حوار / «مبارك قائد ورجل شجاع... وظلّ في مصر للمحاكمة»
هند صبري لـ «الراي»: لم أتضرّر من نظام بن علي ... بل كرّمني مرتين


هند صبري




أكدت الفنانة هند صبري دعمها لحركة تمرد التونسية لسحب الثقة من حكومة راشد الغنوشي، معتبرة أنه لا سبيل لعودة الخوف لدى المواطنين بعد تجرؤهم في الثورات العربية.
وقالت في حوار مع «الراي» إنها لم تواجه أي مشاكل مع نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في تونس، بل تم تكريمها مرتان، لكنها اختارت دعم الثورة لاحقاً رغم أنها لم تصرح خلال تلك الأحداث.
• تردد أنك تدعمين حركة تمرد المصرية... فهل هذا صحيح؟
- أدعم تلك الحركة، لأنها تعتبر أمل الوطن العربي للتخلص من الأنظمة الفاسدة التي ظلت جاثمة على صدور الشعوب العربية لفترات طويلة.
• إذاً هل أنت مع حركة تمرد التونسية؟
- أعلنت تأييدي لحركة تمرد التونسية التي دعت إلى سحب الثقة من رئيس الحكومة راشد الغنوشي، وقد ذكرت أن لا سبيل لعودة الخوف لدى المواطنين بعد تجرؤهم في الثورات العربية.
• حكم الإخوان مصر لمدة عام، فكيف رأيته في ضوء متابعتك للأحداث السياسية؟
- عام من حكم مصر ذاق الشعب فيه المر، الإخوان يكذبون كما يتنفسون ويظلمون ويضحون بأرواح الأبرياء والمستضعفين للاحتفاظ بالكرسي والجاه الذي لطالما تمنوه ويقولون دين! أي دين هذا؟!... على الأقل الذين سبقوهم في الاستبداد لم يجرأوا على المتاجرة بالدين.
• وما رأيك في احتجاجات 30 يونيو؟
- كانت انتفاضة شعبية، وأعتبر 30 يونيو يوماً فاصلاً في تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية، يوم تنتفض فيه شعوبنا بإرادتها الكاملة على من يتاجرون بالدين وهم أكثر من يسيئون إليه.
• وهل تغيّر المواطن العربي وتمّ كسر حاجز الخوف لديه؟
- لقد تمّ كسر أي شيء يخيف المواطن العربي، فقد كسرنا حاجز الخوف الداخلي الذي كنا نعاني منه، وهذا هو المكسب الوحيد الذي خرجنا به طوال أكثر من عامين. وعلى الرغم من الخوف الذي يتم فرضه، فإن ما يطمئنني أن الشعوب ترفض العودة إلى الخوف القديم، ولديّ يقين وثقة بأن ما يحدث سيكون له أثره الإيجابي مستقبلاً على شعوبنا.
• هل أنت مع ثورات الربيع العربي؟
- أنا مساندة لثورات الربيع العربي في مصر وتونس وكل البلدان العربية.
• ولماذا صمتك في ثورة الياسمين حتى وصلت الأمور إلى ذروتها، فهل كنت تمسكين بالعصا من المنتصف؟
- لقد علقت على هروب زين العابدين بكلمة «اللعبة انتهت».
• هل أنت معارضة لحزب النهضة؟
- ما يحدث هو من أجل تونس بلا عنف وتخوين وتكفير وإقصاء، وعن أسباب معارضتي لحزب النهضة لأن تونس التي نريدها لأطفالنا... من دون عنف وتخوين وتكفير وكراهية وإقصاء واغتيال وغدر.
وبكل حزن أقول أخشى الغد أكثر من اليوم، لأن العنف لا يولد إلا العنف، وتونس ليست مهيأة لاحتمال العنف. أخشى ألا نتعظ من دروس التاريخ ودروس الجيران. أخشى قصر النظر وضعف الذاكرة. واليوم أولوياتنا إنقاذ تونس وليس الدفاع عن شرعية هذا وذاك، وبعد عامين من الإحباط الشعب يقول كلمته. وأقول من لا يضع تونس فوق الجميع، فوق الانتهازية السياسية والتنظيمات الدولية والأيديولوجيات والاختلافات والتحالفات... من لا يحافظ على سلامة أفرادها وعلى سلامة أراضيها، فلا شرعية له.
• هل يوجد تشابه كبير بين مصر وتونس في القيام بالثورة وحكم الإسلاميين؟
- لقد ذكرت أن مصر وتونس نسخة طبق الأصل، سواء القيام بالثورة أو لحكم الإخوان في مصر وفرعهم النهضة في تونس، لذلك وقفت بوضوح شديد لمساندة تظاهرات الشعب المصري ضد الإخوان في 30 يونيو.
• نشرت وثيقة تأييد للرئيس زين العابدين وذكر اسمك بها وبعد رحيله ذكرت أنك كنت مهددة؟
- فعلاً لم أستطع الحديث عن تلك الوثيقة، إلا بعد هروب زين العابدين عن تونس لأني تعرضت للترهيب من «الطرابلسية» (عائلة زوجة الرئيس، وصهر بن علي وأحد رموز نظامه) هاتفني ليُعلمني بأنه وضع اسمي على قائمة تناشد بن علي الترشح لفترة رئاسة جديدة، وأنه ليس من حقي الاعتراض على ذلك، وبالفعل الخوف استولى عليّ وقتها، وأعترف كنت جبانة.
• هل كانت هناك مشاكل بينك وبين عائلة بن علي؟
- لا توجد أي مشاكل مع نظام بن علي في تونس، لكنني اخترت دعم الثورة التونسية حتى قبل هروب بن علي، وعن نفسي لم أتضرر من نظام بن علي، بل تم تكريمي مرتين، ولكن لم يكن ممكناً بالنسبة إليّ أن أخذل المواطن التونسي الذي ظلمه بن علي، ولا يزال يعاني ويجوع حتى الآن... كما أن علاقة المشاهير بالسلطة في عهد بن علي كانت نوعاً من الزواج بالإكراه بين الفن والسياسة.
• وكيف ترين اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد؟
- لا أستطيع أن أقول إنني أُدين، لكن لا بد من تعري حكام تونس الجدد، وأعتقد أن الصمت على العنف، ومحاولات الإقصاء والتخوين والتكفير، هي من قتلت شكري بلعيد، وفي حال استمرار هذا الوضع ستكون العواقب وخيمة، ولن نحصد سوى العنف، وسنفشل في إغلاق بوابة الدماء التي انفجرت بالفعل في وجوهنا، بعد أن أصبح لكل منا ثأر عند الطرف الآخر، وبعد أن أصبح السحل هو مصير كل مواطن يفكر في الاعتراض.
• علمت رفضك الدفاع عن سوزان مبارك بحكم أنك محامية؟
- بالفعل رفضت الدفاع عن سوزان مبارك أو ليلى الطرابلسي، لأنهما أخطأتا خطأ كبيراً باعتبارهما البلد ملكية خاصة.
• هل قابلت الرئيس بن علي أثناء فترة حكمه؟
- لم أقابل بن علي أثناء فترة حكمة إلا مرة واحدة أثناء تسليمي وسام الدولة منه، وكان السبب في ذلك الوسام هو الجمهور، وكان أمام الفنانين المثقفين. ولو كان الوسام من بن علي لكنت تنازلت عنه، لكنه كان وسام الجمهور التونسي الذي أفتخر به.
• هل أنت مع الطرح الذي يقول إن هناك مؤامرة ضد بن علي؟
- هروب بن علي كان مفاجأة للجميع، وأنا ضد فكرة المؤامرة، لأنه ليس هناك مؤامرة تجعل شعبا ينزل إلى الشارع ولا يخشى الرصاص.
• كيف ترين هروب بن علي وبقاء مبارك للمحاكمة ورفضه للعروض التي قدمت له للهروب من مصر؟
- مبارك قائد ورجل شجاع، فقد ظل في مصر للمحاكمة، فهو شخصية تحترم ولم يهرب مثل بن علي. طبعاً مبارك أشجع من بن علي، ورغم العروض التي قدمت لمبارك، فإنه فضّل البقاء على أرض مصر ومواجهة الجميع، وكنا نشاهد حضوره للمحاكمة رغم مرضه.
وقالت في حوار مع «الراي» إنها لم تواجه أي مشاكل مع نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في تونس، بل تم تكريمها مرتان، لكنها اختارت دعم الثورة لاحقاً رغم أنها لم تصرح خلال تلك الأحداث.
• تردد أنك تدعمين حركة تمرد المصرية... فهل هذا صحيح؟
- أدعم تلك الحركة، لأنها تعتبر أمل الوطن العربي للتخلص من الأنظمة الفاسدة التي ظلت جاثمة على صدور الشعوب العربية لفترات طويلة.
• إذاً هل أنت مع حركة تمرد التونسية؟
- أعلنت تأييدي لحركة تمرد التونسية التي دعت إلى سحب الثقة من رئيس الحكومة راشد الغنوشي، وقد ذكرت أن لا سبيل لعودة الخوف لدى المواطنين بعد تجرؤهم في الثورات العربية.
• حكم الإخوان مصر لمدة عام، فكيف رأيته في ضوء متابعتك للأحداث السياسية؟
- عام من حكم مصر ذاق الشعب فيه المر، الإخوان يكذبون كما يتنفسون ويظلمون ويضحون بأرواح الأبرياء والمستضعفين للاحتفاظ بالكرسي والجاه الذي لطالما تمنوه ويقولون دين! أي دين هذا؟!... على الأقل الذين سبقوهم في الاستبداد لم يجرأوا على المتاجرة بالدين.
• وما رأيك في احتجاجات 30 يونيو؟
- كانت انتفاضة شعبية، وأعتبر 30 يونيو يوماً فاصلاً في تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية، يوم تنتفض فيه شعوبنا بإرادتها الكاملة على من يتاجرون بالدين وهم أكثر من يسيئون إليه.
• وهل تغيّر المواطن العربي وتمّ كسر حاجز الخوف لديه؟
- لقد تمّ كسر أي شيء يخيف المواطن العربي، فقد كسرنا حاجز الخوف الداخلي الذي كنا نعاني منه، وهذا هو المكسب الوحيد الذي خرجنا به طوال أكثر من عامين. وعلى الرغم من الخوف الذي يتم فرضه، فإن ما يطمئنني أن الشعوب ترفض العودة إلى الخوف القديم، ولديّ يقين وثقة بأن ما يحدث سيكون له أثره الإيجابي مستقبلاً على شعوبنا.
• هل أنت مع ثورات الربيع العربي؟
- أنا مساندة لثورات الربيع العربي في مصر وتونس وكل البلدان العربية.
• ولماذا صمتك في ثورة الياسمين حتى وصلت الأمور إلى ذروتها، فهل كنت تمسكين بالعصا من المنتصف؟
- لقد علقت على هروب زين العابدين بكلمة «اللعبة انتهت».
• هل أنت معارضة لحزب النهضة؟
- ما يحدث هو من أجل تونس بلا عنف وتخوين وتكفير وإقصاء، وعن أسباب معارضتي لحزب النهضة لأن تونس التي نريدها لأطفالنا... من دون عنف وتخوين وتكفير وكراهية وإقصاء واغتيال وغدر.
وبكل حزن أقول أخشى الغد أكثر من اليوم، لأن العنف لا يولد إلا العنف، وتونس ليست مهيأة لاحتمال العنف. أخشى ألا نتعظ من دروس التاريخ ودروس الجيران. أخشى قصر النظر وضعف الذاكرة. واليوم أولوياتنا إنقاذ تونس وليس الدفاع عن شرعية هذا وذاك، وبعد عامين من الإحباط الشعب يقول كلمته. وأقول من لا يضع تونس فوق الجميع، فوق الانتهازية السياسية والتنظيمات الدولية والأيديولوجيات والاختلافات والتحالفات... من لا يحافظ على سلامة أفرادها وعلى سلامة أراضيها، فلا شرعية له.
• هل يوجد تشابه كبير بين مصر وتونس في القيام بالثورة وحكم الإسلاميين؟
- لقد ذكرت أن مصر وتونس نسخة طبق الأصل، سواء القيام بالثورة أو لحكم الإخوان في مصر وفرعهم النهضة في تونس، لذلك وقفت بوضوح شديد لمساندة تظاهرات الشعب المصري ضد الإخوان في 30 يونيو.
• نشرت وثيقة تأييد للرئيس زين العابدين وذكر اسمك بها وبعد رحيله ذكرت أنك كنت مهددة؟
- فعلاً لم أستطع الحديث عن تلك الوثيقة، إلا بعد هروب زين العابدين عن تونس لأني تعرضت للترهيب من «الطرابلسية» (عائلة زوجة الرئيس، وصهر بن علي وأحد رموز نظامه) هاتفني ليُعلمني بأنه وضع اسمي على قائمة تناشد بن علي الترشح لفترة رئاسة جديدة، وأنه ليس من حقي الاعتراض على ذلك، وبالفعل الخوف استولى عليّ وقتها، وأعترف كنت جبانة.
• هل كانت هناك مشاكل بينك وبين عائلة بن علي؟
- لا توجد أي مشاكل مع نظام بن علي في تونس، لكنني اخترت دعم الثورة التونسية حتى قبل هروب بن علي، وعن نفسي لم أتضرر من نظام بن علي، بل تم تكريمي مرتين، ولكن لم يكن ممكناً بالنسبة إليّ أن أخذل المواطن التونسي الذي ظلمه بن علي، ولا يزال يعاني ويجوع حتى الآن... كما أن علاقة المشاهير بالسلطة في عهد بن علي كانت نوعاً من الزواج بالإكراه بين الفن والسياسة.
• وكيف ترين اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد؟
- لا أستطيع أن أقول إنني أُدين، لكن لا بد من تعري حكام تونس الجدد، وأعتقد أن الصمت على العنف، ومحاولات الإقصاء والتخوين والتكفير، هي من قتلت شكري بلعيد، وفي حال استمرار هذا الوضع ستكون العواقب وخيمة، ولن نحصد سوى العنف، وسنفشل في إغلاق بوابة الدماء التي انفجرت بالفعل في وجوهنا، بعد أن أصبح لكل منا ثأر عند الطرف الآخر، وبعد أن أصبح السحل هو مصير كل مواطن يفكر في الاعتراض.
• علمت رفضك الدفاع عن سوزان مبارك بحكم أنك محامية؟
- بالفعل رفضت الدفاع عن سوزان مبارك أو ليلى الطرابلسي، لأنهما أخطأتا خطأ كبيراً باعتبارهما البلد ملكية خاصة.
• هل قابلت الرئيس بن علي أثناء فترة حكمه؟
- لم أقابل بن علي أثناء فترة حكمة إلا مرة واحدة أثناء تسليمي وسام الدولة منه، وكان السبب في ذلك الوسام هو الجمهور، وكان أمام الفنانين المثقفين. ولو كان الوسام من بن علي لكنت تنازلت عنه، لكنه كان وسام الجمهور التونسي الذي أفتخر به.
• هل أنت مع الطرح الذي يقول إن هناك مؤامرة ضد بن علي؟
- هروب بن علي كان مفاجأة للجميع، وأنا ضد فكرة المؤامرة، لأنه ليس هناك مؤامرة تجعل شعبا ينزل إلى الشارع ولا يخشى الرصاص.
• كيف ترين هروب بن علي وبقاء مبارك للمحاكمة ورفضه للعروض التي قدمت له للهروب من مصر؟
- مبارك قائد ورجل شجاع، فقد ظل في مصر للمحاكمة، فهو شخصية تحترم ولم يهرب مثل بن علي. طبعاً مبارك أشجع من بن علي، ورغم العروض التي قدمت لمبارك، فإنه فضّل البقاء على أرض مصر ومواجهة الجميع، وكنا نشاهد حضوره للمحاكمة رغم مرضه.