أدران التعصّب

| u0645u062du0645u062f u0633u0639u0648u062f u0627u0644u0628u0646u0648u0627u0646 |
| محمد سعود البنوان |
تصغير
تكبير
لنبتعد قليلا عن التكلف المقيت مبحرين ولو للحظات في محيط بساطة الخطاب، لنحاول ان نفهم بعضنا وفقا لما نريد لا وفقا لما يريده غيرنا من الممكن ان تختلف وان نتفق وان يكون اساس حوارنا النقاش الجاد، للوصول إلى نقاط اتفاق ترضينا جميعا طالما لا يمس اختلافنا مبادئنا الاساسية التي قد جبلنا عليها وآمنا بها ولكن سوء الفهم الطارئ والذي قد يعكر صفو وجمال حوارتنا هو حجر العثرة في طريق اي انجاز حواري نصبو اليه، ربما نتفق حول هذه النقاط ولكن متى نتخذ تلك الخطوة الجريئة في طريق تطبيق تلك النقاط بدلا من ان تعبرها حبرا على ورق او مجرد مثالية زائفة صعبة التطبيق إن لم يكن تطبيقها ضربا من الخيال؟ إن اساس حل تلك المشكلة يكمن في النظر إلى مسبباتها، وقد تكون اهم تلك المسببات حياتنا اليومية قد لا تخلو من مواقف متعددة نفقد فيها الثقة في كثير من الناس فضلا عن تجارب مأسوية تبقى عالقة في اذهاننا محولة نظرتنا البيضاء الصافية للواقع، إلى نظرة سوداوية مكدرة وعلى هذا تبقى تلك النظرة في تعاملاتنا لفترة من الزمن قد تطول لتتطور شيئا فشيئا مكونة قناعة مغروسة في اتون النفس يصعب استئصالها، ما يعني انعدام القدرة على الاتفاق مع الطرف الآخر حتى في بعض المسلمات الدنيوية الحياتية فضلا عن مواطن الاختلاف في الاراء والتوجهات المادية.

قد لا يكون هذا الامر خافيا على احد ولكن صفاء القلب حسن الطوية، واحسان الظن امور ثلاثة تكون حل معادلة هدم ذلك الصنم الجاثم على الصدور والمسمى بفقدان الثقة بالطرف الآخر فصفاء القلب مرآة لطيب النفس وسمو الروح، وحسن الطوية مثال لثبات الاصل وحسن الظن طاعة للرحمن وان كان كاتب هذه السطور قد قصر فيها فمتى اجتمعت تلك الامور كونت اساسا يبنى عليه مفهوم الحوار الصادق الخالي من ادران التعصب الاعمى، وقضت على شوائب الجاهلية المقيتة القائمة على الكبر في القول والفعل وسهلت على المرا قبول الطرف الآخر كشريك لا كعدو يجب افحامه، وفي الختام ان لم يكن اساس حسن الظن قائما في النفس لمصلحة مادية فليكن لمصلحة اخروية فإن الله تعالى يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ».

[email protected]

@banwan16
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي