سؤال أواجه به يوميا من قبل الكثير من الأصدقاء، ما الهدف من الكتابة في ظل كل هذا الكم من الاحباط الذي نشعر به في الكويت وعدم وضوح الرؤية بخصوص احتمالية انفراج الأمور ولحاقنا بركب الدول القريبة منا والتي سبقتنا كثيرا على الصعيد التنموي...
لا أخفيكم أنني في السابق كنت أجادل كثيرا حول موضوع تطور دول الخليج الأخرى وتأخرنا، وكنت مصرا على أن تطورهم المزعوم هو في بناء المباني الشاهقة والمبهرة، بينما ما زلنا نتفوق عليهم بأننا استثمرنا في بناء الانسان، إلا أنني وبكل أمانة وصلت لقناعة مفادها هو أنني كنت أكابر... وأجادل فقط!
دولة كالامارات مثلا، ابتعثت أبناءها للدراسة في أرقى جامعات العالم وفور عودتهم يتم توظيفهم في أرفع المناصب لتقطف الدولة ثمار استثمارها في تعليمهم، ولكم في الوزيرة ريم الهاشمي ذات 35 ربيعا أفضل مثال، وهي من قاد ملف دبي اكسبو 2020 وربحته، أليست هذه تنمية للإنسان؟!
سأضطر للموافقة على أهمية الحقوق السياسية التي نتمتع بها في الكويت، أقول سأضطر لا لعدم أهميتها فعلا، ولكن لأن الحريات السياسية في الكويت غيرمرتبطة بتطوير نظامنا السياسي للوصول للحكومة المنتخبة أو فرض خطة تنموية حقيقية مثلا، ولا هي قادرة على محاسبة الفساد والمفسدين بما يضمن وقف نزيف الأموال العامة، بمعنى، أن الحريات السياسية في الكويت هي في محصلتها... مجرد جعجعة بلا طحين!
- إذا لماذا نكتب من أساسه؟!
- في الحقيقة فإن الناس تكتب لأسباب عدة... وهي بالمناسبة.. ليست جميعا أسبابا طيبة! فمنهم من يكتب ليصبح له اسم يستطيع من خلاله تمرير أجنداته الخاصة من معاملات أو خدمات أو غيره، ومنهم من يكتب كجزء من فريق حزبي معين وفق رؤية محددة، وغير ذلك، ومنهم من يكتب لزيادة دخله...
شخصيا لا أستطيع تزكية نفسي وتبرئتها من الكثير من الآفات المنتشرة في عالم الكتابة الصحافية، لكنني أحاول أن أكون مساهما بسيطا في عمل تراكمي يقوم به الكثيرون من خلال مختلف أشكال التواصل الاعلامي والاجتماعي يهدف بالنهاية لرفع مستوى الوعي مما يؤدي في لحظة ما لإصلاح مسيرة البلاد والعباد..
- سبب آخر أكتب من أجله... وربما هذا السبب هو الأهم بالنسبة لي... أنا أكتب من أجل أطفالي... حتى إذا جاء يوم وانهار فيه كل شيء في هذا البلد لا سمح الله أستطيع مواجهتهم مدعيا أنني حاولت وقلت وتكلمت... لكن المسؤولين لم يكترثوا...
بس عاد عسى أطفالي يقبلون العذر!
[email protected]