدع العراقي الذي يتجدد في كل فترة ولن يهدأ إلا بتدخل هذين القطبين الدوليين تحديدا، رغبة منهما لتمهيد وإبعاد العراقيل عن طريق الانتخابات العامة المزمع إجراؤها نهاية ابريل المقبل.