منى فهد عبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي

اتجاهات معاكسة ... !

تصغير
تكبير
إن السياسة هي مركز التوازنات والحلول المتوسطة، وحين يكون السياسي في السلطة لابد أن يكون على قدر من المسؤولية تجاه تلبية رغبات الناس وتطلعاتهم واحتياجاتهم، والتي أهمها حكومة تُشعر الناس بأن الدولة تمثلهم بتحقيق مصالحهم على أفضل وجه ممكن، وهذا لا يتم إلا إذا كانت هناك آلية لتصحيح أخطاء الحكومات والمحاسبة عليها.

إن أردنا أن يكون الانجاز على قدر من النجاح والتفوق في حل مشكلات الناس، وحماية المبادئ والقيم التي يؤمنون بها، لابد من تقدير المهارات الفائقة والعظيمة في فهم الناس لمفهوم النجاح من خلال مقارنة أحوالهم بأحوال شعوب مجاورة أو مناظرة، وان انفتاح العالم على بعضه يسهّل عمليات المقارنة ويزيد من فهم الناس لواقعهم أياً كانت حقيقته، وهذا الفهم العميق للواقع يزيد في طموحات الناس، ويقوّي حساسيتهم نحو المشكلات، ويساعدهم على مواجهة مشكلاتهم والتي بدورها تساعد على ارتياد آفاق جديدة للنهوض والتقدم، بالإضافة إلى صياغة رؤية استكشافية للمستقبل.


لا يخفى على أحدٍ منا أن الأمة الكويتية تعاني من مشكلات معضلة أهمها اليوم مشكلة الإسكان بعد أن كانت الرابعة في سلم الأولويات، أظن كما يظن الكثير منا بأن مشكلات عدم الاستقرار السياسي والصحة والتعليم أولى بكثير من مشكلة الإسكان، وهذا لا يعني التهوين أو الادعاء بعدم أهمية مشكلة الإسكان فالكل بحاجة للاستقرار النفسي والأسري حتى يستطيع أن يقوم بواجباته ومهامه تجاه وطنه على أساس من الأمانة والمراقبة الذاتية ومراعاة حق الله في العمل ومن ثم حق البلد، فالمتوقع من الدولة الفاضلة أن تدير شؤون بلادها بقوانين ونظم وأحكام واضحة ومفصلة لتحقيق العدالة والمساواة بين الناس في حل المشكلات، ابتداءً بالاستقرار وانتهاءً بالإسكان، وبما أن التجاوزات على المال العام وحقوق المواطنين حاضرة في كل مشاريع الدولة فمن الطبيعي أن نتراجع ونتخلف في حل مشكلات الناس إلى أن تراكمت وتزاحمت وتركنا الأهم لعلاج المهم!

في الختام نقول.. لمن يديرون شؤون هذا البلد يجب عليكم التعاطي مع القضايا والمشكلات التي تخص المواطن بشكل مباشر، وأهمها بل وأجلّها ما يهدد أمنه واستقراره، بجرأة ومصداقية وحكمة، فالمواطن لا يبالي بالأرقام والأخبار والأدلة التصريحية، بقدر ما يهتم ويتابع ويراقب بلورة المشاريع برؤى كلية على أرض الواقع لينعم بخيرات بلاده، فأنت يا سياسي ويا حكومي أولا وآخرا ابن لهذا البلد فلا ترمِ الحجارة في المياه الراكدة وتوهم الناس بأن مشكلاتهم ستعالج بمضادات سريعة المفعول وأنت لا همّ لك إلا تسخير كل من حولك لمصلحتك الشخصية، ولا يهمك من هموم ومشكلات المواطن إلا القشور! فكن على قدر من المسؤولية أمام الله ثم أمام الناس يوم تُسأل وتحاسب عما انجزته من مصالح الناس وما عالجته من مشكلاتهم.

twitter: @mona_alwohaib

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي