شدّد على أهمية الوحدة الوطنية وتعزيز العدل والمساواة بين الجميع

رئيس مجلس الأمة للدارسين في بريطانيا: قدراتكم تحتاج إلى حكومة تستغلها وبرلمان يستثمرها

تصغير
تكبير
• معدننا ظهر وقت الغزو حيث كانت شقة الدارسين في سياتل تؤوي العشرات والنوم فيها بـ«المناوبة»

• لسنا شعباً رديئاً اتكالياً بل نحن شعب عظيم في وقت الشدة تتفجر فيه الطاقات والعمل الجبار

• الدويسان: الحكومة حريصة على إيفاد أكبر قدر ممكن من الشباب للدراسة في الخارج
كونا- شدد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز مبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

وقال مرزوق الغانم، لطلبة الكويت فرع المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا مساء اول من أمس، بمناسبة احتفالات الذكرى الـ53 لاستقلال البلاد والـ23 للتحرير، بحضور عميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان، «لديكم قدرات داخلكم ولكنكم تريدون حكومة تعرف كيف تستغلها ومجلس أمة يعرف كيف يستثمرها، وهذا ما سيحدث بإذن الله، وان غدا لناظره قريب».

وترحم الغانم على ارواح شهداء الكويت الابرار «الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الكويت»، مبينا أن «تجربة غزو النظام العراقي الغاشم على الكويت في العام 1990 أبرزت الوحدة الوطنية في أبهى صورها، عندما تكاتف الجميع السني والشيعي والحضري والبدوي من دون استثناء، وعملوا بإخلاص وتفان لعودة بلادهم حرة»، معتبرا ان «تلك الفترة رغم ألمها ومرارتها كانت اثباتا على نقاء معدن هذا الشعب الاصيل وتمسكه بشرعيته الدستورية ووحدته الوطنية».

واستذكر الغانم، تجربته الشخصية في الغربة التي تصادفت مع الغزو العراقي، اذ كان في الولايات المتحدة بهدف الدراسة، وقال «من محاسن الصدف ان يكون امامي اليوم اثنان من اقرب الناس هما الدكتور أنس الرشيد، والمقدم يوسف بوقمبر، اللذان ارتبطا معي بهذا الحدث في اول ايام الغزو».

وتابع، إن «تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكويت المعاصر اظهرت المعدن الاصيل للشعب الكويتي، حيث تجلت النخوة والاخوة بين جميع فئات ومكونات الشعب، إذ كنا مجتمعين في مدينة سياتل وعلمنا بغزو القوات العراقية فتداعى الجميع للعودة الى الكويت، ليؤدي دوره تجاه وطنه، رغم صعوبة الدخول اليها في تلك الفترة».

ولفت الى ان «الشباب الكويتي ممن كانوا في مدينة سياتل هبوا الى مساعدة من انقطعت بهم السبل من اخوانهم الكويتيين، الذين كانوا في المدينة لتمضية العطلة الصيفية»، مشيرا الى ان «الشقة الواحدة اصبحت تؤوي العشرات، واصبح النوم فيها مناوبة بين الشباب».

وذكر بكل اجلال وتقدير مساهمات رئيس المكتب الثقافي في تلك الفترة الدكتور مساعد الهارون، «الذي كان له دور بارز في مساعدة الطلبة ومد يد العون لهم»، مؤكدا على أن «محنة الغزو اظهرت امرين هامين، الاول ان هذا الشعب الصغير بعدد سكانه ومساحته كبير بترابط ابنائه، فلا تتخلوا عن الوحدة الوطنية فهي رأس مالنا، والامر الثاني اننا لسنا شعبا رديئا اتكاليا بل نحن شعب عظيم في وقت الشدة تتفجر فيه الطاقات والعمل الجبار»، مشيرا الى ان «التضحيات التي سطرها ابناء الكويت لا تحصى سواء من النساء او الرجال».

وزاد الغانم إن «الغربة والعيش بعيدا عن الوطن بهدف الدراسة تجربة غنية ومفيدة ان احسن الانسان استغلالها، والعكس صحيح، فقد تكون مضرة اذا اسيء استخدامها» داعيا الطلبة الى التمسك بتعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف، وهو الحصن الحصين تجاه أي سلبيات في الحضارات الاخرى، والتركيز على الاستفادة واخذ الامور الايجابية لديهم والبعد عن الامور التي تتنافى مع الدين الاسلامي.

وبين الغانم، إن «التعلم في الغربة يصقل شخصية المغترب، لا سيما الانفتاح على الاخر، ويؤكد رسالة مهمة مفادها... انك لست وحدك في هذا العالم»، مشيرا الى ان «هناك افكارا تتصادم وعادات وتقاليد ولغات وايماءات واجناس بشرية وأديان ومعتقدات كلها في حالة تفاعل إنساني».

وشدد على أهمية قيمة فضيلة الحوار مع الاخر، «فما تعرفه اليوم على انه حقيقة مطلقة قد ينكشف لك نقيضه بسبب ما توافر لديك من معلومات وافكار جديدة، وهذه الفضيلة يوما بعد يوم تسهم في تقليل تعصبك لرأيك واحترامك لرأي مخالفيك، حيث تتعلم الانفتاح على الافكار ومناقشتها والتسامح وتنبذ التعصب».

وأعرب عن خالص شكره للدعوة الكريمة من ابنائه واخوانه طلاب وطالبات المملكة المتحدة، داعيا اياهم الى مواصلة تحصيلهم العلمي ليعودوا مسلحين بالعلم والمعرفة للمساهمة في بناء وطنهم.

وفي السياق ذاته، قال سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان، إن «بناء الإنسان كان هدفا ساميا لكل الحكومات الكويتية منذ فجر الاستقلال، والحكومات الكويتية المتعاقبة تدعم وتشجع التعليم في كل مراحله عبر انشاء العديد من المدارس والمعاهد التي تضاعف عددها في مختلف مناطق الكويت، علاوة على فتحها المجال امام انشاء العديد من الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة».

وأشار الى «حرص الحكومة على استفادة اكبر قدر ممكن من الشباب من فرص التعليم، وذلك من خلال ايفادها المستمر لعدد كبير من الطلبة للدراسة في الخارج في اطار ايمانها الراسخ بضرورة الارتقاء بمستوى التعليم والاهتمام بالمخرجات التعليمية لدفع عجلة التنمية في البلاد».

وذكر الدويسان، ان «أعداد الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في الخارج في زيادة مستمرة، لا سيما في المملكة المتحدة التي تعد واحدة من ابرز الوجهات التي تستقطب اعدادا كبيرة من الطلبة الذين اثبتوا تميزهم ومسؤوليتهم الوطنية في تمثيل بلدهم افضل تمثيل».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي