نافذة... الأمل / فن نلبسه !

تصغير
تكبير
منذ اللحظة الأولى طلت علينا عارضة الأزياء، بوجهها الثابت الملامح، وعيونها الشاخصة إلى المدى البعيد، حتى لا تترك لنا فرصة إلا للنظر للقطعة التي ترتديها، من تصميم المصممة الكويتية وضحة القويعي صاحبة «بوتيك مادوسا»، الذي أقامت فيه عرضها للأزياء، أثناء الملتقى الشهري الذي ينظمه نادي سيدات الأعمال والمهنيات لدولة الكويت، برئاسة الصديقة مها البغلي، وبحضور لفيف من الشخصيات الاجتماعية، وعدد من عضوات النادي، ليكون فرصة للتعارف وتبادل الخبرات.

الجميل أن كل فستان كان ينبض بفكرة جديدة، تعبر عن هويتنا العربية. أما التطريز المطعم بالذهب لون الفخامة والأصالة، فأضاف جمالا فوق جمال التصميم، فتوظيف الفن التشكيلي في تصميم الأزياء يجعلها لوحات تشكيلية تتحرك مع الأجساد.

فأجواء الإبداع يكمل بعضها بعضاً لتخلق حالة جمالية، وكما قال الفنان الفرنسي الشهير ماتيس «وظيفة الفنان ليس أن يرسم ما يراه ولكن أن يعبر عن الدهشة التي يسببها ما يراه، وينجح في التعبير عنها بقوة».

فالفنون الجميلة، ومنها فن التصميم، ما هي إلا أغصان تربط الجمال بالحس المرهف لنتذوقه، فليس الفن مجرد إحساس أو صورة أو نقل من واقع، بل هو هذا كله، مضافاً إليه الحس الإبداعي، وهذا ما دفع العديد من مصممي الأزياء إلى ابتكار تصاميم غير تقليدية جعلتنا نعجب لها!!

يثير دهشتي كثيراً تسابق فناني تصميم الأزياء في تقديم كل ما هو غريب وجديد، وبالتالي يصبح باهظ الثمن، كالفستان الذي صممته المصممة السعودية رانيا غمراوي، المصنوع من عملة ورقية سعودية، بتكلفة بلغت مليون ريال سعودي، أما فستان المصممة البريطانية ديبي وينغهام، المرصع بالماس الأسود والذهب الأبيض، ففاقت تكلفته 5 ملايين دولار، واحتاج إلى 6 أشهر من العمل... كذلك العباءة التي صممتها ويتغهام فكانت أغلى عباءة في العالم وبلغ ثمنها 17.6 مليون دولار أميركي... إنه فن مثيرللعجب!

صحيح أن خامات الفساتين تكلفتها كبيرة، إلا أن فكرة تصميم كل فستان لها القيمة الأكبر، أي إبداعه واسم مبدعه، فعالم الموضة والأزياء أصبح من أهم الفنون التي تشغل الكثير من الناس على مستوى العالم العربي أو الغربي، لذا برز عدد كبير من مصممين الأزياء العرب وصلوا إلى العالمية بتصاميمهم المتميزة والمبتكرة مثل إيلي صعب، هاني البحيري، ورزان العزوني، والكثير من المبدعين في هذا الفن الذين لحقوا برواده من العالم الغربي بدءاً بكريستيان ديور، وبيار كاردان، وايف سان لوران وغيرهم الكثير الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذا الفن، ورسموا بخيوط خيالهم ملحمة تشكيلية بمدارسها المتعددة، حتى أصبح فناً نتنفسه كل صباح، رفيقنا أينما ذهبنا، نلبسه فيزداد يومنا جمالاً ومتعة ورقياً!

* كاتبة كويتية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي