كنت أتوقع أن الوفود البرلمانية فيها «شوية» وناسة... وتوقعت أن أحصل على «كاكاو» من الأخ الحبيب النائب يعقوب الصانع أمين سر مجلس الأمة... كانت توقعات فقط!
مساء يوم السبت الموافق 1 مارس 2014 في تمام الساعة 10:30 مساء وهو يوم ديوانية الصانع? تلقيت اتصالاً من رقم لا أعرفه فأول ما بدأ قال «الجلسة اللي ما فيها بو عبدالله مثل الأكلة بدون ملح.....» ولم أعرفه لكن الصوت ليس بغريب على مسامعي... انه العم عيسى فهد الغانم «أبو عبدالله»... وهو ولا قصور في البقية «ملح» ديوانية الصانع فكل يوم ألتقيه أستفيد منه وقد ذكرته في مقال سابق!
العم بو عبدالله نموذج فريد من نوعه... حبيب قريب إلى أفكاري مع فارق السن يتصل ليسلم ويتشكر وأنا أصغره سنا ولم أقل سوى عبارات قليلة في حقه!
عندما يتحدث تشعر بأن البلد فيها خير... في غاية التواضع ويمنحك موسوعة من المعرفة الثقافية وحسن أدب الحوار... وبعده تحدثت مع الصانع وسألته عن «الصوغة»... قال « يا معود.... جدولنا...... إلخ» وهنا تغيرت النظرة الخاطئة عن الوفود البرلمانية وندعو الله أن يعينهم على حمل الأمانة وتحمل المشقة في حلهم وترحالهم!
نحن يجب أن نكون منصفين ولا نحكم على الأمور من الظاهر وهو سلوك أحترمه ولو انني كنت قد حكمت على الوفود البرلمانية من باب البحث عن «صوغة»... لكن بعد الذي سمعته أكتفي بــ «الصوغة المعنوية» التي لا تقدر بثمن!
ما علاقة اتصال العم عيسى الغانم ببيع الرمث؟
الحاصل انني قرأت خبر وكيل شيخ يسرق «الرمث».. ويبيعه المنشور في «الراي» الصفحة الأخيرة من عدد الأحد 2 مارس والذي جاء في آخره «... من جهته، قال المدير العام للهيئة العامة للبيئة الدكتور صلاح المضحي لــ «الراي» ان القضية ليست جديدة? فللوكيل موقع على «الانستغرام» يروج لعملية البيع وقد تم تحذيره سابقا لكنه لم يمتنع عما يقوم به»!
مشكلتنا في الكويت... ان القانون موجود ولا يطبق وما بقي «الا الرمث»... ولو أن الأمر مجدٍ كان الوضع مختلفا لكن «العرفج» في المحمية نتمنى ألا يقتربوا اليه ولتكن هناك رقابة صارمة على المواقع التي ينبت فيه الرمث وبعض الأشجار النادرة ويا حبذا لو تلتفت الدولة إلى مبادرة « التخضير» التي دعا اليها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وأن يتم تشجيع الأهالي في المساهمة في التخضير.
القصد من الربط هو الثقافة... فالعم عيسى الغانم يمنحنا صوراً ثقافية جميلة صالحة لكل زمن لو اننا تعلمنا من «شيابنا» أصحاب الفكر الثقافي النير الذي يهبنا صوراً جمالية عن جمال معدن رجالات المجتمع الكويتي واستفدنا منهم لأصبح بالامكان غرس مفاهيم صالحة لجيل الحاضر... مفاهيم ثقافية من قيم ومعتقدات لضمان استمرارية ما تبقى لنا من موروث اجتماعي!
«شيباننا» والعم أبو عبدالله أحدهم يعطيك صورة حية عن القيم الطيبة الصالحة والبعض من الجهة الآخرى يفكر في الربح من «تأشيرة» و«مناقصة» و«غرامة» وحتى «الرمث»!
لماذا لم نتعلم مما ينشر؟... سؤال نطرحه للمعنيين بالأمر. والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]