تقرير / أنيلكا ... و «الحركة الصهيونية»

u0627u0644u0641u0631u0646u0633u064a u0646u064au0643u0648u0644u0627 u0623u0646u064au0644u0643u0627
الفرنسي نيكولا أنيلكا
تصغير
تكبير
تعرض الاتحاد الانكليزي لكرة القدم الخميس لهجوم شديد من جانب اللوبي الصهيوني من أجل توقيف الفرنسي من أصل أفريقي نيكولا أنيلكا، نجم وست بروميتش ألبيون، عن اللعب بتهمة أنه «معادٍ للسامية»، وذلك عقب رسمه إشارة «كينيل» بيديه احتفالاً بهدف سجله في مرمى وست هام في 28 ديسمبر الماضي، وهي الإشارة التي شاع استخدامها في فرنسا خلال السنوات الأخيرة وبدأت تنتشر في العالم كانتشار النار في الهشيم واعتبرها اللوبي الصهيوني المؤيد لإسرائيل في فرنسا أنها شبيهة بالتحية النازية.

وكان اللوبي الصهيوني في بريطانيا سارع عقب تسجيل أنيلكا للهدف ورسمه إشارة «الكينيل» إلى تقديم شكوى للاتحاد الإنكليزي طالباً معاقبته، حيث تبنت جمعية «كيك إت آوت» ذات التأثير الكبير على الساحة البريطانية التي تعنى بمحاربة العنصرية في الملاعب الشكوى ودفعت في اتجاه معاقبة أنيلكا وفريقه.

ويتهم اللوبي الصهيوني اتحاد كرة القدم بأنه تباطأ في إجراء تحقيق جدي في الشكوى.

لكن الواقع ان الـ«كينيل» ظاهرة غريبة بالنسبة للمجتمع البريطاني، فهي نشأت في فرنسا العام 2005، وكان أول من استخدمها نجم الفكاهة الشهير المهرج الفرنسي ديودون إمبالا إمبالا أثناء عرض له في باريس، وهي تعبير بواسطة الأذرع، حيث نمَدّ الذراع اليسرى متجهة إلى الأسفل وتطوَى الذراع اليمنى لتلامس كف اليد اليمنى الكتف الأيسر.

وتستخدم الإشارة من أي شخص للتعبير عن فرحته بالفوز على منافس له. وبالفعل شرح ديودون معناها على هذا النحو.

غير أن ما حصل مع ديودون لاحقاً لافت للنظر، فهو مولود في فرنسا العام 1966 لأم فرنسية وأب كاميروني واشتهر في نشاطه المعادي للعنصرية والكراهية على أساس عرقي التي يُعاني منها المجتمع الفرنسي، بل انه بدأ مشواره الفني في فرقة مشتركة مع فكاهي فرنسي يهودي.

ولا يُخفي ديودون ميوله اليسارية. ففي 2009 انضم إلى الحملة الانتخابية لحزب يساري صغير معادٍ للصهيونية.

وتناول قادة اللوبي الصهيوني في فرنسا تصريحاً لديودون وشنوا حملة واسعة ضده متهمين إياه بأنه معادٍ للسامية لأنهم رأوا في انضمامه الى الحملة المعادية للصهيونية خطراً عليهم.

ما حصل لاحقاً أن الأمور خرجت من يد ديودون ولم تعد له سيطرة على تعبير الـ«كينيل» وبدأ استخدام التعبير يتسع تدريجياً، لكن إلى جانب ذلك أصبح المعادون للصهيونية والمعارضون للسياسة الإسرائيلية وجرائمها ضد الفلسطينيين يستخدمون الإشارة في كل مناسبة كإشارة احتجاج ضد الصهيونية وإسرائيل.

يُشار إلى أن اللوبيات الصهيونية المنتشرة في العالم تسعى منذ سنين طويلة لإسكات أي صوت معارض لها ولإسرائيل باتهامه باللاسامية. وحاول اللوبي الصهيوني في فرنسا حمل الحكومة المحلية على تجريم استخدام إشارة الـ«كينيل» واعتبارها شبيهة بالتحية النازية لكنه فشل في مسعاه، خاصة أن ديودون أكد مراراً وتكراراً أنه معادٍ للعنصرية ومعادٍ للصهيونية، لكنه ليس معادياً للسامية.

ورغم ذلك نجح الضغط الصهيوني جزئياً في مطلع العام الحالي حيث أصدرت وزارة الداخلية الفرنسية مذكرة داخلية تعتبر الـ«كينيل» بأنها إشارة لاسامية ومتطرفة.

أما أنيلكا فتبين أنه صديق شخصي لديودون وكان متابعاً لحملة الضغط الصهيوني ضده في فرنسا، لذلك قال عندما سُئل عن معنى رسمه إشارة الـ«كينيل» بعد تسجيله الهدف في مرمى وست هام، إنه فعل ذلك كتعبير عن ولائه لصديقه ودعماً له في حملته للدفاع عن نفسه ضد اللوبي الصهيوني في فرنسا.

ويخشى اللوبي الصهيوني في بريطانيا من انتشار ظاهرة الـ«كينيل» في الملاعب وفي أنحاء المملكة المتحدة بعدما انتشرت في فرنسا، لذلك يسعى الى وضع حدٍ لها بسرعة، وعلى الأغلب سيضغط على البرلمان البريطاني لتشريع قانون جديد ضد الـ«كينيل».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي