أماكن / نزول وطلوع

جمال الغيطاني


أحيانا ما تكون اللغة أكثر دلالة على جوهر الوجود أكثر من أي عنصر آخر... وفي الفترة الأخيرة تتكرر هذه العبارة «تفتكر الجيش حينزل إمتى؟».
لا أذكر أنني سمعت هذه العبارة خلال ستين عاما عشتها بكامل وعيي، كان الجيش مرتبطا بالحدود، بالصحاري المحيطة، بالأعداء من الخارج، لذلك كان اللفظ المعبر هو الطلوع للتحرك نحو الحدود الشرقية أو أي اتجاه آخر يمثل تهديدا، الطلوع للعدو الخارجي، والنزول للعدو الداخلي.
النزول أقل أهمية رغم أنه أخطر، لأنه استثناء، فليس من حركة الجيش للذهاب إلى عكس مهامه، عكس اتجاهه، إذا تحرك الجيش فالمنطقي أنه يمضي إلى الأمام، يطلع، يطلع من المدينة إلى الصحراء، من المعسكرات إلى المواقع، لذلك كانت أماكنه دائما على الأطراف بعيدا عن الزحام الإنساني والتكدس البشري، من أكثر الأماكن التي تكشف عندي الإحساس بالأبدية، بالحدود اللا نهائية للوجود بعض معسكرات الجيش النائية، خصوصا في الهايكستب والصحاري البعيدة، أذكر عندما خرجت من أنشاص مقر قوات الصاعقة في طوابير سير كانت تمتد لمئات الكيلو مترات أن التعبير المستخدم هو الطلوع.
«هنطلع الصحراء الليلة» «هيطلع إمتى الطابور»، الآن يتساءل الناس «تفتكر الجيش حينزل إمتى؟»، النزول يعني أن المقصود في المكان الأعلى، الأرفع، كناية عن موقع الجيش، «الجيش ح ينزل ولا لأ...».
النزول إلى الداخل... أخطر الأعداء من كان في الداخل، من يأتي من الخلف، فما البال بمن يأتي من القلب، من الصميم، هذا هو الوضع الاستثنائي جدا الذي يواجهه الجيش المصري.
آخر خط في الدولة المصرية مع المؤسسات الأمنية القومية، مثل المخابرات العامة والمخابرات الحربية، ومخابرات الحدود.
هل سمع أحد عن مخابرات الحدود، إنه أقدم تشكيل عسكري على مستوى العالم، نستطيع أن نلمح جنوده على جدران المقابر الفرعونية، كان الواحب الأول الذي يقسم الفرعون على احترامه في العالم الآخر، إنه صان الحدود، وحقق العدل، كان الفراعنة محاربين أشداء عدا اخناتون الذي وضع بذرة النهاية لحضارة عظيمة، وسوف أفسر ذلك، أما هذه الفترة فإنني منشغل بالجيش المصري، وأول وضع استثنائي يواجهه، فلأول مرة يصبح العدو، المتآمر من صميم الداخل، بل من داخل الداخل، الوثائق المنشورة في الجارديان تسربت من مواقع رسمية تمت تسميتها، في سائر وسائل الإعلام؟ أين الحدود الفاصلة في السلوك، أين الحدود أين؟ إذا فرقنا في الحدود المعنوية فإننا نفرط في الحدود الجغرافية والتارخية؟.
لا أدري أي المصطلحين نستخدم مع هذا الوضع الجديد، الطارئ مواجهة الجيش لداخل الداخل، هل يجب الطلوع أم النزول، فلنتأمل الأوضاع والملامح في الصور ولنتوقف كثيرا عند وصول وأمام وخلف.
طلوع أم نزول؟ متى وأين، الآن ليس أمامنا إلا السؤال والانتظار... غير أن الانتظار لم يكل، تحرك الشعب أولا واقترن به الجيش، للجيش في مصر وضع خاص لا يفهمه إلا من يعرف التاريخ المصري وما جرى فيه.
لا أذكر أنني سمعت هذه العبارة خلال ستين عاما عشتها بكامل وعيي، كان الجيش مرتبطا بالحدود، بالصحاري المحيطة، بالأعداء من الخارج، لذلك كان اللفظ المعبر هو الطلوع للتحرك نحو الحدود الشرقية أو أي اتجاه آخر يمثل تهديدا، الطلوع للعدو الخارجي، والنزول للعدو الداخلي.
النزول أقل أهمية رغم أنه أخطر، لأنه استثناء، فليس من حركة الجيش للذهاب إلى عكس مهامه، عكس اتجاهه، إذا تحرك الجيش فالمنطقي أنه يمضي إلى الأمام، يطلع، يطلع من المدينة إلى الصحراء، من المعسكرات إلى المواقع، لذلك كانت أماكنه دائما على الأطراف بعيدا عن الزحام الإنساني والتكدس البشري، من أكثر الأماكن التي تكشف عندي الإحساس بالأبدية، بالحدود اللا نهائية للوجود بعض معسكرات الجيش النائية، خصوصا في الهايكستب والصحاري البعيدة، أذكر عندما خرجت من أنشاص مقر قوات الصاعقة في طوابير سير كانت تمتد لمئات الكيلو مترات أن التعبير المستخدم هو الطلوع.
«هنطلع الصحراء الليلة» «هيطلع إمتى الطابور»، الآن يتساءل الناس «تفتكر الجيش حينزل إمتى؟»، النزول يعني أن المقصود في المكان الأعلى، الأرفع، كناية عن موقع الجيش، «الجيش ح ينزل ولا لأ...».
النزول إلى الداخل... أخطر الأعداء من كان في الداخل، من يأتي من الخلف، فما البال بمن يأتي من القلب، من الصميم، هذا هو الوضع الاستثنائي جدا الذي يواجهه الجيش المصري.
آخر خط في الدولة المصرية مع المؤسسات الأمنية القومية، مثل المخابرات العامة والمخابرات الحربية، ومخابرات الحدود.
هل سمع أحد عن مخابرات الحدود، إنه أقدم تشكيل عسكري على مستوى العالم، نستطيع أن نلمح جنوده على جدران المقابر الفرعونية، كان الواحب الأول الذي يقسم الفرعون على احترامه في العالم الآخر، إنه صان الحدود، وحقق العدل، كان الفراعنة محاربين أشداء عدا اخناتون الذي وضع بذرة النهاية لحضارة عظيمة، وسوف أفسر ذلك، أما هذه الفترة فإنني منشغل بالجيش المصري، وأول وضع استثنائي يواجهه، فلأول مرة يصبح العدو، المتآمر من صميم الداخل، بل من داخل الداخل، الوثائق المنشورة في الجارديان تسربت من مواقع رسمية تمت تسميتها، في سائر وسائل الإعلام؟ أين الحدود الفاصلة في السلوك، أين الحدود أين؟ إذا فرقنا في الحدود المعنوية فإننا نفرط في الحدود الجغرافية والتارخية؟.
لا أدري أي المصطلحين نستخدم مع هذا الوضع الجديد، الطارئ مواجهة الجيش لداخل الداخل، هل يجب الطلوع أم النزول، فلنتأمل الأوضاع والملامح في الصور ولنتوقف كثيرا عند وصول وأمام وخلف.
طلوع أم نزول؟ متى وأين، الآن ليس أمامنا إلا السؤال والانتظار... غير أن الانتظار لم يكل، تحرك الشعب أولا واقترن به الجيش، للجيش في مصر وضع خاص لا يفهمه إلا من يعرف التاريخ المصري وما جرى فيه.