الجميع مستفيدون اليوم... عشاقاً ومعجبين و... الأسواق

«فالنتاين» في الكويت... بحث عن الحب والمال!

تصغير
تكبير
• المطاعم الراقية تقدم عروضا على عشاء البوفيه بأجواء خاصة وبتكلفة 30 ديناراً

• الورود الحمراء تتصدر قائمة الهدايا... وقد تصل إلى مجوهرات وساعات مرصعة بالألماس
ما أن يطل شهر فبراير على الكويت، يبدأ اللون الأحمر يطغى على ما سواه في الأسواق والمحال التجارية، حتى إذا ما انتصف الشهر لم يعد في الشارع التجاري لون يعلو فوق الأحمر!

إنه يوم فالنتاين، عيد الحب الذي يطل على العالم مذكرا إياه بتلك العاطفة التي تسحقها رحى الحياة، وتحذفها من قاموس البشر مناظر الشر المستطير عبر الفضاء.. حتى إذا ما اصطبغت جوانب تلك الحياة باللون الأحمر، لتعيد الإحساس بالحب تدفقه مع شرايين القلب وأوردته.


ولعل ما يزيد من بهجة المناسبة في الكويت تزامنها مع الأعياد الوطنية التي ترتدي لها البلاد أجمل حلة بربيعها الزاهر نهارا وبأضوائها الباهرة ليلا، وكأن للحب عنوانا في شهر فبراير اسمه الكويت.

دببة... ورود... شموع... حجوزات... سهرات... هدايا واهداءات...

ملخص ما يمكن رصده في الرابع عشر من الشهر الذي يحل اليوم، فالجميع يريد أن يعبر عن نفسه بطريقة أو بأخرى فتزدحم أجواء المناسبة ويعم الحب بين الناس، وفي النهاية تنتفخ ماكينات الكاشير في المحال التجارية، ويذهب العشاق للنوم!

المحال التجارية سجلت إقبالا واضحا على شراء الهدايا، رغم حالة الجدل والتحفظ المطروحة عند البعض باعتبار مضمون «فالنتاين» منافيا للعادات والتقاليد والأحكام الشرعية في المجتمع الكويتي والاسلامي.

لكن عيد الحب يبقى عيدا رمزيا غير رسمي، يعتبره الناس حول العالم فرصة للتعبير عن حبهم لأي شخص عزيز عن طريق ارسال الرسائل أو تقديم الهدايا وإهداء الزهور. كانت تقاليد الاحتفال في بدايتها تقتصرعلى رسائل مكتوبة بخط اليد، ثم تحول الأمر الى بطاقات معايدة، حتى وصلت اليوم، إلى نشاط تجاري مربح.

«الراي» رصدت آراء الناس حول «فالنتاين» فكان الانقسام سمة بارزة بين مؤيد ومعارض، ففيما اعتبر خالد، 30 عاما، أن الحب ليس بحاجة الى يوم محدد لنعبر عنه ويقول الله عز وجل «جعلنا بينكما مودة ورحمة» مطالبا بأن تكون المودة متواجدة في كل يوم بين آدم وحواء وعلى مدار السنة. توافقه العنود، 25 عاما، قائلة «هذا العيد حرام ولا يتطابق مع تقاليد المجتمع الكويتي. لا داعي لتقليد الغرب حتى في أعيادهم فعلى الجميع الالتزام بقواعد البيئة التي يعيشون فيها».

بالمقابل يرى فواز، 37 عاما، أن الاحتفال بهذا العيد ليس جريمة ولا خطيئة، طالما أنه لم يتجاوز الحدود، وهذه المناسبة هي فرصة للتعبير عن الحب وتصفية القلوب. وتوافقه لولوة، 21 عاما، التي قالت إن الحروب والمشاكل زادت حول العالم وأصبحت أعباء الحياة لا تحتمل، فما المانع من الاحتفال بيوم كهذا لنعيد البهجة والحب الى قلوبنا والى قلوب من نحب.

وهناك فئة ثالثة وقفت على الحياد، تمثلها سارة، 33 عاما، فتقول «أنا لا أؤيد ولا أعارض الاحتفال بالفالنتاين، لأن هذا العيد لا يعني بالنسبة لي أي شيء فهو يوم عادي جدا كباقي الأيام».

وبعيدا عن الجدل، نطرح تساؤلا هو هل يحتفل الكويتيون المؤيدون بالعيد؟ وكيف يحتفلون؟.

وللإجابة عن هذين السؤالين توجهنا إلى بعض مسؤولي الفنادق الراقية الذين أكدوا أن ليلة الرابع عشر من فبراير تشهد إقبالا على مطاعمها وازدحاما كبيرا، وأن هناك بعض المطاعم يعتمد على الحجوزات المسبقة نظرا لهذا الإقبال، وتقوم بتقديم الورد وتزيين الطاولة بالشموع، والبعض الآخر يحوي الأحبة دون ابراز أي مظاهر «فالنتاينية».

وقال المسؤولون إن هذه السنة تتمير بأن المناسبة تصادف عطلة نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة، ما يعني اقبالا أكبر على الخروج والسهر، مبينين أن الناس تتهافت على عشاء الـ«بوفيه» ولكن لا يوجد اقبال كبير على حجوزات الغرف. وبهذه المناسبة، حضرت العديد من الفنادق عروضا خاصة تشمل عشاء الـ«بوفيه» وما يرافقه من ورد وزينة وأجواء جميلة وتتراوح الكلفة بين 20 و30 دينارا للشخص الواحد، مع ضرورة الحجز المسبق، الذي قد تضطر الى دفع جزء من المبلغ أحيانا لتأكيد الحجز.

وفي جانب الهدايا تبرز ورود ومجوهرات في المقدمة كأحد أهم تقاليد عيد الحب، والهدية غالبا ما تعتمد على ميزانية الزوج والزوجة، فهناك من ليس قادرا على شراء هدية ثمينة، فيكتفي بدب أحمر ووردة، باعتبارهما الأقل كلفة بين الهدايا، في حين يشتري البعض الآخر مجوهرات وساعات وعطورا غالية الثمن.

وبحسب استطلاعاتنا، رأينا أن الورود تحديدا تلاقي الاقبال الأكبر في هذه المناسبة، ليس فقط بسبب سعرها المعقول، بل لأنها رمز للحب والرومانسية كذلك. ولاسيما أن الورود في «فالنتاين» ليست كباقي الأيام، فيحرص أصحاب المحلات على التفنن بباقات الورد، من خلال وضعها في باقات على شكل قلب وتزيينها بطريقة فنية من وحي المناسبة.

واليوم أصبح اختيار الهدية المناسبة للحبيب أو الحبيبة أمر سهل جدا، وخصوصا للذين لا يملكون الوقت الكافي للذهاب الى محلات الزهور والهدايا بسبب الارتباطات المهنية. والفضل في ذلك يعود الى المواقع الالكترونية التي تعرض لك كافة أنواع الهدايا لتختار منها ما يحلو لك. والهدايا المعروضة عبارة عن باقات من الورود وعلب شوكولا وبالونات وغيرها. ويشمل العرض السعر والحجم وشرحا بسيطا عن المنتج. وبعد الاختيار، تحدد أنت تاريخ التوصيل وعنوان المرسل اليه. أما الدفع فيكون عبر الموقع نفسه، وهذا نوع من أنواع التجارة الالكترونية.

المعارضون:
• لسنا بحاجة إلى يوم يذكرنا بالحب والمودة ... و«فالنتاين» يتعارض مع قيمنا وديننا

المؤيدون:
• ليس جريمة بل فرصة لتصفية القلوب وإعادة البهجة في عالم مليء بالمصائب

المحايدون :
• يوم كبقية الأيام لا يعني لنا شيئا فليفرح من يريد وليتجاهل من لا يريد
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي