عدم الثبات، التغيير، اللااستقرار، التقلّب وغيرها، صفات أُطلق عليها إن صح التعبير «خصائص الحياة»، كثير من الأمور تطرأ فجأة فارضةً أثرها على مسار حياة الشخص سواء كان الأثر عميقا أو سطحيا، لا مفر من تلك الأمور العارضة ما دامت أجسادنا بالحياةِ تنبض.
إن التعامل الأولي مع الأحداث الجديدة هو مفتاح التحكّم بالأثر، فعند التعرض لموقف فشل، قلق، إخفاق أو خوف في أي مجال من مجالات الحياة، ماذا نشعر؟ يحدث أن نسمع صوتاً داخلياً يردد بعض الشعارات التي يستدعيها العقل في مثل هذه الأوضاع، مثل: لا أستطيع التعامل مع هذا، الأمر أكبر من طاقتي، إنها مصيبة، وغيرها من العبارات التي تحبّط عزائم المقاومة وتثبّط همم المبادرة، لنستعرض سريعاً مآل ترديد تلك الكلمات، الشعور بالإحباط، الألم، العجز، وقد تتقدم المراحل وصولاً إلى الاستسلام، إنها باختصار روح معنوية مُنهزمة، قد لا يفوتك قارئي أن العقول تعمل بطريقةٍ تلقائية في استقبال مثل هذه المواقف وفق نسخة الشعارات التي صاغها الفرد في الاستجابة للمآزق.
دورنا هنا يتلخّص في تفعيل الوعي العقلي عند التعامل مع مثل تلك الأحداث لنبدأ بعدها بصياغة شعارات جديدة من شأنها رفع الروح المعنوية وإلهامها بالمشاعر الإيجابية، وهذا مانريده لنتمكّن من التكيف مع الوضع بصورة مناسبة.
أن تصيغ لنفسك شعاراً مُلهماً تحفيزياً خاصاً بك تردده في نفسك بالمواقف العصيبة فإن ذلك يساعدك على الصمود والتحمّل ويُشعرك بالقوة مع المرونة، خُذ مثلاً، تقول الكاتبة الأميركية «أم-جيه-رايان» إن شعارها في الحياة «أنا مثل شجرة الصفصاف، من الممكن أن أنحني، لكن لن يكسرني شيء».
«أم-جيه-رايان» في طفولتها كانت نافذتها تطل على بعض أشجار الصفصاف وكانت ترقب ثباتها رغم التحولات الجوية! وتذكر الكاتبة كم ساعدها ترديد هذه العبارة عند التعامل مع متغيرات الحياة وقالت عن الشعار: «إن هذه المقولة قد أنقذت حياتي»، لا تبالغ ولكنها لمَسَت الأثر الأبلج بين ترديد عبارات العجز وعبارات القوة! فليصنع كل منا لنفسه شعاراً يستذكره عند الحاجة وكلنّا محتاج، في البداية نرتكز على الإدراك والوعي لإزاحة المفاهيم السلبية القديمة وإحلال الجديدة مكانها بالمزاحمة، وبعد الاعتياد سيكون الأمر أسهل.
[email protected]Twitter: @3ysha_85