حوار / حققت نجاحات في سورية وجاءت إلى الكويت لاستكمالها

أمل يوسف لـ «الراي»: أعزف على البيانو ... فناً وعلاجاً

تصغير
تكبير
الأنامل التي تعزف لتدغدغ أحاسيس الروح، هي نفسها من تستطيع أن تتغلغل إلى ثنايا الدماغ عبر الأذن وترقص معها الأحاسيس على وقع نغمات تصدر بفعل اللمس.

«أبيض وأسود»... هي مفاتيح آلة البيانو، التي استطاعت عازفة البيانو اللبنانية أمل يوسف أن تنتقل معها من نجاح إلى نجاح داخل سورية بقلب أبيض.


هذه السيدة، ومنذ نعومة أظفارها، بدأت بينها وبين تلك الآلة علاقة حب من نوع آخر... حبّ بالفطرة، باركته والدتها التي كانت أكبر الداعمين لها، فقررت أن تتخصص أكاديمياً في هذا المجال، لتتحول في ما بعد إلى مرحلة التدريس على تلك الآلة، تليها مرحلة المعالجة بالموسيقى.

يوسف ترى - في حوار مع «الراي» - أنها قدمت الكثير داخل سورية خلال 22 عاماً، قبل أن تأتي إلى الكويت لتعزف فناً وعلاجاً:

• في البداية كيف تعرّفين القرّاء عن نفسك وكيف بدأت تعزفين البيانو؟

- اسمي أمل يوسف، لبنانية الأصل، نشأت وترعرعت في سورية. درست فن البيانو بأكاديمية الموسيقى في بيروت. بدأ حبي للبيانو وأنا في سن العاشرة لأنه آلة متواجدة داخل منزلنا منذ ولادتي، فقد كانت والدتي تقوم بالعزف عليه من حين إلى آخر لذلك أحببته. بدأ الأهل يلاحظون اهتمامي بالموسيقى في سن الثانية عشرة، وبسبب إلحاحي بأن أتعلم العزف على البيانو، قرر أهلي تعليمي العزف على هذه الآلة، وبعد أن أنهيت الدراسة الثانوية انتسبت إلى أكاديمية الموسيقى في بيروت - تخصص بيانو.

• هل تجدين في البيانو ميزة عن غيرها من الآلات الموسيقية؟

- يعتبر البيانو من أعذب الآلات الموسيقية، وآلة تهذيب يتعلم منها الطفل الصبر والضوابط النفسية، ومن الملاحظ ندرة وجود العازفين للبيانو، ما زاد تمسكي به عن غيره من الآلات.

• هل تجيدين العزف على آلات موسيقية أخرى؟

- من السهل على كل من يقوم بالعزف على البيانو العزف على أي من الآلات الموسيقية الأخرى، وذلك لأن البيانو هي الآلة الأم مقارنة بالآلات الأخرى وأصعبها، وبالفعل قدمت في إحدى الحفلات الخاصة بي خليطاً بين آلتي الفيولون والكمان.

• هل لك مقطوعات موسيقية من تأليفك؟

- لست مؤلفة، فمنذ إتمام دراستي الأكاديمية اكتشفت في داخلي موهبة التدريس، لذلك قررت أن يكون تركيزي نحو تدريس تلك الآلة التي تربطني بها علاقة قوية، وإفادة كل من يرغب في دراستها من خبرتي في هذا المجال.

• ماذا عن مشاركاتك في المناسبات والحفلات؟

- أثناء دراستي في الأكاديمية شاركت في حفلات عدة ببيروت، ولكن بعد عودتي إلى سورية لا توجد لي أي مشاركات في حفلات كبيرة أو مهرجانات، وقمت بإنتاج 8 حفلات موسيقية.

• هل هناك صعوبة في تدريس البيانو؟

- التدريس على آلة البيانو مهمة صعبة تحتاج إلى جهد كبير، لكنها ممتعة بالنسبة إليّ لأني أرى أن هناك نتيجة ملموسة من المتلقي وهذا يكفيني.

• تستثمرين العزف في العلاج أيضاً، هل لكِ أن تعرّفينا إلى كيفية العلاج بالموسيقى؟

- العلاج يأتي عن طريق التعليم والسمع وتمرين الدماغ والحواس كافة، كون للدماغ تأثير على جميع أجزاء الجسم من خلال تعليم النوتات الموسيقية.

• وما الحالات التي تستدعي العلاج بالموسيقى؟

- في المقدمة يأتي الاضطراب النفسي، إذ إن الكثير من تلك الحالات تحتاج إلى العلاج بالموسيقى لمدة تتراوح بين الشهرين والثلاثة أشهر، وذلك للعمل على تعديل مستوى الذكاء. أما الحالة الثانية، فهي المرتبطة بالتخلّف العقلي، والتي تحتاج إلى وقت أطول في العلاج لاستيعابها. وهناك حالات تستجيب أحياناً للعلاج بالموسيقى.

• لماذا لم تظهري طوال تلك السنوات الماضية في لقاءات صحافية أو تلفزيونية؟

- لا أسعى إلى تحقيق شهرة أو نجومية، فكل هدفي هو توصيل رسالتي إلى المجتمع الذي أنتمي إليه.

• ما الذي تطمحين إلى تحقيقه؟ وإلى أي فئة تودين توجيه تلك الرسالة؟

- كما نرى أن الاهتمام بالموسيقى ضعيف في عالمنا العربي، لذلك أطمح إلى أن تكون دراسة الموسيقى شيئاً إلزامياً وتكون مادة أساسية في مناهجنا الدراسية، بالإضافة إلى أنني أتمنى وجود مسارح متخصصة في تقديم فن البيانو. أما عن رسالتي الحقيقية، فأود أن أوجهها إلى الأهالي بأن يقوموا بزرع الثقافة الفنية عند أطفالهم منذ الصغر والوعي على إبراز مواهبهم والإيمان بها وتنميتها في سن مبكرة، فلا بد وأن يدرك الأهل أهمية الموسيقى بالنسبة إلى أطفالنا، لأن دراسة الموسيقى تعمل على تنمية ذكاء الطفل بشكل تلقائي حين ممارستها.

• من هو أكبر داعم لك؟

- والدتي هي أكبر داعم، فهي أول من شجعني منذ بداية مشواري وحتى الآن.

• وهل قمت بتحقيق حلمك في سورية؟

- حققت العديد من النجاحات في سورية على مدار 22 عاماً، ولا يوجد ما أقوم بتقديمه داخل سورية أكثر مما قدمته على مدار السنوات الطويلة الماضية.

• هل ترين أن المجتمعات الخليجية على استعداد لتلقي رسالتك الفنية في عالم البيانو؟

- في أي بلد هناك من يهتمّ بهذه النوعية من الفنون، بالإضافة إلى وجود بعض الفئات التي تحتاج إلى إبراز هذه المواهب، ورسالتي ستكون موجّهة لتلك الشريحة. كما أنني ومنذ وصولي إلى الكويت قوبلت بالترحاب والإعجاب من أهل البلد وبمهنتي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي