درس عن الاستغلال الجنسي على خلفية اغتصاب جماعي لطفلة عمرها 12 عاماً

رئيس «الكنيست»: الجريمة في إسرائيل تعتبر نمط حياة

تصغير
تكبير
• زوجة الحاخام: صحيح زوجي يلقى تبجيلاً وتقديراً لدى الأوساط اليهودية ولكنه اعتاد اغتصاب الصبية في حجرة نومي

• رذيلة وخيانة واغتصاب أطفال ومخدرات داخل أحياء اليهود المتشددين

• المحقق لوين: لديّ تسجيلات تساوي ملايين الدولارات ورصاصة في رأسي إذا انكشف أمرها
الجريمة في إسرائيل تعتبر نمط حياة حيث تعالت صرخة رئيس الكنيست رونين ريفلين، معلناً ان الجريمة باتت تشكل تهديداً استراتيجياً بعدما أصبح المجتمع الإسرائيلي مجتمعاً متوحشاً، على حد قوله، و اشار موجهاً حديثه الى نواب البرلمان: «هل تعلمون ان الناس في اسرائيل يدفعون المال ليحصلوا على الحماية، فقد أصبح ذلك موضة وأسلوب حياة عند اليهود».

في ظل تفاقم وارتفاع نسبة الجريمة والاغتصاب في إسرائيل خصوصا في أوساط المتدينين منهم اجتمع أعضاء الكنيست في الجمعة لمشاهدة فيلم إسرائيلي عن التحرش والاغتصاب ضمن نشاط تربوي وبرلماني مهم، حسب ما قال الناطق بلسان الكنيست ومجلس مكتبها الإعلامي.


وكان دعا لحضور هذه الجلسات التي كانت موضع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي عضوا الكنيست ميراف مخائيلي ودافيد تسور على خلفية حادثة اغتصاب جماعي لطفلة عمرها (12 عاما) أثارت ضجة كبيرة في إسرائيل، إلى مشاهدة فيلم «ست مرات» الذي يحكي قصة فتاة تستخدم جسدها من أجل التقدم في المكانة الاجتماعية وعن مجموعة من الشبان العنيفين الذين يستغلونها كأنها سلعة.

واعترفت عضو الكنيست ميخائيلي التي بادرت إلى فكرة عرض الفيلم بأن بعض مشاهده كانت صعبة للمشاهدة. قالت: «تبرز أهمية فيلم (ست مرات) لأنه يعرض كيف تبدو موافقة فتاة عمرها (15 عاما). على كل فرد أن يشاهد الفيلم كي يستوعب كيف يتم الاستغلال الجنسي لكن من الأهم أن يشاهده من يسن القوانين التي ستدين من يقوم بذلك وأن يروا بأم أعينهم ما تبعيات كلمة (موافقة) المثيرة للجدل».

يتكون الفيلم من ستة أجزاء، يعرض كل جزء الانجذاب الجنسي بين غيلي وبين أحد الشبان. لم يتحمل عضوا الكنيست عيساوي فريج وعفو إغبارية مشاهدة المشاهد الجنسية الفاضحة التي لم يعرض مثلها في أروقة الكنيست من قبل وغادرا القاعة. فسر عضو الكنيست فريج خروجه قائلا: «أفهم رسالة الفيلم لكني أعتقد أنه يحتوي على الكثير من المشاهد الفاضحة أصبحت المحور المركزي في الفيلم».

وتوجه عضو الكنيست عن حزب «هتنوعا» ورئيس لجنة مكافحة تجارة النساء والدعارة دافيد تسور الى منتجي الفيلم وطلب منهم المبادرة الى التعاون مع الجهاز التربوي. تطالب شخصيات تربوية بالمقابل من مخرج وكاتبة الفيلم عرض الفيلم على تلاميذهم.

وقالت إحدى القائمين على الفيلم: «هذا ليس فيلم تربوي قد يراه طالب في الصف العاشر فيفهم أن الاغتصاب ممنوع. التربية بشكل عام والتربية الجنسية بشكل خاص يجب أن تبدآ من فترة الحضانة. ليس بإمكان الفيلم أن يكون أداة علاجية مستقلة لكنه دون شك ملائم للعرض كجزء من برنامج ونقاش». قال مخرج الفيلم يوناتان غروفينكل بالمقابل أنه تعرض لردود فعل من شخصيات تربوية ادعت أنها تعارض عرض الفيلم لجيل الشباب لأنه قد يقدم لهم أفكارا.

تزامن عرض الفليم مع تقرير موسع عن حجم الجرائم الجنسية والدعارة في الوسط اليهودي المتدين في إسرائيل وفي التجمعات اليهويدة في العالم وخاصة في تل أبيب و(بني براك) و(تل باروخ) وفي احياء القدس الغربية – (الغربية) فجاء في مقدم التقرير انه في تمام الساعة الثانية و22 دقيقة بعد منتصف الليل، غادر حاييم ورفقة (أسماء حركية) إحدى الوحدات السكنية السريّة بضاحية «مانوسي» في ولاية نيويورك الأميركية، وتشير المعطيات الموثقة إلى أنهما ينتميان لأكبر وأشهر المدارس اليهودية المتشددة في الولايات المتحدة، ويعرف الجميع عنهما أنهما مثال للالتزام الديني، الذي يصل لدرجة التطرف، لكن الحقيقة أثبتت غير ذلك، إذ يقيم حاييم «المتزوج» علاقة عاطفية غير شرعية مع رفقة منذ أشهر عدة، ولم يكتشفا أن تحركاتهما مرصودة منذ فترة من قبل عدد ليس بالقليل من اليهود المتشددين، المكلفين بتلك المهمة بالتعاون مع اكبر المُخبرين اليهود في الولايات المتحدة المعروف بـ «جو لوين».

وبحسب تقرير مطول نشرته موقع «والاّ» العبري، يؤكد لوين، انه كان تلقى شكوى من زوجة حاييم، أكدت فيها شكوكها بسلوك زوجها، وأنها تشعر بخيانته لها منذ فترة ليست بالقليلة، لكنها لا تستطيع إثبات ذلك، فقرر المُخبر الأميركي اليهودي تقفي أثر حاييم، للوقوف على صحة شكوك زوجته من عدمه، ويضيف: «من خلال عمليات التعقُب، اكتشفنا أن حاييم يقيم علاقة عاطفية غير قانونية مع صديقته رفقة، التي تنتمي لنفس طائفته الدينية اليهودية».

ويؤكد المُخبر اليهودي لوين، انه في عشية اليوم ذاته، راقب خطوات رفقة وحاييم، ولاحظ أنهما أوقفا سيارتيهما بجوار أحد العقارات في تمام الساعة الثامنة و22 دقيقة مساءً، وصعدا معا إلى إحدى الوحدات السكنية بالعقار، وكان في انتظارهما بالخارج المُخبر جو ليون ومساعده «زيلي سوروتسكين»، اللذان سأما من الانتظار لساعات طويلة أمام العقار، إلا انه في تمام الساعة الثانية و22 دقيقة بعد منتصف الليل، رصدا خروج حاييم ورفقة من العقار، وبعد استقلالها سيارتها قامت بتنسيق ملابسها، ووضعت بعض المساحيق على وجهها، ثم انطلقت بسيارتها، وأعقبها الزوج اليهودي الخائن حاييم. والمح ليون إلى أن الصور التي بحوزته تعطي زوجة حاييم الحق في الطلاق.

وفي حديثه لموقع «والاّ»، أكد لوين أن قائمة الجرائم التي يرتكبها اليهود المتشددين «الحريديم» في الولايات المتحدة، وفي إسرائيل تفوق أي وصف وكل خيال، مشيراً إلى أن القائمة تبدأ بغسيل الأموال، الخيانة الزوجية، اغتصاب الأطفال، وصولاً إلى تجارة المخدرات وتعاطيها، رغم ذلك يقول: «أكثر الوقائع التي سجّلتها بالصوت والصورة لجرائم اليهود المتشددين دينياً في الولايات المتحدة، كانت الخيانة الزوجية، والجرائم الجنسية، إذ ان تلك الجرائم هي الأكثر انتشاراً بين أوساط اليهود المتشددين، وسمعت خلال السنوات القليلة الماضية عن جرائم من هذا النوع تقشعر لها الأبدان، ما يشي بأن تباهي اليهود بأنهم الأكثر التزاماً دون غيرهم من سائر الأمم، بات قاعدة تستحق إعادة النظر».

منذ ما يربو على 15 عاماً، أصبح جو لوين صاحب أول مكتب للتحقيق وتعقب أثر الجريمة في حياة اليهود المتشددين (الارثوذوكس) على مستوى العالم، إذ يعكف ومساعدوه على البحث وجمع المعلومات عن أي ظاهرة داخل الأوساط اليهودية المتشددة، لكنه بحسب مجلة «والاّ» العبرية، لا يمارس هذا النشاط كثيراً في إسرائيل، وإنما يقتصر معظم عمله في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم.

ويستعين لوين بعدد ليس بالقليل من المعاونين، الذين يخلع عليهم لقب «العيون»، فينطلق هؤلاء اليوم تلو الآخر ويطوفون الأحياء اليهودية من دون الكشف عن هويتهم، ويتبادلون أحاديث النميمة مع قرنائهم من اليهود، ولا يعودون لمكتب جو لوين، إلا بحصيلة من المعلومات التي تقود للكشف عن فريسة جديدة من المتظاهرين بالتدين، وحقيقتهم مغايرة لذلك تماماً.

ولا يقتصر نشاط عملاء وربما جواسيس مكتب لوين على الولايات المتحدة فقط، وإنما يطوفون العالم لجمع معلومات وسلوكيات عن مجتمعات اليهود المتشددين، وذلك في مقابل مادي يزيد على مئة دولار في الساعة الواحدة لكل مُخبر. فيتعقب العميل خطوات يهودي متشدد تدور حوله شبهة الخيانة الزوجية، وسرعان ما تقوده خطواته إلى ملهى ليلي أو بيت للدعارة.كما يتتبع المُخبر السري خطوات شاب يدرس في إحدى المدارس اليهودية الأرثوذكسية، بينما يتاجر إلى جانب ذلك في المخدرات أو يتعاطاها.ولا يسلم الأحبار والحاخامات مُطلقي اللُحى الكثّة من عمليات المراقبة، حينما يتم اكتشاف ارتياد هؤلاء للملاهي الليلية، أو اصطياد فريسة لقضاء ليلة ساخنة في أحضانها.

وفي هذا السياق يؤكد لوين انه لا يختار مساعديه من وحدات عسكرية في الجيش الإسرائيلي ولا حتى الأميركي، لكنه يتحدر في أصوله التعليمية من مدارس للمتشددين اليهود، لذلك يمكنه وعملائه الوصول إلى أماكن لا يستطيع الوصول إليها غيرهم.

ويطلق لوين على مكتب التحقيقات والتحرّي الذي يقوم عليه اسم «تي. أو. تي»، وهو اختصار يعني بلهجة «اليديش»، وهي خليط من اللغتين الألمانية والعبرية «السر على الطاولة»، أو بعبارة أخرى بحسب لوين: «إن المكتب معني بإقامة الدليل على الجريمة لكل من يبحث عنه في الأوساط اليهودية المتشددة».

وفي هذه الأثناء يمتلك المُحقق اليهودي الأميركي لوين مادة لأخطر ظاهرة في شوارع المجتمعات اليهودية المتشددة دينياً، وهي عبارة عن تسجيل صوتي لإحدى زوجات الحاخامات اليهود المتشددين في الولايات المتحدة، وتعترف فيه بأن زوجها الذي يلقى تبجيلاً وتقديراً لدى الأوساط اليهودية، اعتاد على اغتصاب الصبية صغار السن في حجرة نومهما الخاصة.

ويرى لوين ان التسجيل الصوتي الذي بين يديه يساوي ملايين الدولارات، إذا عرضه للبيع على إحدى الطوائف اليهودية، المنافسة لطائفة الحاخام الذي يعتدي على الأطفال جنسياً، وأضاف مازحاً: «إن التسجيل الصوتي عينه يساوي أيضاً رصاصة في رأسي ورأس زوجة الحاخام إذا انكشف أمره».

ويقول المحقق اليهودي لوين، انه لا يرغب في تشويه سمعة الأوساط اليهودية المتشددة، لكنه في الوقت عينه لا يريد السماح بتفشي الجريمة حال السكوت عنها، وأضاف: «قلبي يتمزق على الأطفال الذين يغتصبهم الحاخام المنحرف، وإزاء ذلك لا بد من البحث عن آلية لكشف أمره، أو تهديده على الأقل للتراجع عن فعلته الشائنة.

إلى ذلك يقدم مكتب المُخبر لوين خدمة خاصة ينفرد بها، وهي إجراء تحريات تفصيلية وبالغة التعقيد عن الشاب أو الفتاة اليهودية المقبلين على الزواج، وعن ذلك يقول لوين: «فترة الخطوبة التي يلتمس فيها الشاب اليهودي الزواج، تتميز بالضبابية، ومن الضروري تأكد كل طرف من سلوكيات وأخلاقيات الآخر، وكثيراً من يتوافد علينا الشباب من الجنسين، رغبة في تقصي سلوكيات زوج أو زوجة المستقبل، ويتم ذلك في سرية تامة من دون أن يكتشف أي من الشاب والفتاة عمليات التحري التي نقوم بها».

وعن الوضع في تل ابيب فحدث ولا حرج فجرائم الاغتصاب بلغت ذروتها وكذلك حرب العصابات بين المتاجرين بالنساء وعصابات المافيا الروسية والمغربية والغربية وغيرها فقد تفاجأ المتنزهون في حديقة بيت يام وسط إسرائيل الخميس الماضي بمجهولين على دراجة نارية يطلقون النار صوب رجل ويردوه قتيلا، ليتضح بعدها أن القتيل هو آفي دافيد ويبلغ من العمر 30 عاما من سكان يتاح تكفا وهو شخص معروف لدى شرطة الاحتلال بسوابقه الإجرامية.

وقبل ذلك بساعات معدودة تفاجأ سكان كريات غات قرب تل أبيب بانفجار عبوة تحت سيارة 'غادي لكيش' البالغ (50 عاما) وهو رجل أعمال محلي خلال سفره على الشارع الرئيس في المدينة، ونقلت طواقم الاسعاف الرجل بحالة متوسطة إلى مستشفى سيرركا في بئر السبع، المعطيات الأولية للشرطة أشارت إلى أن الحادث جاء على خلفية جنائية.

وسبق هذا الحادث بخمسة أيام حادث إطلاق نار تجاه «شاي دعبول» البالغ من العمر (35 عاما) وسط تل أبيب عندما كان يخرج من محل لبيع الملابس وكان في الطريق إلى سيارته، ليلقى حتفه على الفور، ودعبول أيضا شخص معروف للشرطة الاسرائيلية.

وقد اتضح للشرطة الاسرائيلية أمس أن السلاح الذي اغتال دعبول هو نفسه الذي نفذ سلسلة الاغتيالات وسط إسرائيل.كما أشارت تحقيقات الشرطة إلى أن هناك علاقة بين اغتيال دعبول ودافيد لأن الاثنين أصدقاء، وقبل خمسة أيام وصل دافيد إلى جنازة دعبول وبكى عند رؤيته للجثة.

وكان عالم الجريمة المنظمة في إسرائيل موضوع برقية أرسلها السفير الأميركي في «إسرائيل» في أيار 2009 لوزارة الخارجية الأميركية، والشرطة الفيديرالية الأميركية، وكشفت عنها وثائق ويكيلكس، علما أن أهم ما جاء في البرقية كان: «الجريمة المنظمة في إسرائيل لها جذور عميقة، لكنها في السنوات الأخيرة شهدت تصاعدً كبيراً في حجمها».

وتابع السفير الأميركي القول في برقيته: «على الرغم من أن الشرطة الإسرائيلية والجهاز القضائي الإسرائيلي قاموا بحملة واسعة ضد الجريمة المنظمة إلا أن هذه المشكلة أبعد ما تكون عن الحل في المرحلة الحالية».

وأبدت برقية السفير الأميركي تخوفا من تأثير تعاظم الجريمة المنظمة في «إسرائيل» على مستوى الجريمة في الولايات المتحدة الأميركية كون معظم جنود عائلات الإجرام لديهم جوازات سفر أوروبية، ولا يحتاجون لتأشيرة دخول للولايات المتحدة الأميركية، ما يصعب الحد من دخولهم للولايات المتحدة الأميركية، واستذكر في هذا المجال قضية «آدم أبطبول» ابن أحد كبار عالم الجريمة المنظمة في «إسرائيل» والمدعو «تشارلي أبطبول»، حيث سافر «آدم أبطبول» للولايات المتحدة الأميركية في حزيران 2008 من أجل تنفيذ عملية قتل على خلفية تصفية حسابات، لكنه اضطر للعودة قبل الموعد للمشاركة في جنازة والده.

وتحدثت برقية السفارة الأميركية عن خمس إلى ست عائلات يسيطرون على عالم الجريمة المنظمة في «إسرائيل»، وهي عائلات أبرجيل، وألبيرون، وأبطبول، وهاراري وعائلة روزنشتيان، وهذه هي العائلات الأكثر شهرة ومعرفة بعالم الجريمة المنظمة.

وحسب تقارير تتحدث عن الجريمة المنظمة تستفحل في إسرائيل و تستفحل حاليا ظاهرة «الجريمة المنظمة» في إسرائيل، إلى درجة تحولت معها إلى مصدر قلق للشرطة والإسرائيليين المذعورين على حد سواء.خاصة وأنّ نسبة كبيرة من ضحايا الجريمة في إسرائيل هم من «الأبرياء» وممن لا علاقة لهم بتنظيمات الجريمة.

ولا يمّر يوم في إسرائيل إلا واحتلت عناوين الجريمة المنظمة أو غير المنظمة مساحات كبيرة من الصحف الإسرائيلية قاطبة، ولا تقتصر الجريمة على التنظيمات الكبيرة فقط إنما تتفشى بين أوساط الشباب الإسرائيليين وتتنوع مثل حوادث القتل والطعن في النوادي الليلية والاعتداءات الجنسية المتكررة في المدارس وبين الفتيان.

وإلى جانب الجريمة المنظمة، تتفشى بين صفوف الشبيبة الإسرائيلية أحداث القتل والعنف في النوادي الليلية. وسجلت إسرائيل أخيرا عدداً من جرائم القتل في النوادي وتبين من معطيات الشرطة الاسرائيلية أخيرا أن هناك تسعة آلاف حادث عنيف بين الشبان الإسرائيليين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي