الأجوبة المفيدة / عن أسئلة العقيدة

الدكتور وليد العلي


زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أسئلة تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، واستاذ العقيدة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة
([email protected])
أو فاكس رقم: (24815921)
الصدق سبيل السعادة في الدنيا والآخرة
إن الصدق من صفات رب العالمين، ومن خصال من بعثهم من الأنبياء والمرسلين، كما جاء في محكم الكتاب المبين: «ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ومازادهم إلا إيمانا وتسليما» (الأحزاب: 22).
فالصدق شعار الأبرار، والكذب دثار الفجار، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنة، وان الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا، وان الكذب يهدي الى الفجور، وان الفجور يهدي الى النار، وان الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا) أخرجه البخاري ومسلم.
فالصدق والبر يحشران المتقين الى الرحمن وفدا، والكذب والفجور يسوقان المجرمين الى جهنم وردا، فعن أوسط بن اسماعيل رحمه الله تعالى قال: (خطبنا أبوبكر رضي الله عنه فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول، وبكى أبوبكر فقال: سلوا الله العافية، فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية، عليكم بالصدق، فانه مع البر، وهما في الجنة، واياكم والكذب، فانه مع الفجور، وهما في النار، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، وكونوا اخوانا كما أمركم الله تعالى) أخرجه أحمد.
وكيف لا يهدي الصدق الى الجنة وهو سبب طمأنينة قلوب المؤمنين؟ وكيف لا يهدي الكذب الى النار وهو سبب ريبة أفئدة المرتابين؟ فعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك الى ما لا يريبك، فان الصدق طمأنينة، وان الكذب ريبة) أخرجه الترمذي.
فالصدق لا يجتمع مع الكذب ولا يتصور قيامهما في آن، كما لا تجتمع الخيانة مع الأمانة ولا الكفر مع الايمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجتمع الايمان والكفر في قلب امرئ، ولا يجتمع الصدق والكذب جميعا، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا) أخرجه أحمد.
وذلك ان تأسيس بنيان دين الاسلام؛ انما هو على ما أودع من الصدق في قلوب الانام، فلا حظ للعبد في نطق الشهادتين، الا ان قالهما صادقا بلا كذب ولا مين، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يشهد ان لا اله الا الله؛ وان محمدا رسول الله صادقا من قلبه: دخل الجنة) أخرجه أحمد.
فصدق العبد في شهادته لله تعالى بالتوحيد: ان ينزهه في أقواله وأفعاله من الشرك والتنديد.
وصدق العبد في شهادته لنبيه صلى الله عليه وسلم بالارسال: ان ينزه شرعه عن البدعة في الأقوال والأفعال.
فجميع فرائض الاسلام الخمس: مبناها على صحة صدق النفس، فعن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه قال: (جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاذا هو يسأل عن الاسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة. فقال الرجل: هل علي غيرهن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا؛ الا ان تطوع، وصيام شهر رمضان. فقال الرجل: هل علي غيره؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا؛ الا ان تطوع، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الزكاة. فقال الرجل: هل علي غيرها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا؛ الا ان تطوع. فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا انقص منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح ان صدق).
فالنية الصادقة لها أثر في قبول العبادة، كما ان لها أثرا في بلوغ أجر الشهادة، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل الله القتل في سبيله صادقا من قلبه: أعطاه الله أجر الشهادة) أخرجه الترمذي.
«قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم» (المائدة: 119).
فكما ان الصدق سبيل الى ادراك سعادة الحياة الأخروية، فهو طريق الى ظفر الانسان بسعادة الحياة الدنيوية، فالصدق سبب في صلاح العيال، كما انه سبب في بركة الأموال.
فصدق الآباء مع أبنائهم في الوعد الحق: يغرس في نفوسهم شجرة الصدق، فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنهما انه قال: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وانا صبي، فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبدالله؛ تعال أعطك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أردت ان تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما انك لو لم تفعلي: كتبت عليك كذبة) أخرجه أحمد وأبوداود.
فكم من والد أسهم في اجتثاث شجرة الصدق من صدور أولاده، فانتكست فطرة الصدق في نفس الولد وصارت سببا في فساده.
فالحرص الحرص على ملازمة الصدق في البيع والشراء في الأسواق، فان الصدق من أسباب العطاء والبسط والسعة والبركة في الأرزاق، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فان صدقا وبينا: بورك لهما في بيعهما، وان كذبا وكتما: محقت بركة بيعهما) أخرجه مسلم.
فالصادق الأمين مبارك له في بيعه وشرائه، والكاذب نزعت بركة بيعه بكذبه وادعائه.
ومن انفق بالحلف الكاذب سلعته: فقد غضب الله تعالى عليه ومقته، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. فقال أبوذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) أخرجه مسلم.
فالمؤمن ينأى بنفسه بعد سماع النص والدليل، ان يتبدل الكذب بالصدق فبئس الصنيع والتبديل، وان يكون ممن اختلق الكذب في ما يسمى بكذبة ابريل، فعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له) أخرجه أحمد وأبوداود والترمذي.
فمن يرضى ان يدعو عليه النبي الكريم؛ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؛ بالويل وهو واد من أودية الجحيم؟
قالت عائشة رضي الله عنها: (ما كان خلق أبغض الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم الكذبة، فلا يزال في نفسه حتى يعلم انه قد أحدث منها توبة) أخرجه أحمد والترمذي.
جعلني الله واياكم من عباده الصادقين، وعافانا من الكذب في الحديث واليمين.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة
([email protected])
أو فاكس رقم: (24815921)
الصدق سبيل السعادة في الدنيا والآخرة
إن الصدق من صفات رب العالمين، ومن خصال من بعثهم من الأنبياء والمرسلين، كما جاء في محكم الكتاب المبين: «ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ومازادهم إلا إيمانا وتسليما» (الأحزاب: 22).
فالصدق شعار الأبرار، والكذب دثار الفجار، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنة، وان الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا، وان الكذب يهدي الى الفجور، وان الفجور يهدي الى النار، وان الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا) أخرجه البخاري ومسلم.
فالصدق والبر يحشران المتقين الى الرحمن وفدا، والكذب والفجور يسوقان المجرمين الى جهنم وردا، فعن أوسط بن اسماعيل رحمه الله تعالى قال: (خطبنا أبوبكر رضي الله عنه فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول، وبكى أبوبكر فقال: سلوا الله العافية، فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية، عليكم بالصدق، فانه مع البر، وهما في الجنة، واياكم والكذب، فانه مع الفجور، وهما في النار، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، وكونوا اخوانا كما أمركم الله تعالى) أخرجه أحمد.
وكيف لا يهدي الصدق الى الجنة وهو سبب طمأنينة قلوب المؤمنين؟ وكيف لا يهدي الكذب الى النار وهو سبب ريبة أفئدة المرتابين؟ فعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك الى ما لا يريبك، فان الصدق طمأنينة، وان الكذب ريبة) أخرجه الترمذي.
فالصدق لا يجتمع مع الكذب ولا يتصور قيامهما في آن، كما لا تجتمع الخيانة مع الأمانة ولا الكفر مع الايمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجتمع الايمان والكفر في قلب امرئ، ولا يجتمع الصدق والكذب جميعا، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا) أخرجه أحمد.
وذلك ان تأسيس بنيان دين الاسلام؛ انما هو على ما أودع من الصدق في قلوب الانام، فلا حظ للعبد في نطق الشهادتين، الا ان قالهما صادقا بلا كذب ولا مين، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يشهد ان لا اله الا الله؛ وان محمدا رسول الله صادقا من قلبه: دخل الجنة) أخرجه أحمد.
فصدق العبد في شهادته لله تعالى بالتوحيد: ان ينزهه في أقواله وأفعاله من الشرك والتنديد.
وصدق العبد في شهادته لنبيه صلى الله عليه وسلم بالارسال: ان ينزه شرعه عن البدعة في الأقوال والأفعال.
فجميع فرائض الاسلام الخمس: مبناها على صحة صدق النفس، فعن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه قال: (جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاذا هو يسأل عن الاسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة. فقال الرجل: هل علي غيرهن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا؛ الا ان تطوع، وصيام شهر رمضان. فقال الرجل: هل علي غيره؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا؛ الا ان تطوع، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الزكاة. فقال الرجل: هل علي غيرها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا؛ الا ان تطوع. فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا انقص منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح ان صدق).
فالنية الصادقة لها أثر في قبول العبادة، كما ان لها أثرا في بلوغ أجر الشهادة، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل الله القتل في سبيله صادقا من قلبه: أعطاه الله أجر الشهادة) أخرجه الترمذي.
«قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم» (المائدة: 119).
فكما ان الصدق سبيل الى ادراك سعادة الحياة الأخروية، فهو طريق الى ظفر الانسان بسعادة الحياة الدنيوية، فالصدق سبب في صلاح العيال، كما انه سبب في بركة الأموال.
فصدق الآباء مع أبنائهم في الوعد الحق: يغرس في نفوسهم شجرة الصدق، فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنهما انه قال: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وانا صبي، فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبدالله؛ تعال أعطك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أردت ان تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما انك لو لم تفعلي: كتبت عليك كذبة) أخرجه أحمد وأبوداود.
فكم من والد أسهم في اجتثاث شجرة الصدق من صدور أولاده، فانتكست فطرة الصدق في نفس الولد وصارت سببا في فساده.
فالحرص الحرص على ملازمة الصدق في البيع والشراء في الأسواق، فان الصدق من أسباب العطاء والبسط والسعة والبركة في الأرزاق، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فان صدقا وبينا: بورك لهما في بيعهما، وان كذبا وكتما: محقت بركة بيعهما) أخرجه مسلم.
فالصادق الأمين مبارك له في بيعه وشرائه، والكاذب نزعت بركة بيعه بكذبه وادعائه.
ومن انفق بالحلف الكاذب سلعته: فقد غضب الله تعالى عليه ومقته، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. فقال أبوذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) أخرجه مسلم.
فالمؤمن ينأى بنفسه بعد سماع النص والدليل، ان يتبدل الكذب بالصدق فبئس الصنيع والتبديل، وان يكون ممن اختلق الكذب في ما يسمى بكذبة ابريل، فعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له) أخرجه أحمد وأبوداود والترمذي.
فمن يرضى ان يدعو عليه النبي الكريم؛ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؛ بالويل وهو واد من أودية الجحيم؟
قالت عائشة رضي الله عنها: (ما كان خلق أبغض الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم الكذبة، فلا يزال في نفسه حتى يعلم انه قد أحدث منها توبة) أخرجه أحمد والترمذي.
جعلني الله واياكم من عباده الصادقين، وعافانا من الكذب في الحديث واليمين.