رئيس «إتش إس بي سي» لـ«الراي»: أسواق المنطقة ستكون أقوى... والسيولة ستحافظ على مستواها



لم يكن إطفاء مجموعة «إتش إس بي سي» الشمعة الثانية لفرعها الكويت مناسبة اجتماعية، فصدفة التوقيت جعلت من وجود رئيس مجلس إدارة المجموعة ستيفن غرين حدثاً له مغزاه؛ رئيس مجموعة عالمية يزور بلداً «نفطياً» يفيض بالسيولة، في غمرة أزمة تهز كبار أركان الصناعة المصرفية في العالم، عنوانها «نقص السيولة» إن لم يكن جفافها.
هل في ذلك إشارة إلى حجم الاهتمام العالمي بالبترودولار الخليجي في هذه المرحلة بالذات؟
قد تؤشر الأوصاف التي أغدقها غرين على السوق الكويتي إلى شيء من ذلك، بتأكيده في تصريح خاص لـ «الراي» ان «أسواق الاسهم في «الشرق الاوسط» ستكون أقوى في المستقبل وستحافظ السيولة على مستواها المرتفع».
وأوضح غرين أن «أسعار النفط ستبقى مرتفعة، ما يوفر فرصا ضخمة لتطوير الاقتصاد، لا سيما البنى التحتية، مما ينعكس بدوره على أداء واستراتيجيات الشركات الخليجية الكبرى، وبالتالي نمو أسواق الاسهم وتطورها». لكنه رفض التعليق على أداء البورصات الخليجية في المدى القصير وما اذا كانت أسهمها مقيمة بأقل أو بأكثر من سعرها العادل.
ووصف غرين السوق الكويتية- في مؤتمر صحافي عقده بمناسبة مرور عامين على افتتاح فرع للبنك في الكويت، بحضور الرئيس التنفيذي للبنك في الشرق الاوسط يوسف نصر والرئيس التنفيذي للبنك فرع الكويت نيكولاوس نيكولا- بأنها «سوق مفتوحة تتطلع للعالمية ولديها موارد كبيرة ومتنوعة، كما أن شركاتها تسعى لتطوير أعمالها. ورجال الاعمال الكويتيون يتمتعون بالدقة ويطمحون للتوسع والعالمية».
وقال غرين إن البنك يعمل «كباقي الجهات الاقتصادية المحلية لتحويل الكويت الى مركز مالي في المنطقة». وأضاف: «نحن نقدم المساعدة لأربعة مستثمرين لشراء الاوراق المالية في البورصة الكويتية. ونجد اقبالا ملحوظا من العديد من الشركات الكبرى لشراء الاسهم الكويتية هذا العام».
وأكد غرين أن «لا رقم محدد عن الحصة السوقية للبنك في السوق المحلي، لأنهم لا يتعاملون في مجال التجزئة، ونحن بالتأكيد لا نملك حصة سوقية كبرى مقارنة بالمصارف المحلية، الا أننا بلا شك المصرف الاجنبي الابرز من الناحية السوقية حاليا في السوق المحلي».
وأوضح غرين أن «البنك يؤمن التمويلات للمؤسسات والشركات الكبيرة في الكويت، ويتوجه للقطاع الخاص أكثر من الخدمات المصرفية للأفراد». وأضاف «قبل ان نأتي الى هنا طبعا، كان لدينا خطة استراتيجية تتعلق بفرعنا الوحيد الموجود في الكويت اليوم، ولدينا توقعات وطموحات بعد مرور عامين على تواجدنا في السوق الكويتي، وقد أنجزنا الخطة الاولية التي وضعت منذ عامين بالكامل وتخطينا التوقعات التي وضعت في البداية بأشواط».
وتابع: «نحن نتعاطى مع نظام التمويل المؤسساتي ضمن 4 مستويات، ونسعى لتأمين روؤس الأموال العاملة والتمويلات التجارية لبعض الشركات الكبرى في الكويت، كما ننجز الكثير في مجال الاستشارات المصرفية وادارة العمليات الاندماجات والاستحواذات الكبيرة التي تحصل. وفي اصدار السندات والصكوك في السوق المالي، وأخيرا في تأمين الخدمات المصرفية الخاصة».
تقييم السوق الكويتي
اعتبر غرين أن «العملاء الكويتيين يتمتعون بصفة الدقة والتقدم، ولديهم خطط أعمال واضحة وطموحات توسعية كبيرة محليا وخليجيا وعالميا. وواحدة من الامور التي تجذبهم للتعامل مع «اتش اس بس سي»، هي قدرة البنك على تلبية احتياجاتهم في أكثر من بلد». وأضاف: «بعد مقابلتي العديد من رجال الاعمال في زيارته للكويت، وجدت أنهم يملكون مشاريع في أكثر البلدان التي يتواجد فيها البنك». وتابع غرين «أن أحد عوامل انجذاب البنك للكويت هي أنها سوق مفتوحة تتطلع للعالمية ولديها موارد كبيرة ومتنوعة، كما أن شركاتها تسعى لتطوير أعمالها».
أزمة الائتمان العالمية
لم يقدم غرين أي جواب حول تأثير أزمة الائتمان العالمية على أداء البنك هذا العام، قبل صدور ميزانية البنك بعد غد الاربعاء، واكتفى بالإشارة إلى «أنه بشكل عام الكل يعلم بأن معظم الاسواق العالمية تأثرت بشكل متفاوت بالأزمة العالمية وقد تستوجب بعض الوقت لتتعافى من هذه الازمة». وأضاف غرين «أن لا أحد يعلم اليوم،هو الى أي مدى ستؤثر مصاعب الاسواق الحالية بسبب الازمة على الاقتصاد العالمي الحقيقي، وهذا السؤال الكبير الذي لن يستطيع أحد الاجابة عليه في الوقت الحالي».
وأضاف: «على الصعيد العالمي، الكل يترقب بقلق تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الاميركي، في حين أن الصين مثلا لا تزال تتمتع بقوة دفع قوية والاسواق الآسيوية عامة تملك ثقة قوية باستمرارية الاقتصاد الحقيقي في المسار الصحيح، وكما يبدو فان الاقتصاد الاوروبي ينمو بطريقة منطقية حاليا. ولكن اذا استمرت هذه الأزمة لفترات أطول، عندها قد تصبح هذه المخاوف مبررة».
وأضاف غرين أن «بنك اتش اس بي سي يقوم بتوفير 100 ألف فرصة عمل في الشرق الاوسط، وقد استطاعت الكويت خصوصاً خلال جيلين من احتلال مكانة مرموقة ومتقدمة بين البلدان الأغنى في العالم. واعتبر أن الكويت تلعب دورا رياديا في المنطقة، خاصة في التمثيل الديموقراطي وهذا الموقع الريادي ساعدها على التحرك وبشكل حاسم من ربط الدينار بالدولار الى سلة من العملات في خطوة قد تحذو حذوها بعض دول الخليج الاخرى».
نيكولا
بدوره، قال نيكولا رداً على سؤال، إن «القانون الكويتي يمنع على البنوك التقليدية أن تقدم منتجات اسلامية في الوقت نفسه، أما في ما يخص المنطقة عامة فقد طورنا العديد من المنتجات الاسلامية، ك «امانة اتش اس بي سي» مثلا».
وأشار نيكولا أن البنك يقدم ميزانيته للبنك المركزي مرتين في السنة، وكبنك أجنبي هو غير ملزم بنشر نتائجه للعلن. وهذه النتائج تدرج مع نتائج البنك في منطقة الشرق الاوسط. وأضاف أن البنك يعتمد طريقتين لتطوير أعماله، أولها عن طريق الاستثمار وتوجيه الاستثمارات القائمة نحو قطاع الخدمات وثانيا عبر الاستحواذات. وهذا ما يقوم به البنك في كل الاسواق التي يدخلها بما فيها الاسواق الخليجية. وهناك فرص كثيرة لتطوير أعماله، وأهمها الاستثمار في الموارد البشرية وطرح خدمات جديدة في الاسواق.
نصر
من جهته، أوضح نصر أن «البنك يهدف لتقديم أوسع شريحة من الخدمات المصرفية لعملائه، الا أنه يخضع لخصوصية البلد الذي يعمل به، وللقانون المصرفي الذي يعمل به في هذا البلد».
وحول تقييم أداء البنوك الكويتية، أشار نصر الى أن أسعار أسهم البنوك الكويتية بالنظر الى ربحيتها وآفاق نموها، وجد البنك في تقريره عن الشرق الاوسط، الى أنها الاقرب الى قيمتها العادلة مقارنة مع أسهم البنوك الخليجية الاخرى، لاسيما عند مقارنتها مع أسهم البنوك في أبو ظبي، وهذا لا يعني أن تلك الاخيرة يحتمل أن تحقق نموا أكبر من نظيراتها الكويتية، بل أن فرص الاستثمار حاليا في بنوك أبو ظبي أفضل منها في البنوك المحلية، لأن السعر المتداول لاسهمها أقل من قيمتها العادلة. ولكن من المؤكد أن هذا الوضع لا يبقى دائما على حاله وهو يتبدل حسب الظروف. وأضاف نصر أن «اتش اس بي سي» استفاد من النمو والرخاء الذي حققته المنطقة نتيجة ارتفاع أسعار النفط وهو يعمل اليوم في 15 بلدا في المنطقة وبلغت أرباح المجموعة في الشرق الاوسط حوالي مليار دولار أميركي في 2006. وانهى الرئيس التنفيذي حديثه قائلا ان (اتش اس بي سي) لطالما كان رائدا في استحداث الكثير من الخدمات والمنتجات في اسواق الجملة واسواق راس المال في المنطقة ومن هذه الخدمات انشاء اول مؤشر للسندات والصكوك في المنطقة كما ان البنك يعتبر اول بنك دولي لديه مكتب تداول يقوم بتنشيط السوق الثانوية في سندات الدخل الثابت في المنطقة.
نيكولا: أزمة الائتمان رفعت كلفة القروض في المنطقة
أشار نيكولاس نيكولا إلى أن أزمة الائتمان العقاري العالمية «لم يكن لها تأثـــــير كبـــــير في الســـــوق الكويــــتي، أنما كان هناك تأثير بسيط على سوق المؤسسات في المنطقة الخليجية»، موضحاً «أن بعض القروض شهدت ارتفاعا في هوامش أسعارها وذلك بسبب جفاف السيولة في بعض النواحي، وهذه الظاهرة قصيرة الاجل بالتأكيد».