المصري أفندي / أنا عندي ثورة ...!

تصغير
تكبير
فيه في حياتنا حاجات كتير معروف أوانها ووقتها ودي حاجة معروفة وبديهية... كل شيء في آوانه حلو وده مثل جميل من أمثالنا الشعبية... يعني البطيخ في الصيف بيبقى طِعم ولذيذ وشوربة العدس في الشتاء بتدغدغ الدفا جواك بعذوبة وانسيابية... والأمثلة في الحاجات دي كتيره ومش محتاجة تفسير ولا نباهة ولا حتى مفهومية... ما هو الكل عارف أن القمر بيطلع في الليل والشمس بتطلع دايما في الفجرية... وكمان عارفين ان البحر مالح والنهر حلو وان كمان الأرض على رأي فؤاد المهندس بتلف وكروية... القصد ان دي حقائق ثابتة والناس عارفاها وعايشين فيها وبيها في حقيقة مُسلم بيها وبيتعاملوا معاها بصورة روتينية... كل ده بيحصل ووارد الحدوث وبنستقبله بلا استغراب لأنه بيبقى في أوانه ومقبول وبيحصل بصورة طبيعية... قلنا كل شيء في أوانه ومكانه حلو عمرك والدليل عمرك شفت حد بيطبخ الأرانب بالورد بدل الملوخية... عمرك شفت القمر في النهار وللا عمرك شفت الشمس بتشرق في ساعة مغربية... لكن ده جايز ووارد حدوثه في المحروسة واللي عايشينه وشايفينه بعد ثورة شعب في الميدان كانت صادقة وحقيقية... أينعم اتنشلت آه والفاعل معروف وسابوه تحت مسمى الشرعية... وده طبعا كان سيناريو كبير شاركت فيه أطراف كتير من كل صوب بالقصد والاصرار والنية... أصل حالة الثورة بعيد عنك كانت راكبة ومتسلطة على ناس وأطراف كتيرة وكله حسب المصالح والغرض وفتح مخك والمفهومية... اللعبة كانت كبيرة ومحتاجة أطراف كتيرة من جوه وبره علشان الثورة تتسبك وتظهر وكأنها عفوية... الفكرة كانت موجودة من زمان والنية موجودة لكن كان لازم البحث عن عامل مساعد وحسب قوانين الكيمياء يسرع العملية... طبعا كان الحل ناس محفلطين مزفلطين بشوية مكياج خفيف على كام حتة كاجوال على كام دورة تبقى الأمور طبيعية... الطابور الخامس بقى موضة قديمة وحاجة عند الأمن مفقوسة ولكن نيو لوك بسيط ممكن يتغطوا بشعار نشطاء سياسيين أو تابعين لمنظمات حقوقية... الاسم ناشط سياسي والمهنة فاجر وقادر ومتلون والفعل سوس بينخر في جسد الكرامة الوطنية... الحجة ثورة والمهنة أونطجي والسمعة ثورجي وعامل فيها بيه بنص لسان وهو في الأصل منتمي لقافلة البلطجية... الاسم ناشط سياسي وحبه للوطن قاسي ومع كل المواقف راكب وماشي والوطن هو الضحية... الاسم ناشط سياسي مالوش أمان عايش على فتات الموائد في كل مكان بيتلون حسب الأهواء والزمان عامل فيها ثورجي ومنتمي وهو معدوم الهوية... عايزينها ثورة ماشي خلينا نهتف ونشجب ونرفع الرايات ونقول أحلى شعارات ونبقى ثورجية... عايزينها رابعة ماشي خليها رابعة ونقطع الصباع ونعمل للوطن صداع ونسميها شرعية... عايزنها عسكر ماشي نشيل يسقط ونكتب يعيش حكم العسكر ونصفق للسيسي ونعمل فيها جند من خير جنود الأرض اللي قاموا وغيروا التاريخ وأنقذوا من الجهل بهية... اعلان دستوري ياحلاوته ياجماله وحسب الفاتورة نشجب وللا نؤيد واللي حيراعينا يبقى يا بخته يا هناه حنكون تحت الأمر ونمدح ونطبل في الاعلام والقنوات الفضائية... حيقولوا دستور مايضرش وحنركب الموجة ناخد المعلوم حنأيده حيضايقونا حنطلع الميادين ونعمل مليونية... المستحيل عندنا من غير حدود ودورنا محدد ومحدود وشعارنا أبجني تجدني وأنا دايما تحت الطلب وقد المسؤولية... بيقولوا علينا طرح ثورة واحنا شايفينها سبوبة ساعة تروح وساعة تيجي ومسمار جحا معلقينه على رقبة كل جاهل عديم المفهومية... ثورة ثورة مش عيب ولا حرام وكلها سبوبة وأكل عيش وزمان قالوا أكل العيش يحب الخفية... والله احنا غلابة وعبد المأمور قالوا ثورة قلنا فرصة وليه لأ مدام فيه ناس لسه بتعبد البقر وبتشيلنا فوق الأعناق ولا هي فاهمة أصل الحكاية ايه هي... هي ديتها ايه غير شوية غنم على كاميرا تلفون على مشهد تمثيلي وشير وابعت على الجزيرة اللي فاتحة 24 ساعة مستنية... هي ديتها ايه غير شعر منكوش وكرش منفوش على فارغ خرطوش وشفتني وأنا ميت وتكمل التمثيلية... ناشط سياسي مهنة لذيذة وكلها أكشن مدام مفيش قانون ولا فيه عقاب ولا قبضة حديدية... صدقني دي مهنة كل فاضي عامل فيها ثورجي وقاضي ومدام حكومتنا ايديها مرعوشة ورئيسها راضي يبقى ليه نشيل الهم ونهتم بالقضية... قضيتنا هي الظهور والتلميع وشوية هتافات والواحد يبقى شجيع والوطن والحمد لله مشغول والوضع فظيع وبنلاقي اللي بيحتفل بمحمد محمود وبيلاقي من كل الأطراف مردود يبقى ليه ما نلعبش اللعبة دية... طول مالوطن مهموم والمواطن بيئن بصوت مكتوم والحل غايب رغم ان الطريق معلوم وطول مافيه شيء دايما في المعادلة مش مفهوم يبقى حتلاقينا دايما بنفس المسار والهوية... مش قالوا يا ناشط ايه فرعنك قلت حكومة مهزوزة بتصدق رواية حقوق الانسان وبتعمل ألف حساب لماما أميركا ومنظمات البزنس الحقوقية... حكومة عاملة فيها لارج وبتطبطب وتتهاون في حق الوطن بحجة روح الانكلاب قال يعني حكومة ديموقراطية... كاميرون قال عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لا تسألوني عن حقوق الانسان ودي جملة صادقة وواقعية... لكن حكومة الببلاوي بتقول معلش ناشط وغلط أو ثورجي ومتأثر بمشكلة عاطفية... بالذمة مش يبقى عندنا حق ونعمل فيها مجانين ثورة ساعة تروح وساعة تيجي حسب الحالة السياسية...!!

الوطن محتاج دكر الوطن مش ناقص انهيار... الوطن أكبر من كل عابث وناشط بينخر زي السوس وبيفضح الأسرار... القبضة الحديدية آن أوانها خلاص مفيش اختيار... يا نعيش في أمان وسلام يا نسيبها لدود الأرض ينهش فيها ونسيبها تنهار... الوطن على المحك نكون أو لا نكون يانعيش في خنوع ومذلة النشطاء يا نعيش كرام أحرار... خلاص خلصت ولازم نختار الجنة أو النار... أي والله الجنة أو النار...!!


[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي