وهّاب يحذّر رئيس الجمهورية من «اللعب بالنار»
«ألكسا» سياسية تهبّ على ملفيْ الرئاسة والحكومة في لبنان


... جاءت «ألكسا»، وذهبت «ألكسا»... وكأنّها عاصفة بـ «كواتم صوت»، لم تزمجر ولم تكشّر عن أنيابها... بدت في أوجها «الشتاء بعينه» لا أكثر ولا أقلّ... أمطار ككل المطر، ثلوج على القمم والمنحدرات، الطرق الجبلية «سالكة وآمنة»، احياناً بـ «سلاسل معدنية»،... وحده الصقيع بدا «نافراً» وهو يتسلّل من خلف الكسوف الدائم للشمس الهاربة بعيداً.
غير ان «ألكسا» اللبنانية ورغم عبورها بسلام، فانها تحوّلت «مأساة» سورية بلغت حد «الفضيحة الانسانية»... عشرات آلالاف من الأطفال مع ذويهم في «عراء» الطقس العاصف، لا مأوى ولا سقف ولا اغطية ولا تدفئة ولا... مَن يحزنون. ففي الربوع اللبنانية «القاتمة» اكثر من مليون نازح من سورية تُركوا في مواجهة قدَرهم البائس و... العاصفة.
«ألكسا» المناخية، جاءت، عبرت، وذهبت تاركة «الوطن الهش» فريسة لـ «ألكسا» السياسة والأمن والاقتصاد والاجتماع... فلبنان المقيم منذ زمن بعيد في عين العاصفة وقلْبها، مرشح لمزيد من الرياح الهوجاء الآتية من غير اتجاه، خصوصاً في ضوء «التوقعات السود» التي تصدر تباعاً من «الأرصاد الاقليمية» وتؤشر الى سيناريوات داكنة تتجمع في سماء بلادٍ تدهمها استحقاقات لا مفرّ منها.
فمَن يدقق في يوميات بيروت يكتشف حجم المأزق المفتوح على المجهول، الذي يكاد ان يكون معلوماً... فالبلاد بلا حكومة وبرلمانها «عاطل عن العمل» ومرشحة لان تصبح بلا رئيس للجمهورية... بلادٌ بلا «دولة» عملياً في لحظةٍ تحاصرها «لعبة الامم» وحرائقها المشتعلة من حولها... فأي لبنان سيكون؟ وماذا سيبقى من هذا الـ «لبنان» الذي صار هامشياً في عواصم اللعبة الكبرى؟
الولايات المتحدة اولويتها مع ايران، روسيا اولويتها في أوكرانيا، المملكة العربية السعودية اولويتها سورية، ايران اولويتها مبادلة النووي بـ «مراكز نفوذ»... وهكذا يغيب لبنان عن سلّم الاولويات ويتدحرج ليصبح مجرد «ساحة رديفة» لما يجري في سورية، وتصبح «روزنامته» السياسية مربوطة تارة بما يحدث في القلمون وتارة بما سيحدث في جنيف وكأن الداخل سلّم أمره لمقتضيات الصراع الاقليمي.
كلام كثير يقال يومياً في بيروت عن الحكومة التي لم تولد، والحكومة التي ربما تبصر النور بعد حين، عن الاستحقاق الرئاسي انتخاباً او تمديداً او فراغاً، عن «الود المفقود» بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان و«حزب الله»، عن حرق المراكب بين «8 و14 آذار»، عن الأمن المهزوز في الداخل وعلى الحدود، وعن المخاوف من «تفخيخ» الأعياد في مناطق مسيحية، وعن النازحين الذين تحوّلوا أزمة في البلاد المأزومة.
وبعيداً من «مخلفّات» الكسا، بقيت بيروت مشدودة الى «المواجهة» بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبين فريق 8 آذار وعلى رأسه «حزب الله» الذي يعتبر ان سليمان يضعه بين «فكيْ كماشة» فإما حكومة «امر واقع» قبيل بدء المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية (25 آذار) وإما التمديد او التجديد له.
وفي حين ينفي سليمان اي نية لديه في التمديد او التجديد، ترى اوساط 14 آذار ان «حزب الله» يخشى من الورقة التي يمسك بها رئيس الجمهورية، اي إصدار مراسيم حكومة جديدة في «ربع الساعة الاخير»، لانها تضع البلاد عملياً بين خياريْ إما حكومة جديدة من خارج دفتر شروطه وإما انتخابات رئاسية تجري في مواعيدها، فيما هدف الحزب بحسب هذه الاوساط ان يبقى الخيار بين لا انتخابات رئاسية في ظل فراغ كامل او لا انتخابات رئاسية في ظل حكومة تصريف الاعمال الحالية التي «ترث» هي صلاحيات الرئاسة وذلك في انتظار نضوج الظروف الكاملة للانقضاض على اتفاق الطائف من بوابة «أزمة النظام».
وكان بارزاً امس استمرار محاولات رسم «الخطوط الحمر» وتحديد «السقوف» في المواجهة حول ملفي الانتخابات الرئاسية والحكومة «التوأمين»، وهو ما تجلى في النقاط الآتية:
• ملاقاة رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الرئيس سليمان في موقفه من دستورية حكومة يُصدران مراسيمها ولو لم تنل ثقة البرلمان فتكون حكومة رئاسية بحال تعذّر إنجاز الاستحقاق الرئاسي، اذ اعلن انه «متى تم تأليف الحكومة تصبح دستورية، وهي تصدر بعد توقيع رئيس الجمهورية المراسيم الثلاثة: قبول استقالة الحكومة السابقة، مرسوم التكليف، ومرسوم التأليف والتشكيلة الوزارية، وعندها تذهب التشكيلة الى مجلس النواب لنيل الثقة، فإذا نالتها تأخذ مسارها الطبيعي، وإذا لم تنلها تصبح هي حكومة تصريف الأعمال».
• مواصلة فريق 8 آذار وإعلامه الهجوم على رئيس الجمهورية سواء من خلال تقارير نقلت عنه انه فاتح أطرافاً فيه برغبته في التمديد «بذريعة الخوف من تفجير الأوضاع إذا تسلمت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحكم بعد انتهاء ولايته، ولم تجر انتخابات رئاسية وهذا ما لا تقبله السعودية»، او من خلال اعلان قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» ما حدث من أخذ وردّ مع سليمان بأنه عل طريقة «طرق الباب فسمع الجواب».
• «تهديد» الوزير السابق وئام وهاب (القريب من النظام السوري) لسليمان مباشرة معلناً «يا فخامة الرئيس الحكومة المقبولة هي 9+9+6، وأي حكومة تخالف هذا المبدأ تكون لعبا بالنار، ولا نعتقد أنك تريد أو قادر على اللعب بالنار في ظل هذه الظروف لأن اللعب بالنار يشعل حريقاً لا يعرف أحد نتائجه في لبنان، ولا نعتقد بأنك ممن يريدون إشعال هذا النوع من الحرائق».
في موازاة ذلك، ووسط مخاوف من ان يستدعي «شد الحبال» القاسي على جبهة الحكومة الجديدة والانتخابات الرئاسية «ملاقاتها» بضغوط أمنية من خلال توتيرات او المزيد من الاستدراجات للأزمة السورية الى الداخل اللبناني في سياق توجيه «رسائل إنذار» اقليمية ودولية من مغبة اي خطوة يُقْدم عليها رئيس الجمهورية في الملف الحكومي «من جانب واحد»، نُقل عن أوساط سليمان انه سيقوم بخطوة قبل انتهاء ولايته، آخذاً في الاعتبار ان هناك توقيتا إقليميا وتوقيتا داخليا في حينه. ورأت ان سليمان لو أراد قيام حكومة أمر واقع لكان أقدم على ذلك لكنه يحرص على وضع جميع الاطراف امام مسؤولياتهم واستنفاد كل المحاولات من أجل الوصول الى حكومة جامعة تتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها وتنال ثقة مجلس النواب، في حين تجزم اوساط سياسية ان الرئيس اللبناني لا يكن ان يسلّم البلاد الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة لسببين اولهما انها حكومة من لون واحد وثانيهما انها حكومة غير عاملة بعد استقالة رئيسها.
واستوقف الاوساط السياسية ان «الكباش» حول الملف الرئاسي - الحكومي ترافق مع إدخال فرنسا على الخط من بوابة الحديث عن دور ممكن لها في مسألة الاستحقاق الرئاسي. وفي حين يزور سليمان باريس في الساعات الـ 48 المقبلة في زيارة وصفت بأنها طبية، لم تستبعد تقارير ان يلتقي الرئيس اللبناني نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند.
غير ان «ألكسا» اللبنانية ورغم عبورها بسلام، فانها تحوّلت «مأساة» سورية بلغت حد «الفضيحة الانسانية»... عشرات آلالاف من الأطفال مع ذويهم في «عراء» الطقس العاصف، لا مأوى ولا سقف ولا اغطية ولا تدفئة ولا... مَن يحزنون. ففي الربوع اللبنانية «القاتمة» اكثر من مليون نازح من سورية تُركوا في مواجهة قدَرهم البائس و... العاصفة.
«ألكسا» المناخية، جاءت، عبرت، وذهبت تاركة «الوطن الهش» فريسة لـ «ألكسا» السياسة والأمن والاقتصاد والاجتماع... فلبنان المقيم منذ زمن بعيد في عين العاصفة وقلْبها، مرشح لمزيد من الرياح الهوجاء الآتية من غير اتجاه، خصوصاً في ضوء «التوقعات السود» التي تصدر تباعاً من «الأرصاد الاقليمية» وتؤشر الى سيناريوات داكنة تتجمع في سماء بلادٍ تدهمها استحقاقات لا مفرّ منها.
فمَن يدقق في يوميات بيروت يكتشف حجم المأزق المفتوح على المجهول، الذي يكاد ان يكون معلوماً... فالبلاد بلا حكومة وبرلمانها «عاطل عن العمل» ومرشحة لان تصبح بلا رئيس للجمهورية... بلادٌ بلا «دولة» عملياً في لحظةٍ تحاصرها «لعبة الامم» وحرائقها المشتعلة من حولها... فأي لبنان سيكون؟ وماذا سيبقى من هذا الـ «لبنان» الذي صار هامشياً في عواصم اللعبة الكبرى؟
الولايات المتحدة اولويتها مع ايران، روسيا اولويتها في أوكرانيا، المملكة العربية السعودية اولويتها سورية، ايران اولويتها مبادلة النووي بـ «مراكز نفوذ»... وهكذا يغيب لبنان عن سلّم الاولويات ويتدحرج ليصبح مجرد «ساحة رديفة» لما يجري في سورية، وتصبح «روزنامته» السياسية مربوطة تارة بما يحدث في القلمون وتارة بما سيحدث في جنيف وكأن الداخل سلّم أمره لمقتضيات الصراع الاقليمي.
كلام كثير يقال يومياً في بيروت عن الحكومة التي لم تولد، والحكومة التي ربما تبصر النور بعد حين، عن الاستحقاق الرئاسي انتخاباً او تمديداً او فراغاً، عن «الود المفقود» بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان و«حزب الله»، عن حرق المراكب بين «8 و14 آذار»، عن الأمن المهزوز في الداخل وعلى الحدود، وعن المخاوف من «تفخيخ» الأعياد في مناطق مسيحية، وعن النازحين الذين تحوّلوا أزمة في البلاد المأزومة.
وبعيداً من «مخلفّات» الكسا، بقيت بيروت مشدودة الى «المواجهة» بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبين فريق 8 آذار وعلى رأسه «حزب الله» الذي يعتبر ان سليمان يضعه بين «فكيْ كماشة» فإما حكومة «امر واقع» قبيل بدء المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية (25 آذار) وإما التمديد او التجديد له.
وفي حين ينفي سليمان اي نية لديه في التمديد او التجديد، ترى اوساط 14 آذار ان «حزب الله» يخشى من الورقة التي يمسك بها رئيس الجمهورية، اي إصدار مراسيم حكومة جديدة في «ربع الساعة الاخير»، لانها تضع البلاد عملياً بين خياريْ إما حكومة جديدة من خارج دفتر شروطه وإما انتخابات رئاسية تجري في مواعيدها، فيما هدف الحزب بحسب هذه الاوساط ان يبقى الخيار بين لا انتخابات رئاسية في ظل فراغ كامل او لا انتخابات رئاسية في ظل حكومة تصريف الاعمال الحالية التي «ترث» هي صلاحيات الرئاسة وذلك في انتظار نضوج الظروف الكاملة للانقضاض على اتفاق الطائف من بوابة «أزمة النظام».
وكان بارزاً امس استمرار محاولات رسم «الخطوط الحمر» وتحديد «السقوف» في المواجهة حول ملفي الانتخابات الرئاسية والحكومة «التوأمين»، وهو ما تجلى في النقاط الآتية:
• ملاقاة رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الرئيس سليمان في موقفه من دستورية حكومة يُصدران مراسيمها ولو لم تنل ثقة البرلمان فتكون حكومة رئاسية بحال تعذّر إنجاز الاستحقاق الرئاسي، اذ اعلن انه «متى تم تأليف الحكومة تصبح دستورية، وهي تصدر بعد توقيع رئيس الجمهورية المراسيم الثلاثة: قبول استقالة الحكومة السابقة، مرسوم التكليف، ومرسوم التأليف والتشكيلة الوزارية، وعندها تذهب التشكيلة الى مجلس النواب لنيل الثقة، فإذا نالتها تأخذ مسارها الطبيعي، وإذا لم تنلها تصبح هي حكومة تصريف الأعمال».
• مواصلة فريق 8 آذار وإعلامه الهجوم على رئيس الجمهورية سواء من خلال تقارير نقلت عنه انه فاتح أطرافاً فيه برغبته في التمديد «بذريعة الخوف من تفجير الأوضاع إذا تسلمت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحكم بعد انتهاء ولايته، ولم تجر انتخابات رئاسية وهذا ما لا تقبله السعودية»، او من خلال اعلان قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» ما حدث من أخذ وردّ مع سليمان بأنه عل طريقة «طرق الباب فسمع الجواب».
• «تهديد» الوزير السابق وئام وهاب (القريب من النظام السوري) لسليمان مباشرة معلناً «يا فخامة الرئيس الحكومة المقبولة هي 9+9+6، وأي حكومة تخالف هذا المبدأ تكون لعبا بالنار، ولا نعتقد أنك تريد أو قادر على اللعب بالنار في ظل هذه الظروف لأن اللعب بالنار يشعل حريقاً لا يعرف أحد نتائجه في لبنان، ولا نعتقد بأنك ممن يريدون إشعال هذا النوع من الحرائق».
في موازاة ذلك، ووسط مخاوف من ان يستدعي «شد الحبال» القاسي على جبهة الحكومة الجديدة والانتخابات الرئاسية «ملاقاتها» بضغوط أمنية من خلال توتيرات او المزيد من الاستدراجات للأزمة السورية الى الداخل اللبناني في سياق توجيه «رسائل إنذار» اقليمية ودولية من مغبة اي خطوة يُقْدم عليها رئيس الجمهورية في الملف الحكومي «من جانب واحد»، نُقل عن أوساط سليمان انه سيقوم بخطوة قبل انتهاء ولايته، آخذاً في الاعتبار ان هناك توقيتا إقليميا وتوقيتا داخليا في حينه. ورأت ان سليمان لو أراد قيام حكومة أمر واقع لكان أقدم على ذلك لكنه يحرص على وضع جميع الاطراف امام مسؤولياتهم واستنفاد كل المحاولات من أجل الوصول الى حكومة جامعة تتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها وتنال ثقة مجلس النواب، في حين تجزم اوساط سياسية ان الرئيس اللبناني لا يكن ان يسلّم البلاد الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة لسببين اولهما انها حكومة من لون واحد وثانيهما انها حكومة غير عاملة بعد استقالة رئيسها.
واستوقف الاوساط السياسية ان «الكباش» حول الملف الرئاسي - الحكومي ترافق مع إدخال فرنسا على الخط من بوابة الحديث عن دور ممكن لها في مسألة الاستحقاق الرئاسي. وفي حين يزور سليمان باريس في الساعات الـ 48 المقبلة في زيارة وصفت بأنها طبية، لم تستبعد تقارير ان يلتقي الرئيس اللبناني نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند.