فاصلة / الجوائز... وما هو جائز!

| فهد توفيق الهندال |


أعلنت الأسبوع الماضي القائمة الطويلة للنسخة العربية لجائزة البوكر للرواية، وقد ضمت 16 عملا روائيا لأسماء مهمة في المشهد الروائي العربي شملت 18 دولة عربية في هوية كتابها، فتقاسمت ثلاث دول منها ثلاث بطاقات لكل منها، وهي: العراق ( عبد الخالق الركابي، إنعام كجه جي وأحمد سعداوي)، مصر (إبراهيم عبد المجيد، أشرف الخمايسي وأحمد مراد)، المغرب (عبد الرحيم الحبيبي، يوسف فاضل وإسماعيل غزولي).
ليحظى ببطاقات السبع المتبقية كل من: واسيني الأعرج (الجزائر)، بدرية البشر (السعودية)، خالد خليفة (سورية)، أنطون الدويهي (لبنان)، أمير تاج السر (السودان)، ابراهيم نصر الله (فلسطين) والروائي الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل من خلال روايته «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، وهو الأمر السعيد لنا في هذا الخبر لأن يصل عمل روائي كويتي ثان إلى القائمة الطويلة بعد فوز الروائي الشاب سعود السنعوسي بجائزة العام الماضي عبر روايته (ساق البامبو).
ووسط تفاصيل الإعلان، لم تعلن أسماء لجنة التحكيم هذا العام، حيث سيظل أعضاء لجنة التحكيم مجهولي الهوية– بحسب ما هو منشور في موقع الجائزة- إلى حين إعلان القائمة النهائية، بغاية ضمان استقلالية عملية الاختيار ونزاهتها، وهو خلاف ما كان سابقا في الدورات الماضية. وربما قد يجد البعض أنها أمر ثانوي، بقدر ما أجده أساسيا، فعلى قدر ومستوى الأسماء المختارة للتحكيم، يكون مستوى الجائزة والأعمال المرشحة لها. وهو ما كنا نطالب به دوما محليا وعربيا، في إعلان أسماء لجان التحكيم المتخصصة، إضافة إلى أسماء مجلس الأمناء أو اللجنة العليا المشرفة لكونهم من يرسم سياسة دورة المسابقة وآليتها.
وفي هذا الشأن، كثيرا ما استمعنا أن اللاعب الأساسي وراء كواليس هذه المسابقة يتمثل بدور النشر الكبرى التي تتنافس على الجائزة، ولعل مقارنة بسيطة بين القائمتين الطويلتين لهذا العام مع العام الماضي، كفيلة لأن تكشف الحضور الأبرز لبعض دور النشر عن غيرها. مما يجعلنا نرجع إلى شروط الترشيح المنشورة في موقع الجائزة أيضا، خصوصا ما تعلق بمن يتولى عملية الترشيح، حيث لا يمكن للمؤلّف أن يرشّح روايته بنفسه بل هو حق مطلق لدار النشر في ذلك على أن يتمّ الأمر بالتشاور مع المؤلف وبموافقته. كما أن للناشر حق ترشيح ثلاث روايات من إصداراته الروائية في الفترة الواقعة بين أول تموز (يوليو) 2012 وآخر حزيران (يونيو) 2013!
في جانب آخر، المطلع على الآراء التي لحقت اعلان اللائحة الطويلة هذا العام، سيجد أنها تفاوتت في وجهات نظرها التي تنطلق من قناعاتها حول مشروع البوكر بنسختها العربية ككل، مع قناعتنا أنها الروايات المرشحة أو الفائزة ليست الأفضل، فلم تخلق في العالم بعد الرواية الأفضل، وإلا لأغلق الإبداع الإنساني بابه منذ زمن وتوقفت مسيرة الرواية. فلا يعني خلو القائمة الطويلة من اسماء روايات حققت حضورا مميزا ولافتا أنها أقل شأنا من التي ضمتها القائمة، خاصة بعد اتضاح دور الناشر في الترشيح. مع ملاحظة تكرار حضور أسماء سبق لها الوصول إلى القائمة الطويلة في الدورات السابقة، لنستذكر– لا للحصر- الروائي اللبناني ربيع جابر الذي فازت روايته (دروز بلغراد حكاية حنا يعقوب) في دورة عام 2012 بعدما ترشح قبلها عام 2010 عبر روايته (أميركا) وبعدها (طيور الهوليدي إن) عام 2013، فغاب اسمه وغيره هذا العام!
أخيرا... أعلنت وزارة الشباب عن اطلاق جائزة بعنوان (نبقى) وفق أهداف من شأنها تعزيز الروح الوطنية وصدق ووفاء المواطن الكويتي عن طريق التعبير عنها من خلال الجانب الإبداعي لكل شاب وشابة. والاهتمام بالمواهب الشبابية واحتضانها والعمل على تطويرها. وتشجيع الشباب على استخدام عنصر الإبداع في توصيل كافة الرؤى والأفكار. وإسهام الفنون المرئية والمسموعة في الأعمال الوطنية والاحتفال بها، بحسب ما جاء في موقع الوزارة. كما حددت الشروط الفئة المستهدفة من حق المشاركة بأن يكون المتقدم من 14 سنة ولا يتجاوز 34 سنة. وهنا نتساءل... كيف يمكن استيعاب المشاركات الواسعة والموازنة بينها وهي ستمثل ثلاثة أجيال مختلفة فكريا وخبرة كتابية؟ وكيف يمكن التأكد من أن العمل المرشح جديد لم يسبق عرضه أو نشره أو المشاركة به في مسابقة أخرى؟
لاشك، حمل المسؤولية كبير جدا على أعضاء اللجنة المطلوب منهم العمل خلال فترة قصيرة جدا، مقابل الأعداد الكبيرة من المتقدمين والتي قد تقدر بالآلاف، فبريق الجوائز الثلاث الأولى أيضا كبير! والعاقبة لمن يعقل ويتدبر
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72
ليحظى ببطاقات السبع المتبقية كل من: واسيني الأعرج (الجزائر)، بدرية البشر (السعودية)، خالد خليفة (سورية)، أنطون الدويهي (لبنان)، أمير تاج السر (السودان)، ابراهيم نصر الله (فلسطين) والروائي الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل من خلال روايته «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، وهو الأمر السعيد لنا في هذا الخبر لأن يصل عمل روائي كويتي ثان إلى القائمة الطويلة بعد فوز الروائي الشاب سعود السنعوسي بجائزة العام الماضي عبر روايته (ساق البامبو).
ووسط تفاصيل الإعلان، لم تعلن أسماء لجنة التحكيم هذا العام، حيث سيظل أعضاء لجنة التحكيم مجهولي الهوية– بحسب ما هو منشور في موقع الجائزة- إلى حين إعلان القائمة النهائية، بغاية ضمان استقلالية عملية الاختيار ونزاهتها، وهو خلاف ما كان سابقا في الدورات الماضية. وربما قد يجد البعض أنها أمر ثانوي، بقدر ما أجده أساسيا، فعلى قدر ومستوى الأسماء المختارة للتحكيم، يكون مستوى الجائزة والأعمال المرشحة لها. وهو ما كنا نطالب به دوما محليا وعربيا، في إعلان أسماء لجان التحكيم المتخصصة، إضافة إلى أسماء مجلس الأمناء أو اللجنة العليا المشرفة لكونهم من يرسم سياسة دورة المسابقة وآليتها.
وفي هذا الشأن، كثيرا ما استمعنا أن اللاعب الأساسي وراء كواليس هذه المسابقة يتمثل بدور النشر الكبرى التي تتنافس على الجائزة، ولعل مقارنة بسيطة بين القائمتين الطويلتين لهذا العام مع العام الماضي، كفيلة لأن تكشف الحضور الأبرز لبعض دور النشر عن غيرها. مما يجعلنا نرجع إلى شروط الترشيح المنشورة في موقع الجائزة أيضا، خصوصا ما تعلق بمن يتولى عملية الترشيح، حيث لا يمكن للمؤلّف أن يرشّح روايته بنفسه بل هو حق مطلق لدار النشر في ذلك على أن يتمّ الأمر بالتشاور مع المؤلف وبموافقته. كما أن للناشر حق ترشيح ثلاث روايات من إصداراته الروائية في الفترة الواقعة بين أول تموز (يوليو) 2012 وآخر حزيران (يونيو) 2013!
في جانب آخر، المطلع على الآراء التي لحقت اعلان اللائحة الطويلة هذا العام، سيجد أنها تفاوتت في وجهات نظرها التي تنطلق من قناعاتها حول مشروع البوكر بنسختها العربية ككل، مع قناعتنا أنها الروايات المرشحة أو الفائزة ليست الأفضل، فلم تخلق في العالم بعد الرواية الأفضل، وإلا لأغلق الإبداع الإنساني بابه منذ زمن وتوقفت مسيرة الرواية. فلا يعني خلو القائمة الطويلة من اسماء روايات حققت حضورا مميزا ولافتا أنها أقل شأنا من التي ضمتها القائمة، خاصة بعد اتضاح دور الناشر في الترشيح. مع ملاحظة تكرار حضور أسماء سبق لها الوصول إلى القائمة الطويلة في الدورات السابقة، لنستذكر– لا للحصر- الروائي اللبناني ربيع جابر الذي فازت روايته (دروز بلغراد حكاية حنا يعقوب) في دورة عام 2012 بعدما ترشح قبلها عام 2010 عبر روايته (أميركا) وبعدها (طيور الهوليدي إن) عام 2013، فغاب اسمه وغيره هذا العام!
أخيرا... أعلنت وزارة الشباب عن اطلاق جائزة بعنوان (نبقى) وفق أهداف من شأنها تعزيز الروح الوطنية وصدق ووفاء المواطن الكويتي عن طريق التعبير عنها من خلال الجانب الإبداعي لكل شاب وشابة. والاهتمام بالمواهب الشبابية واحتضانها والعمل على تطويرها. وتشجيع الشباب على استخدام عنصر الإبداع في توصيل كافة الرؤى والأفكار. وإسهام الفنون المرئية والمسموعة في الأعمال الوطنية والاحتفال بها، بحسب ما جاء في موقع الوزارة. كما حددت الشروط الفئة المستهدفة من حق المشاركة بأن يكون المتقدم من 14 سنة ولا يتجاوز 34 سنة. وهنا نتساءل... كيف يمكن استيعاب المشاركات الواسعة والموازنة بينها وهي ستمثل ثلاثة أجيال مختلفة فكريا وخبرة كتابية؟ وكيف يمكن التأكد من أن العمل المرشح جديد لم يسبق عرضه أو نشره أو المشاركة به في مسابقة أخرى؟
لاشك، حمل المسؤولية كبير جدا على أعضاء اللجنة المطلوب منهم العمل خلال فترة قصيرة جدا، مقابل الأعداد الكبيرة من المتقدمين والتي قد تقدر بالآلاف، فبريق الجوائز الثلاث الأولى أيضا كبير! والعاقبة لمن يعقل ويتدبر
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72