سقف الحرية

ولدنا أحرارا. الحياة بشرقها وغربها حرة، المناخ حر، الغيوم والأمطار حرة. نكبر، وتكبلنا بعض القيود لا محالة. المجتمع مقيد بأعرافه، والأبصار مقيدة على المتاحات، ولكن، أرض الله واسعة. فتتسع دائرة الحرية باتساع العالم.

هناك طلقاء في الحياة، مساجين، تجاوزوا القيود بمراحل، حتى صاروا صفة لها. بعضهم سجين همومه، صارت له زميلة، لو تحرر منها باحتراف السعادة. بعضهم، سجين أوهامه، صارت عالمه، لو تحرر منها بتقدير واقعه والعمل على تحسينه. بعضهم، سجين فكرة، تحوم حول قلبه، كطيور، جميلة تلك الفكرة... لو تحرر منها بتطبيقها بكل حزم.

القيود التي تهذب النفس ليست قيودا، هي تحرير النفس من أهواء تكاد تقيد القلب من كل الجمال. الجمال حر، والقبح أولى بأن يقيّد. ولو كان القبح عثرة يوما ما، فالجمال يرحب بالأحرار دائما. القيود التي تشغل النفس بما لا ينفعها، هي تلك القيود التي تكبل الحرية. التنفيس عن النفس والروح، حرية. القرار الذي تصدقه بقلبك وعقلك حرية. القول الذي ينفع ولايضر، حرية. وكل الأمور التي تترفع عن التملق والمجاملات والتزييف والبريق المتصنع والوقاحة، حرية.

الحرية عيش، وحياة، وقرارات صائبة. نخطئ يوما، ونصيب يوما آخر.

عندما تقبع داخل دائرة الفشل والإحباط، فقد قيدت نفسك.

أنت حر في الحياة، سقفك السماء، وصوتك يصل إلى ما بعدها.

Twitter: hrbaalebrahim