في صباح يوم الأحد وعند تفقد هاتفي المحمول تفاجأت بـ «غروب» جديد من ضمن جهات الاتصال في «الواتساب» وفيه أرقام كثيرة لا أعرفها وغير محفوظة بذاكرة الهاتف، كما فيها بعض الأرقام التي تخص بعض من أصدقاء العمل، فقمت بالاستفسار لمن هذا «الغروب» وما هذه الأرقام المجهولة فأجاب احدهم أنت منو؟ فعرفته بنفسي وإذ هو زميل قديم مرت سنون ولم أسمع بأخباره لانشغالنا بهذه الدنيا.
وفجأة ظهرت الأسماء أمامي وكل يكتب أنا فلان وأنا فلان وإذ هم رفقاء الدرب العسكري والشرطي. إنهم زملائي بكلية الشرطة الدفعة الخامسة والتي تخرجت بتاريخ 1975/6/9، وشهد حفل تخرجها المغفور له سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح عندما كان ولياً للعهد، يرافقه المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز عندما كان أيضا ولياً للعهد رحمهما الله.
بانت أمامي أسماء قادة بذلوا العطاء وتفانوا في خدمة الوطن، رجال كانوا على قلب رجل واحد ورويداً رويداً بدأت الأسماء تظهر والذكريات معها تحاكي مخيلتي عندما كنا طلبة لمدة سنتين كانت فيها أحلى الذكريات، ذكريات الشباب بشقاوتها وذكريات الرجال برجولتها، قضينا سنتين وكان يجمعنا حب التخرج لأداء الواجب بالالتحاق بالعمل الشرطي، كنا مجموعة من الطلبة من كل أطياف المجتمع ولكن جمعنا حب الكويت وأهلها، جمعنا ما غرسه الآباء والأجداد من ثقافة حب الوطن وان الدين لله والوطن للجميع.
رجال تخرجوا وأمام أعينهم قسماً أقسموه على أنفسهم بالإخلاص والأمانة والوفاء (الله والوطن والأمير) إنها فعلاً دفعة قادة، حيث الكثير منهم تقلد أعلى المناصب كوكلاء مساعدين ومديرين عامين ومساعديهم ومديري إدارات، تقاعد غالبيتهم، ومازال القليل منهم في خدمة الوطن، وكان من هذه الدفعة الشهيد بإذن الله سفاح عنبر رحمة الله عليه.
إن الأسماء كثيرة لا يسعني أن اذكرهم جميعاً ولكن يذكرهم التاريخ وأعمالهم وجدهم وتفانيهم وحبهم للكويت وأهلها وكل المقيمين على أرضها، وخلال اليومين الماضيين أصبح لتلفوني المحمول نكهة خاصة بعبير الذكريات وأصبح الجميع يقول ما بخاطره أثناء تواجدنا بالكلية، وكان معنا رفقاء وإخوان من مملكة البحرين الشقيقة وكانت ذكريات جميلة وخاصة الحلوى البحرينية والتي تسببت بعقابنا، وطالب آخر من الجمهورية العربية اليمنية أصبح فيما بعد وزيراً للداخلية هناك.
حكايات ممتعة مرت على ذاكرتي في لحظات وكأننا عدنا إلى الوراء سنين طويلة، بعضنا وضع صورته مع أحفاده ليقول لنا هذا الجيل الذي سوف يكمل مسيرتنا، فعلاً كانوا قادة يتمتعون بالإدارة الجيدة.
أطال الله في أعمارهم وأمدهم بالصحة والعافية والحياة السعيدة.
شكر خاص لما قام به الأخ الفاضل مصطفى عبد اللطيف خان صاحب الفكرة ومنشئ «الغروب» فشكراً جزيلاً.
اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه.
[email protected]Twitter@7urAljumah