أكاديميون أكدوا لـ«الراي» أن غياب الاهتمام البرلماني والحكومي عن قضاياهم دفعهم إلى العنف

جرائم الشباب... إهمال وإحباط وتراخٍ أمني!

تصغير
تكبير
• محمد طالب: وضع العنف في المجتمع أكبر مما يعلن عنه... فما يصل إلى الجهات الأمنية لا يتعدى ثلث ما يحدث

• لدينا ثقافة في تربية الأبناء تقوم على مبدأ «خذ حقك بيدك» فيخرج الولد من البيت متسلحا بالعدوانية

• عويد المشعان: العصبية الزائدة والاندفاع مع عدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية تصنع من الشاب مجرماً

• لنعمل على احتضان الشباب وأخص المؤسسة البرلمانية التي يجب أن تتناغم تشريعاتها مع طموحاتهم

• خضرالبارون: في البيت يرى العنف الأسري وعلى الشاشات يرى مظاهر القتل والتدمير ... فماذا نتوقع منه عندما يخرج للشارع؟

• وسائل الإعلام وأفلامها تغذي نزعة العنف في نفوس الشباب.. والقدوات تعطي الجانب السلبي في المجتمع

• خديجة بهبهاني: العنف صار سلوكاً شبابياً من الجنسين مترافقا مع عادات سلبية من تدخين ومعاقرة الكحول وكله يحدث آثاراً نفسية مدمرة

• يجب إعداد برامج تربوية خاصة بالشباب ومشاكلهم لتوجيه الآباء بضرورة الانتباه لعنف أبنائهم
غابت فترة، ثم عادت وبشكل لافت للنظر، بل إنها سجلت مظاهر أكثر قسوة من ذي قبل.

إنها ظاهرة العنف بين الشباب، التي دقت جرس الإنذار بعدما وصلت إلى حد القتل، من مجمع الأفنيوز إلى المارينا، فسارعت الجهات الأمنية لمواجهة تصاعد وتيرتها بخطة أمنية تردع المستهترين، ولكن يبقى الجانب الأكثر أهمية في القضية هو الإجابة عن سؤال لماذا وصل حد العنف بين الشباب إلى درجة ارتكاب جرائم القتل؟ وما الذي دفع الشباب للعنف أيضا؟


«الراي» طرحت هذين التساؤلين وغيرهما من الهواجس المحيطة بالقضية على الشباب على عدد من الأكاديميين المتخصصين في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، فأكدوا أن أساليب العنف في الكويت باتت معضلة تؤرق كل من يعيش على هذه الارض لاسيما مع تزايد معدلات الجريمة وحالات الوفاة نتيجة مشاجرات لحظية أو بسبب «خزة» أو مشاكل اسرية من خلال سوء تربية أبنائها اضافة الي غياب التوعوية الكاملة

وأكد الاكاديميون أن إهمال الشباب وعدم تحقيق طموحاتهم تسبب لهم في احباطات مستمرة وتكون النتيجة في النهاية جرائم عديدة كالقتل والمخدرات والسرقة.

فقد رأى استاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عويد المشعان أن تجاهل مجلس الامة لتطلعات وطموح الشباب أحد الاسباب التي جعلتهم يندفعون الى الجريمة.

بينما أكد استاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون أن انشغال المسؤولين في الدولة عن دعم الجوانب الايجابية والتربوية والأخلاقية في نفوس الابناء تساهم في زيادة حالات الضياع هذه التي يعاني منها الكثير من الابناء.

أما استاذ كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور محمد طالب فرأى أن انتشار ظاهرة القتل والعنف بسبب ثقافة الابناء التي تلقوها من التربية فقد يكبر الأبن في بيئة او بيت حيث يعلمه الاب او المربي ان القتال و العراك هو الحل للتعامل مع مشكلات الحياة

وقالت استاذة كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتورة بهيجة بهبهاني ان نتائج الدراسات تشير إلى أن معظم مرتكبى جرائم العنف هم من الشباب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 24 سنة وهذا الأمر في غاية الخطورة، وفيما يلي التفاصيل.

عوامل متعددة

بداية قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.عويد المشعان ان هذا الموضوع المهم بحاجة الى وقفة جادة لاسيما وانه في الآونة الأخيرة بدأت الجرائم تزداد بشكل مخيف خاصة بين فئة الشباب والمخيف ان الجرائم التي انتشرت كجرائم القتل في المجمعات التجارية وغيرها، تخالف الدين والقانون والاسرة، مشيراً إلى أن من أمن العقوبة أساء الأدب والقانون لا يُحترم في الكويت بالقدر الكافي.

وأوضح المشعان أن عوامل الجريمة متعددة منها الاقتصادية والنفسية ومنها الاجتماعية وعقادية وإن اجتمعت هذه الأمور ستشكل سلوكا عدوانيا، وبالتالي تزيد من معدلات الجريمة، والملفت الى النظر أن الجرائم التي يقوم بها الشباب في مقتبل العمر وهذا امر محزن جدا لاسيما وان أمامه مستقبلا لذلك اصبح الشباب بحاجة الى الضبط الانفعالي والتوعوية حتى لا يقدم على جرائم القتل وغيرها، مؤكدا ان شباب الكويت لديه العصبية الزائدة ومندفعا جدا بمعنى أصبحت جريمة القتل تبدأ بسبب «خزني وخزك» وهذه الامور يفترض ألا تثير الانسان للاندفاع الى عمل جريمة، ومنها ينهي حياة إنسان ويحطم مستقبله بسبب شيء لا يمكن ذكره امام المجتمع وهو «ليش خزني».

وقال المشعان ان الجانب النفسي مهم جدا، لاسيما وأن كثيرا من الشباب يعانون من الاحباطات والظلم والقهر، وأقصد بذلك أننا نلاحظ كثيرا منهم لا يمتلكون وظيفة تلبي احتياجاتهم العائلية والمستقبلية، خاصة فئة كبيرة من شباب البدون ممن يعيلون أسرا كبيرة ولا يستطيعون الصرف عليها وهذا خطأ ترتكبه الحكومة أمام هذه الفئة فهؤلاء يجب أن ينالوا حقوقهم الانسانية فورا وتوفير وظائف مناسبة لهم، متسائلا كيف يتم استقطاب عمالة وافدة من الخارج ونؤمنهم في العمل على أمور كثيرة، ونتجاهل ابناء البدون الذين ولاؤهم للكويت أكثر من أي دولة أخرى.

وقال المشعان علينا كمجتمع ومؤسسات تعليمية التكاتف وعمل حملات توعوية للحد من انتشار ظاهرة العنف والجرائم، يشارك بها اساتذة متخصصون من جميع المؤسسات الحكومية، وذلك للمساهمة في القضاء على الاحباط الذي يسيطر على الشباب الذي يخلق سلوكا عدوانيا، اضافة الى مناقشة الجوانب الاقتصادية التي تنقسم إلى آثار مادية مباشرة وآثار غير مباشرة.

وعتب المشعان على أعضاء مجلس الامة وغيابهم عن دورهم الفعال في تحقيق طموح الشباب ومحاورتهم بشكل دوري فيما يحتاجونه والاستماع الى همومهم وتحقيق تطلعاتهم، مؤكدا ان المجلس والقوانين التشريعية مغيبة عن طموح الشباب، فشباب الكويت لديهم القدرة على العمل والانجاز ولكن بحاجة الى من يحتضنهم، لذلك يجب تخصيص جلسات حوارية في مجلس الامة أو غيره من المؤسسات الحكومية يشارك بها عدد من المسؤولين للاستماع الى اقتراحاتهم وترجمتها على ارض الواقع ومن خلال الحوار نقضي على الكثير من السلبيات التي يعاني منها الشباب.

وأكد إن تطبيق القانون بعدالة وسواسية على الجميع له دور كبير في ذلك. فكلما شعر المواطن انه يعيش بعدالة اجتماعية زاد شعوره بالرضا، مشددا على ضرورة وضع برامج متخصصة لعلاج مشكلة بطالة الشباب وفتح الأندية واستثمار مواهبهم حتى يشعر الشاب بالقيمة والأهمية، فضلا عن ضرورة الحرص على تدريس الأخلاق كمقرر في كل المراحل.

التأثير الإقليمي

بدوره قال استاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون إن أساليب القتل أصبحت أكثر شراسة بسبب التأثر بالوضع الاقليمي والعالمي فتعج وسائل الإعلام بكثير من مشاهد القتل والدم والعنف فبات وجبة يومية على مائدة الجميع ولابد من تأثر الشباب بها، مشيرا الى ان العنف اصبح سلوكاً حتى في الحوار والمحادثة، اضافة الى سبب رئيسي وهو العنف في المنزل الذي أصبح متفشيا لدى أسر كثيرة وهذا العنف مع الأسف ينتقل الى الشباب وينعكس في الخارج من خلال زرع المشاجرات وحوادث القتل وغيرها من الجرائم إضافة الى اختيار اصدقاء السوء فهذا له دور كبير جدا في زيادة الجرائم.

وأضاف البارون أن لوسائل الاعلام دورا مهما في أمور التوعية للحد من ظاهرة الجرائم المتفشية التي انتشرت مؤخرا، فمع الاسف نجد بعض الافلام التي تعرض بطل الفيلم ينتقم من قبيلة كاملة وفي النهاية لا نجد عقوبة لذلك هناك كثير من الشباب يتأثرون بهذا الوضع، إضافة الى ذلك ان امتهان كرامة الإنسان في أي مجتمعات يحول الإنسان الى وحش ادمي يقتل بدم بارد من دون أي وازع لدين أو خلق.

وقال ان الاحباطات التي يعيشها الشباب تجعلهم يتوجهون للجرائم ومن أسباب الاحباط الرئيسي عدم ايجاد بيئة عملية سليمة فعندما يشاهد الجميع يتكسب ماليا وهو عاجز عن تحقيق طموحه فيتوجه الى الأمور السلبية، مؤكدا ان الإنسان يبقى متأثرا بظروفه المحيطة وظروفه المعيشية وتأمين حياته الإنسانية وأي تهديد يتعرض له الإنسان خاصة ما يمس الحاجات الرئيسية للحياة بكرامة كفيلة ان تحوله الى وحش بشري لان الظروف المادية لم ترحمه، إضافة الى ان البطالة والفراغ وانعدام الاستقرار المادي وانخفاض الدخل مقارنة بآخرين يتمتعون بدخل مرتفع يثير إحساسهم بالفوقية والغضب فيؤدي الى الجريمة.

وتابع البارون قائلا ان انشغال المسؤولين في الدولة عن دعم الجوانب الايجابية والتربوية والأخلاقية في نفوس الابناء تساهم في زيادة حالات الضياع هذه التي يعاني منها الكثير من الابناء خاصة، كما ان انتشار الواسطة والمحسوبية والرشوة في المؤسسات الحكومية وغيرها من خلال في تقلد المناصب وغيرها وحرمان الكفاءات عوامل تؤدي خلق عداوة لدى الانسان، ومن ثم لا يهمه اذا توجه الى أي عمل اجرامي وذلك للوصول الى طموحه.

وقال البارون أن الشباب يبحثون عمن يقتدون به، ولكن اذا شاهدوا الوزير يخالف او أعضاء مجلس الأمة اصواتهم عالية على بعضهم البعض اضافة الى التلفظ في بعض الالفاظ الغير لائقة نجد الشباب يندفع وراءهم ويقتدون بهم لذلك الانضباط في الاسلوب والحديث أمر ضروري حتى لا نجد سلبيات في الخارج.

ثقافة البيت

بدوره، قال استاذ كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور محمد طالب ان ازدياد معدلات جرائم القتل اصبح مخيفا جدا لذلك بات من الضروري وضع إستراتيجية عند الحديث عن ظاهرة العنف في الكويت، ومن يتابع الأرقام والإحصاءات يجد أنها تعطي مؤشرا على معدلات العنف في الكويت، ولكن هذه المؤشرات لا تكفي وحدها، إذا ما علمنا أن نسبة ما يصل إلى المؤسسات الأمنية من الجرائم لا تتعدى الثلث، وكثير من الحالات تمتنع عن الإبلاغ عن الجريمة، لأسباب عديدة، وكذلك الأمر في المدارس التي نجد فيها الكثير من الحالات التي لا تدون، لأسباب وذرائع كثيرة.

وأضاف طالب هناك أسباب مختلفة لجعل الشخص يتصرف بعدوانية تجاه غيره من البشر فقد يتصرف الشخص بسبب ثقافته التي تلقاها من مربيه أو الطريقة التي ترعرع فيها في مجتمعه ? على فطرته فقط. فقد كبر الابن في بيئة او بيت يعلمه الاب او المربي ان القتال والعراك هو الحل للتعامل مع مشكلات الحياة او تسود ثقافة اخذ حقك بيدك وكأننا في الغابة فهنا يتعلم الطفل على التعامل مع مشكلاته بطريقة عدوانية.

وقال طالب ان الحل من هذه المشكلة يجب السعي الحثيث لابتكار اساليب لغرس القيم والأخلاق الفاضلة فعلى سبيل المثال نقوم بتحفيظ ابنائنا حديث الرسول صلى عليه وسلم «حب لأخيك ما تحب لنفسك» ولكن هل تمكنا من غرسها في قلبه. هل قمنا بتعليمه كيف نستطيع تحقيق ذلك وقس على ذلك لكثير من القيم فقد آن الاوان للابتعاد عن اسلوب الخطب العصماء واستبدالها بأسلوب يتلمسه الطفل ويقوم بفعله على ارض الواقع.

وأضاف أن الحلول العملية لوقف جرائم القتل تتطلب ضرورة إنشاء مركز علمي امني متخصص يضم مجموعة متخصصة في مجالات الأمن والاجتماع والعلوم النفسية والجنائية لعمل الدراسات البحثية في مجال الجريمة والانحراف لتقليل حجم الجريمة وأسبابها والخروج بتوصيات واقعية للتصدي للمشكلة.

وشدد على ضرورة الاهتمام بالأسرة إذا أردنا القضاء على ظاهرة العنف في الكويت، وبحث إمكانية أن تكون الأسرة قدوة حسنة للأشخاص، من خلال البدء بالتخلص من العنف اللفظي والرمزي مع الفرد أي كان جنسيته، مطالبا بضرورة الاهتمام بالتربية الوقائية، مؤكدا أنها تعد أقوى أنواع التربية، كما أكد الأولون بأن الوقاية خير من العلاج، مضيفا عندما نشاهد مفردات ومفاهيم خاطئة لدى الأطفال، يجب علينا العمل على تغييرها، وترسيخ القيم الصحيحة لديهم، والعلاج مهم.

سلوك شبابي

بدورها قالت استاذة كلية التربية الاساسية د.بهيجة بهبهاني اصبح العنف مع الآخرين جزءاً من سلوك الشباب (ذكورا و اناثا) فى المدرسة والشارع والأسواق وفى العمل ويعرف العنف بانه فعل مبالغ فيه من السلوك العدائى يؤدي الي إصدار مؤثرات مدمرة تتسبب في أذى نفسي أو جسدي أو مادي فى الفرد الاخر، ويرتبط العنف بعدم مقدرة الشاب على إخفاء مشاعر الغضب أو التحكم فيها بدلاً من ممارسة العنف فى مواجهتها.ويمكن تقسيم العنف من الناحية الظاهرية إلى عدة أشكال أكثرها وضوحا «العنف الجسدى» و«العنف اللفظى» و«العنف الرمزي» والذى يقوم فيه بسلوك يرمز إلى السخرية من الفرد الاخر، و«العنف المادي» الذي يتضمن تخريب ممتلكات الآخرين أو سرقتها. وتشير نتائج الدراسات إلى أن معظم مرتكبي جرائم العنف هم من الشباب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 24 سنة.

وأضافت ان انتشار سلوكيات لدى الشباب الكويتي مثل التدخين وتعاطي الكحوليات وتناول المخدرات هي من مسببات العنف لديهم وكذلك فان العوامل الأسرية مثل: التربية المسيطرة للاطفال، والتعرض للعنف والخلافات الأسرية، وعدم متابعة مشاكل الطفل وعلاقاته مع اصحابه. وتدل الإحصائيات إلى ان ارتفاع معدل الإساءة للطفل بدنيا ونفسيا خاصة من قبل ابويه، يمثل عاملا جوهرياً فى التأثير النفسي السيئ على نفسية الطفل وقيامه بسلوكيات عنيفة و منها القتل عندما يكبر. ويجب على الجهات المعنية اجراء دراسات بحثية عن حالات العنف المتكررة في المدارس والتي انتشرت مؤخرا بين الطلبة، حيث يحمل بعض الطلبة الأسلحة البيضاء خلال تواجدهم في المدرسة، كوسيلة للتفاخر أو للحماية من الاعتداءات التي قد يتعرضون لها من بعض الطلبة.

وتابعت بهبهاني: بسبب وسائل الاعلام يزايد العنف في مدارس التعليم الحكومي، مما يستلزم ضرورة توعية مديري ومعلمي المدارس حول كيفية الحد من مشاعر العنف في نفوس الناشئة، مؤكدة أن الشباب في المجتمع الكويتي يتابع باهتمام التحديثات والاحداث في المجتمعات العالمية، ويتأثر بها، ولم تعد عقول الشباب الكويتي تحت سيطرة الاعراف والتقاليد المجتمعية ولهذا يجب تكاتف الجهود من الاسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الاعلام ووزارة الداخلية بهذا الشأن.

وأوضحت ان العنف لدى الشباب قد ينشأ من قلة الرعاية الاجتماعية لهم والتهاون في التعامل، معهم في فترة المراهقة وإيجاد الأعذار للشباب وعدم محاسبتهم بالعقاب المناسب. وكعلاج لظاهرة العنف والقتل يجب اعداد برامج تربوية خاصة بالشباب ومشاكلهم العصرية في وسائل الاعلام الحكومية والخاصة لتوجيه اولياء الامور بضرورة الانتباه لمظاهر عنف ابنائهم، وكذلك اعداد محاضرات توعوية بهذا الشأن ضمن فعاليات وانشطة المدارس في كافة المراحل التعليمية والهيئة العامة للشباب، مع التركيز على قيم ومبادئ ديننا الحنيف المتضمنة التسامح وكظم الغيظ. كما ان مشاركة الشباب في العمل التطوعي، بخاصة في الجوانب الانسانية والاجتماعية والبيئية يعتبرمجالا رائعا لتوجيه الشباب نحو استغلال طاقاتهم بالمبادرة في العطاء و التطوير وفي البناء وتعليمهم وتدريبهم على التمسك بقيم التسامح و التراحم بين افراد المجتمع.

الشباب: البيت والمدرسة شريكان في المسؤولية ... والردع بتشديد العقاب

| كتب وليد العبدالله |

وللوقوف على رأي ذوي الشأن، استطلعت «الراي» رأي عدد من الشباب في جامعة الكويت، فقال الطالب حسن المذكور أن العنف موجود في المجتمع الكويتي، وهذا الأمر لا يمكن إنكاره، حيث نلاحظ ذلك في التصرفات التي تحدث في الشارع وفي الأسرة. مضيفا الكثير من الأسر تعاني مشاكل كثيرة، ولعل العنف من احدى هذه الظواهر التي تعود إلى أسباب مختلفة.

ورأى المذكور أن انتقال العنف من الأسر إلى الشارع يأتي عبر عوامل عدة منها أصدقاء السوء، ودلل على ذلك بالجريمة التي وقعت في «المارينا» وفي «الأفنيوز» وغيرها من الجرائم فقد اتضح أنها حدثت عن طريق مجموعة من الأشخاص، لذلك بات من الضروري اختيار الصديق المناسب الذي يخاف الله ويمتلك وازعا دينيا كافا ويكون على خلق لمصاحبته داعيا الشباب الى عدم التسرع في اي مشاجرة وحلها وديا.

وقال المذكور ان هناك عدة عوامل لانتشار ظاهرة العنف في المنزل أولها الأسر المفككة، حيث يكون الزوجان في حال انفصال أو طلاق، بل هناك أسر، وإن ظهر عليها الاستقرار، إلا أن الواقع يقول إن الزوجين يعيش كل منهما في واد بعيدا عن الآخر، أما في المدرسة فقد يكون المتسبب في العنف هو المدير أو المدرس أو التركيبة الموجودة في البيئة المدرسية، لذا فإن العنف قد يتحرك من جميع الجوانب.

من جهته قال الطالب نواف السرحان ان 50 في المئة من الشعب لا يملك ثقافة أمنية، حيث يفتقر هؤلاء إلى التفرقة بين الجنحة والجناية والأحكام في ما بينهما مطالبا بضرورة وجود دورات توعوية في المدارس والجامعات للحد من هذه الظاهرة يشارك بها استاذة متخصصون.

وأكد السرحان، أن القضاء على الجريمة في أي مجتمع أمر بالغ الصعوبة، خصوصا أنها ليست وليدة اليوم بل هي امتداد لأحداث سابقة ولم نجد أي رادع للحد من الجرائم التي حصلت أخيرا، مؤكدا ان آلية حصار كل ظاهرة سواء كانت جريمة قتل أو ظاهرة سلبية يكون القضاء عليها من خلال معاقبة الجاني بأقصى عقوبة حتى يكون عبرة لغيره، اضافة الى ذلك أن الابتعاد من الجرائم المتكررة كالقتل والمخدرات وغيرها الرادع الرئيس لها الأسرة من خلال مراقبتهم لابنائهم بشكل متواصل.

وأشار السرحان إلى ان ظاهرة الجريمة بدأت تنتشر في الكويت، الأمر الذي بث في النفوس الخوف والتوجس والخشية من أن تتسع هذه الظاهرة وتكبر، وبالتالي لا يمكن السيطرة عليها.

بدوره قال الطالب جابر المري ان الأسرة هي المسؤولة عن حفظ الأمن وتخفيف معدل الجريمة، حيث نص الدستور في المادة الثامنة منه على أن تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين، والمادة التاسعة على أن الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن.

وبين المري أن ما يحصل في الكويت من انتشار للعنف ليس المنوط به وزارة الداخلية فقط، بل تشمل المسؤولية جميع الجهات، مثل وزارة التربية ووزارة الشؤون ووزارة الإعلام، وأيضا جمعيات النفع العام، وهيئات المجتمع المدني.

وشدد المري على أن وزارة الداخلية تتحرك وفق منهج رد الفعل، وعندما «يقع الفاس في الراس» كما يقولون، مضيفا لذلك نحن نؤكد أهمية تشريع الكثير من القوانين من خلال مجلس الأمة، فالجميع منوط به مسؤولية الحفاظ على المجتمع من تفشي الجريمة وتحولها إلى ظاهرة، ودعا إلى ضرورة قيام وزارة الإعلام خصوصا مع وجود أربع قنوات تلفزيونية للدولة بتقديم برامج توعوية، مشيراً إلى أنه لم نشاهد من خلالها أي برامج للتوعية والإرشاد وإبراز قوانين الجزاء، التي تحذر من تفشي ظاهرة الجريمة، إنما نجد برامج مكررة لا تغني ولا تسمن من جوع.

من جهته ابدى الطالب سالم الصخي تخوفه من انتشار العنف في الكويت، مشيرا إلى أنه لم يصل إلى مستوى الظاهرة حتى الآن، مضيفا أنه إذا لم تتم معالجة العنف في الكويت بأسرع وقت ممكن، فإننا نهرول إلى العنف ليصل إلى مستوى الظاهرة، ونحن نشدد على ضرورة زيادة الوجود الأمني.

وقال الصخي هناك أعذار دائما تكررها وزارة الداخلية وهي حجة بأن هناك نقصا في رجال الداخلية لذلك زيادة وجود دوريات الأمن في الطرق والأماكن العامة والمجمعات أمر ضروري، وكما يعلم الجميع أن الأمن يعد الركيزة الأساسية لأي مجتمع، وإذا اختل الأمن اختلت كل الركائز الأساسية من بعده، وإذا توافر الأمن فإن الركائز الأخرى سوف تأتي بلا شك.

وزاد: المدرسة هي من تغذي العنف، والأسرة تعطي الجرعة الأولى للأبناء، ثم يتغذى الطالب في المدرسة، وأخيرا تزيد من خلال مشاهدة وسائل الإعلام، وفي السابق كنا نعاقب في المدرسة عندما نقترف أي أخطاء، والآن هو العكس حيث الواسطة ومفهوم هذا ولدنا لدرجة أننا نجد الطالب يضرب المعلم.

وأشار إلى دور وزارة التربية غير الكافي، في ظل وجود مناهج مغلظة ومعقدة، لا تخدم الطالب في حياته العملية بعد التخرج، مطالباً بتدريس مناهج تؤكد على الوطنية، وعلى وعي المجتمع من خطورة المخدرات والجريمة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي