يوم سعيد مبارك طلع على الدنيا مفعماً بالخير مجللاً بالنور، هو يوم ميلاد رسول الرحمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - رسول الإنسانية الذي أشرق نوره على الدنيا فأنقذها من الظلام الدامس والجهل المركب إلى نور الإيمان والهدى، أنقذ الدنيا من صفات وضيعة إلى سمات فاضلة نقل مجتمعاً سبيله التناحر والحروب وشرب الخمر ووأد البنات إلى أمةٍ سبيلها الخلق العالي والمساواة والعدل والجدال بالتي هي أحسن حتى أصبحت هذه الأمة تعلو إلى أوج كرامة وسمو في سمات فاضلة، فأين نحن اليوم من هدي رسول الرحمة؟
نحن اليوم أمم يسودها التناحر، أمم تصحو على إراقة الدماء فتلك المفخخات تعصف بديار المسلمين ويأكل بعضهم بعضاً عياناً، أين نحن اليوم من مبدأ الجدال بالتي هي أحسن؟
نرى بعض المسلمين ترتفع أصواتهم على بعض ويكيل البعض للبعض الاتهامات تلو الاتهامات، وهناك سمات أتى بها رسول الرحمة لنجعلها نبراساً نهتدي به من خلق كريم ونهج قويم لسبيل مستقيم.
فأين نحن اليوم من هذه المبادئ السامية؟
ربيع عربي يعصف بالمسلمين والبعض يتوعد البعض الآخر بالقول والفعل دون أن يضعوا للإنسانية سبيلا ولا لمبادئ الدين طريقاً دمار يعصف ونساء تشرد من مدينة إسلامية إلى أخرى، أطفال جياع وأسر مشردة لا تأوي إلى مكمن آمن كلهم مسلمون المعتدي مسلم والمعتدى عليه كذلك مسلم.
فأين نحن من مبادئ وصايا صاحب هذه الذكرى العطرة؟
نسأل الله العلي القدير أن يمن علينا بالتفكر وإعمال الفكر للتمسك بنهج الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وتكون مبادئه ووصاياه وسماته السامية متغلغلة في النفوس وتكون دواء للعقول وشفاء للقلوب حتى نكون أمة متعاونة متماسكة نقية الضمير، الكل يعمل من أجل إسعاد الكل حتى يعيش الجميع في رحاب الدين القويم والنهج المبين الذي أوضحه رسول الإنسانية محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -.
رسولٌ أتاني بعد يأسٍ وفترة
من الدين والأوثان في الأرض تعبد
ألم تر أن الله أرسل عبدهُ
ببرهانه والله أعلى وأمجد