عجزت عن صد هجمات البرد والأمطار والثلوج القاتلة
مخيمات اللاجئين السوريين تستنهض الهمم العالية بصرخة انطلقت خوفاً وتدوّي رجاءً ... أغيثونا!


خيمة دمرتها الثلوج

الأمطار خلفت بركاً من المياه بين الخيام

... وخيمة يحاولون اصلاحها






خيام بالية مزقتها الرياح... لا فراش فيها ولا أغطية... تقف عاجزة عن صد هجمات الطقس القاسية... من رياح وأعاصير وأمطار... وبرد زمهرير... وثلوج تتساقط بكثافة... داخل هذه الخيام أناس بين شيوخ وعجائز ونساء وأطفال ورجال لا حول لهم ولا قوة... العجز يسيطر عليهم... والجميع لا يملكون من أمرهم شيئاً.
هذه صورة من الخارج لمخيمات اخواننا اللاجئين السوريين الذين فروا بأرواحهم هرباً مما يتعرض له الشعب السوري منذ سنوات إلى عمليات القتل والذبح والتعذيب والذل والمهانة... هربوا من طلقات الرصاص ودانات المدافع وقصف الطائرات... تركوا ديارهم وأراضيهم ومتاجرهم وممتلكاتهم بحثاً عن النجاة... فكان مصيرهم هذه المخيمات التي لا تعدو أكثر من مكان لتجميعهم بدلاً من أن يهيموا على وجوههم في الأرض... يعيشون فيها أسوأ صنوف الحياة... فلا مأكل يكفي... ولا دواء ناجع لمريض... ولا لباس يقي حر الصيف وبرد الشتاء... ناهيك عن أمور كثيرة يحتاجها الإنسان ليحيا حياة كريمة... وياليتها كانت كذلك... فكيف للإنسان أن يحيا حياة كريمة وهو يشعر أن حياته متوقفة على إرادة الآخرين...؟! فجميع متطلبات حياتهم - إن وجدت - تأتيهم عن طريق المساعدات والإعانات التي تصل في ظروف غاية في الصعوبة ويقابلها الكثير من العقبات والمشاكل... كل ما سبق يمكن تحمله والتعايش معه بشيء من الصبر والرضا بقضاء الله تعالى، والثقة في أنه سبحانه مفرِّج الكروب وكاشف المحن.
لكن ما عساهم فاعلون مع ما يخرج عن طاقة الاحتمال ولا ينفع معه صبر ولا جلد اللهم إلا رحمة الله تعالى بهم... لقد دخل عليهم الشتاء وتحولت مخيماتهم إلى قطع ثلجية متراكمة عجزت في مواجهتها خيامهم البالية، وأغطيتهم القليلة المتهالكة، وثيابهم الرثة... وها هم أطفالهم يموتون من شدة البرد... وماذا سيفعلون مع شيوخهم وعجائزهم ومرضاهم...؟ وكم من الوقت سيتمكنون من الصمود في مواجهة هذه الظروف المناخية شديدة القسوة وهم لا يملكون أكثر مما يستر أجسادهم...؟
ما أصعب الشعور بالعجز على رجل يرى أسرته ومن يعول والبرد ينخر عظامهم، وهو لا يملك من أمره شيئاً، اللهم إلا بعض نظرات الشفقة المليئة بالخوف عليهم... وما أصعب هذا الشعور على أم لا تمتلك إلا أحضانها لتدفئة صغيرها وهي ترتعد خوفاً عليه ولن ترحم نفسها لوماً وحزناً لو اختطفه البرد منها.
إنها مشاعر مختلطة تراوح بين الخوف والرجاء... الخوف من آت لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى... والرجاء في رحمته سبحانه في أن يخفف عنهم هذه الظروف الصعبة، ثم إخوان لهم في الإنسانية والعقيدة في شتى بقاع الأرض يهبوا لنجدتهم وإغاثتهم قبل أن تتجمد أجسادهم من شدة البرد والصقيع والثلوج التي تحاصرهم وتغطي مخيماتهم البالية.
وما بين الخوف والرجاء أطلقت مخيمات اخواننا اللاجئين السوريين صرخات استغاثة تستنهض بها الهمم العالية والنفوس الكريمة والقلوب الرحيمة والأيادي البيضاء... تناشدهم سرعة العون والمساعدة بما تجود به أنفسهم من أغطية وأمتعة ووسائل تدفئة ومواد غذائية وكل ما يعينهم على الحياة أو يساعدهم على مواصلة الحياة... وهذا حقهم.
فيا أتباع نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، يا من قال فيكم ربكم جل وعلا: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» (الحشر: 9)، هنالك إخوان لكم في حاجة لكم فلا تطيلوا عليهم الأمد... و.لا تجعلوا صرخاتهم تتوالى... فاحفظوا عليهم حياتهم وكرامتهم وإنسانيتهم... وجنبوهم مذلة السؤال وهوان الحاجة... انهم أصحاب حق عليكم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر... فالله سبحانه وتعالى هو من أمرنا بالانفاق فقال سبحانه وتعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم» (آل عمران: 92)، وقال جل شأنه: «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين» (سبأ: 39)، وقال: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» (البقرة: 261).
وآيات الإنفاق والدعوة إلى البذل والعطاء وإغاثة الملهوف وإجابة السائل والمحروم كثيرة، ولا أظن أن هناك ما هو مقدم في الانفاق على إنقاذ حياة إنسان أو إطعام جائع أو كسوة عريان...!
أما عن الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في هذا الصدد فهي تفوق العد والحصر، ومنها: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم اعط ممسكاً تلفاً» (متفق عليه).
وعنه أيضاً أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه...» (رواه مسلم). وهذا غيض من فيض من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الداعية إلى الانفاق في سبيل الله وتفريج الكربات وستر اخواننا المسلمين. وأظن أننا جميعاً لدينا طرفاً من العلم بها... بل اننا لسنا في حاجة إلى من يعلمنا بل في حاجة إلى من يذكرنا علنا نكون في غفلة أو شغلتنا الدنيا بمتاعها الزائل فنسينا إخواناً لنا في حاجة قليلة مما في أيدينا من نعم الله الكثيرة التي يجب أن نؤدي شكرها بالانفاق والتصدق ومساعدة المحتاج وتفريج كرب المكروب وإغاثة الملهوف ونجدة المنكوب. ولمن أراد أو يريد مساعدة إخوانه اللاجئين في سورية فلا أظن أنه سيعدم الطريقة أو السبيل... فجميع اللجان والجمعيات الخيرية تقوم بتسيير حملات لإغاثة اللاجئين ويمكنك التبرع أو المساعدة من خلالهم... وهناك حملات كثيرة من المتطوعين يؤدون نفس الغرض وهي منتشرة بفضل الله تعالى في الكويت.
والحقيقة أنه منذ معرفة ما يحدث في المخيمات والدعوات تتوالى لإغاثتهم، وأرى أن الأمة بخير وستظل إن شاء الله، فقد هب الناس للمساعدة والتبرع كل بما تجود به نفسه... لكن الأمر يحتاج إلى المزيد من عطائكم لأن أعداد اللاجئين كبيرة والبرد شديد وما لديهم لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يقي من برد... فكونوا لهم عوناً حتى تنقشع الغمة وتزول المحنة ويعودوا إلى ديارهم سالمين إن شاء الله تعالى.
وتذكروا دائماً أن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه... وتذكروا أيضاً أنه ما نقص مال من صدقة... وإياكم وأن تمنوا عليهم بما تصدقتم به... قال تعالى: «الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (البقرة 262).
هذه صورة من الخارج لمخيمات اخواننا اللاجئين السوريين الذين فروا بأرواحهم هرباً مما يتعرض له الشعب السوري منذ سنوات إلى عمليات القتل والذبح والتعذيب والذل والمهانة... هربوا من طلقات الرصاص ودانات المدافع وقصف الطائرات... تركوا ديارهم وأراضيهم ومتاجرهم وممتلكاتهم بحثاً عن النجاة... فكان مصيرهم هذه المخيمات التي لا تعدو أكثر من مكان لتجميعهم بدلاً من أن يهيموا على وجوههم في الأرض... يعيشون فيها أسوأ صنوف الحياة... فلا مأكل يكفي... ولا دواء ناجع لمريض... ولا لباس يقي حر الصيف وبرد الشتاء... ناهيك عن أمور كثيرة يحتاجها الإنسان ليحيا حياة كريمة... وياليتها كانت كذلك... فكيف للإنسان أن يحيا حياة كريمة وهو يشعر أن حياته متوقفة على إرادة الآخرين...؟! فجميع متطلبات حياتهم - إن وجدت - تأتيهم عن طريق المساعدات والإعانات التي تصل في ظروف غاية في الصعوبة ويقابلها الكثير من العقبات والمشاكل... كل ما سبق يمكن تحمله والتعايش معه بشيء من الصبر والرضا بقضاء الله تعالى، والثقة في أنه سبحانه مفرِّج الكروب وكاشف المحن.
لكن ما عساهم فاعلون مع ما يخرج عن طاقة الاحتمال ولا ينفع معه صبر ولا جلد اللهم إلا رحمة الله تعالى بهم... لقد دخل عليهم الشتاء وتحولت مخيماتهم إلى قطع ثلجية متراكمة عجزت في مواجهتها خيامهم البالية، وأغطيتهم القليلة المتهالكة، وثيابهم الرثة... وها هم أطفالهم يموتون من شدة البرد... وماذا سيفعلون مع شيوخهم وعجائزهم ومرضاهم...؟ وكم من الوقت سيتمكنون من الصمود في مواجهة هذه الظروف المناخية شديدة القسوة وهم لا يملكون أكثر مما يستر أجسادهم...؟
ما أصعب الشعور بالعجز على رجل يرى أسرته ومن يعول والبرد ينخر عظامهم، وهو لا يملك من أمره شيئاً، اللهم إلا بعض نظرات الشفقة المليئة بالخوف عليهم... وما أصعب هذا الشعور على أم لا تمتلك إلا أحضانها لتدفئة صغيرها وهي ترتعد خوفاً عليه ولن ترحم نفسها لوماً وحزناً لو اختطفه البرد منها.
إنها مشاعر مختلطة تراوح بين الخوف والرجاء... الخوف من آت لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى... والرجاء في رحمته سبحانه في أن يخفف عنهم هذه الظروف الصعبة، ثم إخوان لهم في الإنسانية والعقيدة في شتى بقاع الأرض يهبوا لنجدتهم وإغاثتهم قبل أن تتجمد أجسادهم من شدة البرد والصقيع والثلوج التي تحاصرهم وتغطي مخيماتهم البالية.
وما بين الخوف والرجاء أطلقت مخيمات اخواننا اللاجئين السوريين صرخات استغاثة تستنهض بها الهمم العالية والنفوس الكريمة والقلوب الرحيمة والأيادي البيضاء... تناشدهم سرعة العون والمساعدة بما تجود به أنفسهم من أغطية وأمتعة ووسائل تدفئة ومواد غذائية وكل ما يعينهم على الحياة أو يساعدهم على مواصلة الحياة... وهذا حقهم.
فيا أتباع نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، يا من قال فيكم ربكم جل وعلا: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» (الحشر: 9)، هنالك إخوان لكم في حاجة لكم فلا تطيلوا عليهم الأمد... و.لا تجعلوا صرخاتهم تتوالى... فاحفظوا عليهم حياتهم وكرامتهم وإنسانيتهم... وجنبوهم مذلة السؤال وهوان الحاجة... انهم أصحاب حق عليكم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر... فالله سبحانه وتعالى هو من أمرنا بالانفاق فقال سبحانه وتعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم» (آل عمران: 92)، وقال جل شأنه: «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين» (سبأ: 39)، وقال: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» (البقرة: 261).
وآيات الإنفاق والدعوة إلى البذل والعطاء وإغاثة الملهوف وإجابة السائل والمحروم كثيرة، ولا أظن أن هناك ما هو مقدم في الانفاق على إنقاذ حياة إنسان أو إطعام جائع أو كسوة عريان...!
أما عن الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في هذا الصدد فهي تفوق العد والحصر، ومنها: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم اعط ممسكاً تلفاً» (متفق عليه).
وعنه أيضاً أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه...» (رواه مسلم). وهذا غيض من فيض من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الداعية إلى الانفاق في سبيل الله وتفريج الكربات وستر اخواننا المسلمين. وأظن أننا جميعاً لدينا طرفاً من العلم بها... بل اننا لسنا في حاجة إلى من يعلمنا بل في حاجة إلى من يذكرنا علنا نكون في غفلة أو شغلتنا الدنيا بمتاعها الزائل فنسينا إخواناً لنا في حاجة قليلة مما في أيدينا من نعم الله الكثيرة التي يجب أن نؤدي شكرها بالانفاق والتصدق ومساعدة المحتاج وتفريج كرب المكروب وإغاثة الملهوف ونجدة المنكوب. ولمن أراد أو يريد مساعدة إخوانه اللاجئين في سورية فلا أظن أنه سيعدم الطريقة أو السبيل... فجميع اللجان والجمعيات الخيرية تقوم بتسيير حملات لإغاثة اللاجئين ويمكنك التبرع أو المساعدة من خلالهم... وهناك حملات كثيرة من المتطوعين يؤدون نفس الغرض وهي منتشرة بفضل الله تعالى في الكويت.
والحقيقة أنه منذ معرفة ما يحدث في المخيمات والدعوات تتوالى لإغاثتهم، وأرى أن الأمة بخير وستظل إن شاء الله، فقد هب الناس للمساعدة والتبرع كل بما تجود به نفسه... لكن الأمر يحتاج إلى المزيد من عطائكم لأن أعداد اللاجئين كبيرة والبرد شديد وما لديهم لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يقي من برد... فكونوا لهم عوناً حتى تنقشع الغمة وتزول المحنة ويعودوا إلى ديارهم سالمين إن شاء الله تعالى.
وتذكروا دائماً أن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه... وتذكروا أيضاً أنه ما نقص مال من صدقة... وإياكم وأن تمنوا عليهم بما تصدقتم به... قال تعالى: «الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (البقرة 262).