قدمتها فرقة مسرح الطائف في مهرجان الكويت للمونودراما

«يا ورد من يشتريك»... حالة من الرومانسية الكلاسيكية الحالمة

u0645u0634u0647u062f u0645u0646 u0645u0633u0631u062du064au0629 u00abu064au0627 u0648u0631u062f u0645u0646 u064au0634u062au0631u064au0643u00bb (u062au0635u0648u064au0631 u0646u0648u0631 u0647u0646u062fu0627u0648u064a)
مشهد من مسرحية «يا ورد من يشتريك» (تصوير نور هنداوي)
تصغير
تكبير
قدمت فرقة مسرح الطائف السعودية مسرحية «يا ورد من يشترك» ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الكويت للمونودراما، وذلك على مسرح حمد الرجيب بالمعهد العالي للفنون المسرحية. وقبل أن يبدأ العرض، أطلت الإعلامية منال عمران لتعلن عن تكريم الفرقة السعودية نظراً لسفرها وعدم حضورها حفل ختام المهرجان، حيث وقف الكاتب المسرحي الكبير عبد العزيز السريع ومدير المهرجان جمال اللهو وسلّما المشرف على العرض إبراهيم عسيري درعاً وشهادة تقدير من المهرجان.

مسرحية «يا ورد من يشتريك» من تأليف فهد الحارثي، تمثيل مساعد الزهراني، وإخراج عبد العزيز عسيري، وتدور أحداثها حول شاب يحلم دائماً بلقاء حبيبته ويظل محتفظاً بمنديلها يشم رائحتها ويتغزل فيها أملاً في أن يراها في أي وقت. وجسد الزهراني حالة من الرومانسية الكلاسيكية اعتمد خلالها على الموسيقى والسينوغرافيا، حيث استخدم صوت جارة القمر وصوت الفنانة الجزائرية سعاد موصلي وموسيقى زوربا من اليونان ليثبت أن الحب لا يعرف هوية أو مكانا، بل لغة واحدة وإحساس واحد. كما أنه استخدم في هذا الديلوج سينوغرافيا ساهمت في رسم لوحة العرض والتي هي نافذة في عمق المسرح وستارة مصنوعة بالكامل من محتويات الكاست، بل إن المخرج شرنق مقدمة المسرح بهذه الأطوال من محتويات الكاست ليسترجع ذكريات الزهراني مع حبيبته. فهو لم يهتم بالسياسة ولا ما يكتب في الصحف، بل اهتم أن يعيش الممثل حالة إنسانية بمعنى الكلمة في كل تحركاته وإحساسه على الخشبة التي تحرك من خلالها بكل حرية واستخدم سلمين من الألومنيوم أحدهما أطول من الآخر حتى يعبّر عن الصعود والهبوط ومستويات الصراع المسرحي، بل الإحساس بدرجات الحب وارتفاع معدلاته... ولعل ما ساعده في ذلك هو التلوين في الإضاءة التي شكلت فضاءات وآفاقاً كثيرة وانعكست حتى في تلوين صوت الممثل عندما كان يشتاق إلى حبيبته. وبالرغم من أنه استخدم بعض لمحات الكوميديا من أجل كسر حالة الرتابة في العرض، إلا أن المسرحية شهدت حالة من البطء والسكون أثر بالتبعية على هدوء جمهور الحضور، فلم يكن هناك تفاعل بالشكل المطلوب في كثير من الفترات، أما المشكلة التي واجهت العرض هي الأخطاء في اللغة العربية التي وقع فيها الزهراني وكادت تفسد العرض، بالإضافة إلى أنه كثيراً ما كان يتخلى عن الفصحى ويذهب إلى اللهجة العامية.

انتهى العرض من دون أن تظهر حبيبة الزهراني، وقبل المشهد الختامي ترك لدى جمهور القاعة انطباعاً أن الحب هو مصدر الطاقة الإنسانية من خلال ذكرياته ورومانسيته وهو أيضاً مصدر الألم والمعاناة كلما ظل حلماً لا يتحقق، وهنا يأتي دور المؤلف الحارثي الذي حاول أن يكون النص رومانسية حالمة بعيداً كل البعد عن السوداوية.

الأمر المهم هو اسم العرض الذي لم يكن فيه دلالة على الورد، وكان حرياً بالكاتب والمخرج أن يختارا اسماً للمسرحية يتناسب مع أحداثها، لكننا في نهاية الأمر شاهدنا عرضاً مسرحياً يحمل كل أدوات المسرح وجهداً إخراجياً متميزاً في كل تفاصيله، وهو يدل على أن الحركة المسرحية في المملكة العربية السعودية تتطوّر بشكل كبير إذا ما وضع في الاعتبار أنها تنتج في العام الواحد أكثر من 50 عرضاً مونودرامياً وأن بها العديد من المهرجانات التي تهتم بهذ الفن تحديداً، وهذا أمر يبشّر بالخير، والدليل هو مستوى «يا ورد من يشتريك» والذي حظي بمشاهدة جيدة وانطباع متميّز من قبل الحضور والمهتمين بالشأن المسرحي في مهرجان الكويت للمونودراما.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي