الادعاء يعطي إشارة أخرى إلى الدوافع السياسية للجريمة

محكمة الحريري تمضي في «مفاجآتها»: دراجة نارية واكبت الشاحنة المفخخة

تصغير
تكبير
ربما تكون الجولتان الاولى والثانية من جلسات سماع الدفعة الاولى من شهود الادعاء العام في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري حملتا ظاهرياً بُعدين، احدهما انساني من خلال استذكار أفرادٍ من عائلات عدد من الضحايا ذاك اليوم الاسود في 14 فبراير 2005 وثانيهما تقني من خلال تفنيد مرتكزات رسْم مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان مسار «شاحنة الـ 2 طن» التي انفجرت قبالة «السان جورج». الا ان عنصرين جوهريين تم تظهيرهما بين سطور الشهادات وكلام الادعاء الذي ردّ من جهة على ما تضمنته التصريحات التمهيدية للدفاع وأعطى من جهة اخرى المزيد من الإشارات الى مسار التحقيق الموازي للمحاكمات الغيابية الجارية لأربعة من «حزب الله» والذي يستمر في جريمة الحريري وصولاً الى تحديد المحرّضين ومُصدري الأوامر.

والواضح ان الادعاء أراد في اليومين الرابع والخامس من المرحلة الاولى من المحاكمات الغيابية كسْر بُعدين في استراتيجية الدفاع وهما:


* مقولة الدفاع بأن جريمة 14 فبراير ليست ارهابية بل تستهدف اغتيال شخص واحد. وباستدعائه شهوداً من ذوي الضحايا الذين سقطوا مع الرئيس الحريري تحدثوا عن معاناتهم بعد فقدان أحبائهم وعن كيفية تعرّفهم على الجثث وبعرْضه بالتفصيل صوراً لكل ضحايا التفجير الـ 22 بحسب التسلسل الابجدي لأسمائهم، أراد مكتب الادعاء تثبيت انه ينطبق على تفجير فبراير 2005 مفهوم الجريمة الارهابية.

* تشكيك الدفاع واستخفافه بإمكان ان تكون شاحنة الميتسوبيشي التي أظهر الادعاء صورها ومسارها في تصريحاته التمهيدية هي التي استُخدمت في اغتيال الحريري.

وقد حرص الادعاء، رداً على الدفاع، على استدعاء شاهدة هي محققة أسترالية، سبق ان عملت في مكتب المدعي العام بين العامين 2009 و2011 ووضعت تقارير حللت كاميرات المراقبة التي تم وفق محتواها رسم مسار «الشاحنة القاتلة».

وشرحت المحققة روبن فرايزر للمحكمة مسار «الميتسوبيشي» التي جرى تصويرها في نفق سليمان فرنجية الذي يوصل جادة فؤاد شهاب بفندق فنيسيا، وهي الشاحنة التي يقول الادعاء انها نفسها التي ضبطتها لاحقاً كاميرا مصرف «اتش.اس.بي.سي» قبل أن تنفجر بموكب الحريري.

ورسم الادعاء بشهادة فرايزر، التي كانت قد أخذت أفلام الكاميرات لتحليلها الى مختبرات قيادة مكافحة الارهاب في بريطانيا، مسار الشاحنة بواسطة 3 مجموعات من الكاميرات وثّقت خط سير الشاحنة ثانية بثانية.

وفي موازاة هذا الشق التقني فجّر الادعاء ما يشبه «القنبلة» حين اشار الى شخص رافق سائق «الميتسوبيتشي» التي كانت تحمل 2 طن من مادة «آر.دي.اكس» الشديدة الانفجار. وقد اكد ممثل مكتب المدعي العام ألكس ميلن أن التحقيق مفتوح حول هذا الشخص الذي كان يقود دراجة نارية واكبت «الشاحنة الانتحارية» وظهرتْ بالصور التي التقتطها الكاميرات التي تغطي نفق الرئيس فرنجية المعروف بنفق فينيسيا.

وفي حين أصر ميلن على ان الشاهدة فرايزر لم تتعاط في تقريرها مع هذا الشخص (سائق الدراجة) على انه جزء من الجريمة، الا ان اوساطاً قانونية متابعة بدقة لمسار المحكمة توقفت كثيراً عند هذه النقطة معتبرة اياها اشارة الى المسار الذي يسلكه التحقيق المستمر في اغتيال الحريري، ومذكّرة بأن رئيس مكتب المتضررين بيتر هينز كان قد طلب في مرافعته التمهيدية من المحكمة ان توعز لمكتب الادعاء العام بانهاء التحقيق وضم المشتبه بهما «الخامس» و«السابع» لتنطلق المحكمة بقوة، ولافتة الى ان المشتبه به الخامس يعني سائق الشاحنة فيما المشتبه به السابع هو الذي كان يرافقه ويرشده، وهو الذي ظهر في جلسة الاربعاء على دراجة نارية.

اما المفاجأة الثانية في جلسة اول من امس فكانت إعطاء اشارة ثانية الى الدوافع السياسية لجريمة 14 فبراير. فبعدما جرى ربط بدء مراقبة الرئيس الحريري بإعلان نيته تقديم استقالته من الحكومة التي كان يترأسها في اكتوبر 2004، لاحظت دوائر مواكِبة عن كثب لملف المحكمة اشارة مكتب المدعي العام في السيرة الذاتية للنائب الشهيد باسل فليحان (كان مع الحريري في سيارته) لجهة انه كان عضوا في «لقاء البريستول».

ومعلوم ان «لقاء البريستول» هو تجمع سياسي قام بعد التمديد للرئيس السابق اميل لحود في سبتمبر 2004 وضم معارضي الوجود العسكري السوري في لبنان وكان يؤيد القرار 1559. وكان الرئيس الحريري اقترب من هذا اللقاء تباعاً قبل ان يخطو في 28 يناير 2005 (اي قبل 17 يوماً من اغتياله) الخطوة الاكثر وضوحاً في اتجاه الانخراط فيه تمهيداً لخوض انتخابات صيف العام 2005 مع المعارضة اذ حضر اجتماع «معارضة البريستول» للمرة الاولى النائب فليحان شخصياً (كان من كتلة الحريري).

وفي حين استكمل الادعاء «امس» الاستماع الى فرايزر لتخلص المحكمة الى ان شريط صور «الميتسوبيشي» دليل، ينتظر أن تواصل غرفة الدرجة الأولى الاستماع الى ما تبقى من الشهود الثمانية حتى آخر الاسبوع ومن ضمنهم خبراء سيشرحون أدلة الاتصالات التي استند إليها الادعاء.

الحريري خضع لعملية استئصال المرارة

| بيروت - «الراي» |

خضع رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري صباح امس لعملية استئصال المرارة بالمنظار في المستشفى الأميركي في باريس.

وبحسب المكتب الإعلامي للحريري فقد دامت العملية التي أجراها البروفسور عزيز قرعة والبروفسور جوزي حبيقة والدكتور ميشال أبيض ساعة كاملة.

وافاد الدكتور عصام ياسين، الطبيب الخاص للحريري، أن العملية تكللت بالنجاح وأن زعيم «تيار المستقبل» سيمكث 24 ساعة في المستشفى للمراقبة، تليها فترة نقاهة تدوم أياما عدة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي