لست ليبرالياً ولا أنتهج نهجهم حتى لا يصطاد البعض في الماء العكر.. ولكن السؤال كم تجربة إسلامية فشلت في دولنا المتخلفة؟، وأعلم يقيناً أن العيب ليس في الإسلام ولكنه في المسلمين أنفسهم، وبما أننا في الدول العربية مخترقون من الخارج من دون استثناء فلن ينصلح حالنا على المدى القريب إلا بوجود الليبرالية التي تخضع وبشكل مباشر لفكر الأشخاص وعلمهم وليس للمعتقدات فيها أي علاقة.
كما أن الليبرالية لا تعطي اهتماما للقبيلة أو العائلة أو حتى المذهب لأنها باختصار تركز على العمل المؤسسي دون مراعاة الحالة الاجتماعية أو حتى الشخصية؛ لهذا تجد عند تطبيقها دورا فاعلا لمؤسسات المجتمع المدني التي ضيعتها المزاجية والأهواء الشخصية.. باختصار «لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» إلى أن نعد لهم ما استطعنا من الطائرات والرجال.
قلتها في السابق وأعيدها اليوم نحن في الكويت لا نعرف أي منهجية «نتبع والطاسة ضايعة» ولن نجدها الإ وهي غرقانة فحكومتنا ماشية على البركة، ومؤسساتنا المدنية أصبحت تتقاذفها مراكز القوى وصارت تصدر القرارات المتناقضة تارة، وتارة أخرى تخرج علينا بلوائح ونظم لا يقبلها المنطق ولا العقل.. أما مجلسنا التشريعي فيكفي القول إنه ولد ميتاً وعليه آثار كبيرة من التشوهات.. مللنا من التنظير ومللنا من ذكر المشاكل ومللنا من حالتنا السياسية المعقدة فالحلول جداً بسيطة ولكنها بحاجة لقلوب محبة للكويت وأهلها فما نعيشه اليوم من إخفاقات وتردٍ لا يستفيد منه سوى من يفكر بمغادرة الكويت دون رجعة.. والله من وراء القصد.
[email protected]