الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة

الهواية

تصغير
تكبير
كان جاسم ابناً لرجل يعشق الصيد... نعم، يعشق الصيد البري والبحري... حتى ان أبا جاسم كان مستعداً لصرف معظم ما يملك من وقت ومال من أجل الاستمتاع بصيد البرّ والبحر.

كان لـ «أبو جاسم» ثلاثة أولاد وابنتان... عمل أبو جاسم على تحبيب أولاده بهواية الصيد، وكان دائماً ما يأخذهم معه إذا ذهب للصيد أو حتى إلى السوق إن كان ذاهباً لشراء أدوات الصيد.


«أم جاسم» أحبت هواية الصيد لأن «أبو جاسم» يحبها، ولأنها تحبّ كل ما يحب «أبو جاسم»... بنات «أبو جاسم» كذلك أحبّت قلوبهن هواية الصيد... ويبدين دائماً رغبتهن في الذهاب للصيد... ولكن «أبو جاسم» كان في الغالب يرفض، وقليلاً ما يوافق.

ولكن المستغرب أن جاسم وأخوته لم تكن قلوبهم تميل إلى حب هواية الصيد... حاول أبوهم، ولكن محاولاته باءت بالفشل!

كل أهل وأصدقاء «أبو جاسم» يعلمون مدى حبه وتعلقه بهواية الصيد، ويعلمون أيضاً مقدار المجهود الذي بذله لإدخال هذه الهواية إلى قلوب أبنائه... وكيف بذل من وقته وجهده وماله الشيء الكثير من أجل أن يرث أبناؤه هواية الصيد.

مات «أبو جاسم»، وهواية الصيد البري أو البحري ليست من هوايات أولاده... ذكّرتهم «أم جاسم» بهواية أبيهم، وحاولت أن تحثهم لممارستها... ولكن مصير محاولاتها مثل مصير محاولات «أبو جاسم» رحمة الله عليه.

هذه رسالة إلى كل الآباء والأمهات... أولادكم وبناتكم ليس بالضرورة أن يحبوا أو أن يعملوا ما أنتم تعملون أو تحبون... فأبناؤكم لهم شخصيتهم الخاصة بهم... ويجب أن تنمّوا هواياتهم وتطوّرونها، وليس أن تحبّبوهم بما أنتم تحبّون... بتطوير هوايات الأبناء سنصل إلى يوم نجد فيه علماء يشار إليهم في بلدنا... فطريق الإبداع كما قيل، يبدأ إذا كانت هوايتك هي عملك.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي