تحليل أخباري / توافق على حكومة سورية انتقالية كاملة الصلاحيات... وإبقاء الباب «موارباً» مع إيران
القمة الخليجية بين برودة الأجواء وتبريد التباينات ... خلاف الرأي لا يفسد لـ«التعاون» مسيرة


• مرزوق الغانم يدشن المشاركة الشعبية البرلمانية في آليات المجلس
عائدا من رحلة «قنص» في البر، وشاهرا ابتسامته الدائمة... استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في المطار أمس ضيوفه قادة مجلس التعاون الخليجي باحاديث ودية حارة في اجواء مناخية باردة هبت على الكويت امس حيث انخفضت الحرارة ليلا الى ما تحت الدرجات الخمس ما دفع وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود إلى الربط بين برودة الطقس وتبريد الخلافات وبين ارتفاع حرارة الأحاديث الودية وانخفاض حرارة التباينات السياسية.
القمة التي افتتحت بكلمة لسمو الأمير عصر أمس، تمثلت فيها السعودية بولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، والإمارات بنائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وسلطنة عمان بنائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد. اما قطر فتمثلت بالأمير الشيخ تميم بن حمد ومملكة البحرين بالملك حمد بن عيسى.
وافتتح سمو الأمير القمة بمفاجأتين، الأولى اشراك رئيس البرلمان الكويتي رئيس الدورة الحالية للبرلمانات الخليجية في إلقاء كلمة دعا فيها إلى تطوير هيكلية المجلس باشراك النخب المنتخبة ومؤسسات المجتمع المدني، وهي الفكرة التأسيسية التي تبرعت الكويت دائما في اطلاقها.
والمفاجأة الثانية تمثلت في استضافة رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن مجازر النظام السوري وكيف حول بشار الأسد سورية إلى مختبر للفتنة الطائفية عبر ادخاله «حزب الله» وايران على خط مواجهة الثورة الإصلاحية بخطاب الثأر للحسين وحماية السيدة زينب ما أدى إلى رد فعل من طرف آخر «فكانت داعش واخواتها والملثمون من ناحية وحزب الله من ناحية اخرى».
وإذ دعا الجربا إلى صندوق إغاثة للسوريين، أكد أن لا مكان للأسد في سورية مستقبلا وان «جنيف 2» ان لم يلب نتائج «جنيف1» فسيكون بلا جدوى.
يذكر ان استضافة الكويت للجربا ليلقي هذه الكلمة القوية أمام قادة الخليج تأتي بعد ثلاثة أيام فقط من قول بشار الأسد ان علاقات نظامه مع الكويت والإمارات وعمان طبيعية.
في «المطبخ» السياسي الكويتي، يأمل المسؤولون ان تخرج القمة ببيان قوي في ما يتعلق بالموضوع السوري، وهو الأمر الذي تم التوافق عليه بحسب متابعين لنقاشات اجتماع وزراء الخارجية الذين توافقوا على انجاح مؤتمر «جنيف 2» باتجاه «تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات»، أما في الموضوع الإيراني فسيتم التوصل إلى صيغة تبقي ثوابت مجلس التعاون الخليجي صلبة مع ترك الباب «مواربا» قليلا لجهة الترحيب بالاتفاق الإيراني الغربي واعتباره عامل استقرار في المنطقة «ان تم تنفيذ التعهدات كاملة» إضافة إلى الدعوات المباشرة وغير المباشرة لإيران لبناء المزيد من عوامل الثقة مع جيرانها.
ويمكن إدراج زيارة وفد قطري رفيع المستوى إلى القاهرة قبل القمة الخليجية جزءا «من تبريد ملف التباين بين الرياض والدوحة»، من خلال الوساطة المعروفة التي قادها سمو الشيخ صباح الأحمد بين الدولتين.
القمة ستعتمد انشاء قيادة عسكرية موحدة لدول الخليج وأكاديمية أمنية وجهاز انتربول خليجي لكن السياسيين الكويتيين المتحركين في كواليس القمة يأملون ان تخرج بانجازات اقتصادية «ولو حتى باتفاق قابل للتنفيذ او باتفاقين» تغطي على صورة الخلافات السياسية التي يرى مسؤولون انها موجودة «لكن تضخيمها كان يرمي إلى اشياء أخرى غير النية في معالجتها طبعا».
وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله شارك مرارا في القمم الخليجية السابقة قبل ان يكون وزيرا، ليس أمام الكاميرات بل خلفها من خلال الجهود التي تبذل في الكواليس لاخراج البيانات التوافقية.
في دردشة سريعة معه قال الشيخ محمد العبد الله ان ما شهدته القمة قبل انعقادها من تصريحات متباينة حول مسائل الاتحاد الخليجي ومسيرة المجلس «ليس جديدا على الإطلاق أو شيئا استثنائيا، فقد كان مستوى المصارحة في كواليس بعض القمم مرتفعا إلى درجة كبيرة وهو أمر طبيعي داخل البيت الواحد».
ويضيف العبد الله ان كواليس بعض القمم كانت تشهد فتحا لكل الملفات الخلافية العالقة «وكنا نحرص على إعلاء شأن المشتركات على المتناقضات ونحاول قدر الإمكان الخروج ببيان توافقي»، مشيرا إلى وجود «نية صادقة ورغبة واضحة لدى الدول الخليجية في الحفاظ على تماسك الموقف وتوسيع الطريق امام تقدم المشاريع الاقتصادية والتنموية المشتركة على حساب التباينات السياسية، لأن الجميع مقتنع بأن التكامل الاقتصادي يمكن أن ينعكس إيجابا على الوضع السياسي».
يؤكد مسؤول في الوفد العماني المشارك في قمة الكويت كلام الشيخ محمد العبدالله، ويقول ان سلطنة عمان «كانت أكثر طرف خليجي يجنح إلى الهدوء والتعاون في مناقشات الكواليس التي حصلت على هامش القمم السابقة وذلك باعتراف الجميع»، مستدركا بابتسامة «لكننا اليوم كنا حدث القمة من خلال الموقف الذي اعلناه باننا ضد الاتحاد الخليجي الآن واذا فرض علينا ننسحب بهدوء وبكل محبة».
ويضيف المسؤول الخليجي: «لا شيء جديدا في ما اعلناه، فالاتحاد هو تتويج لسلسلة اتفاقات. فهل كل دول الخليج متفقة تماما على كل الاتفاقات؟».
ويتابع: «الصراحة مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبما اننا في الكويت فأنا أسأل:هل الاتفاقية الأمنية مثلا التي أقرت وافق عليها مجلس الأمة الكويتي؟ حتى الآن المجلس لم يوافق عليها فكيف نقفز إلى اتحاد ونحن ما زلنا في طور التوافق على الاتفاقات. الأمر ذاته ينطبق على العملة الموحدة والمصرف المركزي الخليجي والسوق المشتركة وغيرها».
القمة التي افتتحت بكلمة لسمو الأمير عصر أمس، تمثلت فيها السعودية بولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، والإمارات بنائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وسلطنة عمان بنائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد. اما قطر فتمثلت بالأمير الشيخ تميم بن حمد ومملكة البحرين بالملك حمد بن عيسى.
وافتتح سمو الأمير القمة بمفاجأتين، الأولى اشراك رئيس البرلمان الكويتي رئيس الدورة الحالية للبرلمانات الخليجية في إلقاء كلمة دعا فيها إلى تطوير هيكلية المجلس باشراك النخب المنتخبة ومؤسسات المجتمع المدني، وهي الفكرة التأسيسية التي تبرعت الكويت دائما في اطلاقها.
والمفاجأة الثانية تمثلت في استضافة رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن مجازر النظام السوري وكيف حول بشار الأسد سورية إلى مختبر للفتنة الطائفية عبر ادخاله «حزب الله» وايران على خط مواجهة الثورة الإصلاحية بخطاب الثأر للحسين وحماية السيدة زينب ما أدى إلى رد فعل من طرف آخر «فكانت داعش واخواتها والملثمون من ناحية وحزب الله من ناحية اخرى».
وإذ دعا الجربا إلى صندوق إغاثة للسوريين، أكد أن لا مكان للأسد في سورية مستقبلا وان «جنيف 2» ان لم يلب نتائج «جنيف1» فسيكون بلا جدوى.
يذكر ان استضافة الكويت للجربا ليلقي هذه الكلمة القوية أمام قادة الخليج تأتي بعد ثلاثة أيام فقط من قول بشار الأسد ان علاقات نظامه مع الكويت والإمارات وعمان طبيعية.
في «المطبخ» السياسي الكويتي، يأمل المسؤولون ان تخرج القمة ببيان قوي في ما يتعلق بالموضوع السوري، وهو الأمر الذي تم التوافق عليه بحسب متابعين لنقاشات اجتماع وزراء الخارجية الذين توافقوا على انجاح مؤتمر «جنيف 2» باتجاه «تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات»، أما في الموضوع الإيراني فسيتم التوصل إلى صيغة تبقي ثوابت مجلس التعاون الخليجي صلبة مع ترك الباب «مواربا» قليلا لجهة الترحيب بالاتفاق الإيراني الغربي واعتباره عامل استقرار في المنطقة «ان تم تنفيذ التعهدات كاملة» إضافة إلى الدعوات المباشرة وغير المباشرة لإيران لبناء المزيد من عوامل الثقة مع جيرانها.
ويمكن إدراج زيارة وفد قطري رفيع المستوى إلى القاهرة قبل القمة الخليجية جزءا «من تبريد ملف التباين بين الرياض والدوحة»، من خلال الوساطة المعروفة التي قادها سمو الشيخ صباح الأحمد بين الدولتين.
القمة ستعتمد انشاء قيادة عسكرية موحدة لدول الخليج وأكاديمية أمنية وجهاز انتربول خليجي لكن السياسيين الكويتيين المتحركين في كواليس القمة يأملون ان تخرج بانجازات اقتصادية «ولو حتى باتفاق قابل للتنفيذ او باتفاقين» تغطي على صورة الخلافات السياسية التي يرى مسؤولون انها موجودة «لكن تضخيمها كان يرمي إلى اشياء أخرى غير النية في معالجتها طبعا».
وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله شارك مرارا في القمم الخليجية السابقة قبل ان يكون وزيرا، ليس أمام الكاميرات بل خلفها من خلال الجهود التي تبذل في الكواليس لاخراج البيانات التوافقية.
في دردشة سريعة معه قال الشيخ محمد العبد الله ان ما شهدته القمة قبل انعقادها من تصريحات متباينة حول مسائل الاتحاد الخليجي ومسيرة المجلس «ليس جديدا على الإطلاق أو شيئا استثنائيا، فقد كان مستوى المصارحة في كواليس بعض القمم مرتفعا إلى درجة كبيرة وهو أمر طبيعي داخل البيت الواحد».
ويضيف العبد الله ان كواليس بعض القمم كانت تشهد فتحا لكل الملفات الخلافية العالقة «وكنا نحرص على إعلاء شأن المشتركات على المتناقضات ونحاول قدر الإمكان الخروج ببيان توافقي»، مشيرا إلى وجود «نية صادقة ورغبة واضحة لدى الدول الخليجية في الحفاظ على تماسك الموقف وتوسيع الطريق امام تقدم المشاريع الاقتصادية والتنموية المشتركة على حساب التباينات السياسية، لأن الجميع مقتنع بأن التكامل الاقتصادي يمكن أن ينعكس إيجابا على الوضع السياسي».
يؤكد مسؤول في الوفد العماني المشارك في قمة الكويت كلام الشيخ محمد العبدالله، ويقول ان سلطنة عمان «كانت أكثر طرف خليجي يجنح إلى الهدوء والتعاون في مناقشات الكواليس التي حصلت على هامش القمم السابقة وذلك باعتراف الجميع»، مستدركا بابتسامة «لكننا اليوم كنا حدث القمة من خلال الموقف الذي اعلناه باننا ضد الاتحاد الخليجي الآن واذا فرض علينا ننسحب بهدوء وبكل محبة».
ويضيف المسؤول الخليجي: «لا شيء جديدا في ما اعلناه، فالاتحاد هو تتويج لسلسلة اتفاقات. فهل كل دول الخليج متفقة تماما على كل الاتفاقات؟».
ويتابع: «الصراحة مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبما اننا في الكويت فأنا أسأل:هل الاتفاقية الأمنية مثلا التي أقرت وافق عليها مجلس الأمة الكويتي؟ حتى الآن المجلس لم يوافق عليها فكيف نقفز إلى اتحاد ونحن ما زلنا في طور التوافق على الاتفاقات. الأمر ذاته ينطبق على العملة الموحدة والمصرف المركزي الخليجي والسوق المشتركة وغيرها».