دور الرعاية الاجتماعية يا الشهاب

تصغير
تكبير
حسين الراوي

معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يحفظك الله، إن الأقلام أمانات، والقلم الذي ينقش ليس كالقلم الذي يُخربش، والفرق الحقيقي بين الأقلام ليس هو بِغلاءِ أثمانها أو لون حِبرها أو مادَّتِها التي صُنعت منها، بل إن الفرق الساطع بين الأقلام هو مداد الحق والصدق والشجاعة التي تجري به فوق الورق، لذا اسمح لي أيها الوزير أن أخُطَّ إلى حضرتكم سطوراً دَوّنتُها بالمعاناة وصُغتها بالأمل وسَبكتُها بالحق ورصّعتُها بالانتظار.

معالي الوزير، أنا لن أُداهنك بعبارات المديح والإطراء، ولن أمسح طرف مِشلحك من أجل نيل استحسانك فقط، ولن أجتهد كثيراً كي أقترب منك من أجل أن أهمس في أُذنيك بكلماتٍ كاذبة كل همِّهما أن تُخفي عنك الحقيقة من أجل أن تستجلب رضاك ولو بالزور والدجل!

معالي الوزير، عبر هذه السطور سأختصر بيني وبينك عشرات المكاتب الفخمة التي تحول بيني وبينك، وسأتخطى عبر هذه السطور عشرات الوجوه المستنفعة بيني وبينك، وعبر هذه السطور سألفت انتباهك وأُحرِك فكرك وأُصوّب عينيك لأمر مهم جداً.

معالي الوزير، أنت اليوم تحمل في عنقك أمانة عظيمة وكبيرة، كيف لا ؟، وأنت الآن المسؤول الأول عن إحدى أكبر وزارات الدولة. كيف لا ؟، وهذه الوزارة فيها آلاف مؤلفة من الموظفين والعاملين والمستفيدين . كيف لا ؟، وهذه الوزارة العملاقة تتبع لها إدارات كثيرة متنوعة ومبان منتشرة هنا وهناك على خريطة الوطن.

معالي الوزير، إن (مُجمع دور الرعاية الاجتماعية) التابع لوزارتكم، هو مُجمع كبير ومترامي الأطراف يحتاج منكم لثورة إصلاحية وغربلة قوية جميلة ، حيث ان هذا المُجمع يضم داخل أسواره إدارات عدة، وهذه الإدارات يتبعها أنواع من نُزلاء الدور، مثل: الأيتام والمعاقين والمُسنين وضعاف العقول والأحداث من كلا الجنسين. ويضم هذا المُجمع كذلك العديد من المسؤولين الذين لا يستحقون أن يبقوا على كراسيهم، لأنهم لا يؤدون ما عليهم من حقوق ولا يعطون الآخرين حقوقهم إلا  قليلا، وبعض هؤلاء المسؤولين فيهم من يتعامل من الآخرين بفوقية وطبقية وفئوية نتنة، ويعامل الموظفين بالمحسوبية والتفرقة والمصالح الشخصية المتبادلة . وهذا المجمع فيه عدد كبير جداً من الموظفين المظلومين من الذين يُطلق عليهم مُسمى ملاحظ خدمة اجتماعية، حيث انهم لا يجدون التقدير المطلوب الذي يُشعرهم بقيمة وظيفتهم هذه، فهم يعملون لساعات طويلة داخل أسوار هذا المجمع صباحاً ومساءً ويختلطون مع بعض المرضى من نزلاء الدور ممن لديهم أمراض خطرة، ورغم هذا الجهد كله لا يجدون أي زيادة مالية ككادر وظيفي يخفف عنهم مشقة ما يجدون في وظيفتهم هذه ويجعلهم لا يفكرون بالهروب من هذا المجمع ذي البيئة الطاردة. 

معالي الوزير يحفظك الله، تعال بنفسك وشاهد بعينك واستمع بأُذنيك لما يريد أن يقوله لك إخوانك وأخواتك الموظفون هناك في دور الرعاية الاجتماعية، إن لديهم الكثير والكثير مما يردون أن يطلعوك عليه من احتياجات وتظلمات ومعاناة وشكاوى وأسرار وأفكار مختلفة هي في صميم عملهم.

معالي الوزير إن أردت أن تأتي فتعال بمفردك، ولا تأتي مع حشد هائل من الذين لا يهمهم إلا رضاك  وانبساطك والضحك في وجهك حتى وإن كان هذا على حساب كتم آلاف الأصوات والشكاوى والاحتياجات التي يريد إخوتك الموظفون أن يوصلوها إليك، إنهم أكلوا وشربوا وشبعوا من آلاف الزيارات العقيمة والجوفاء، التي انتهت داخل مكاتب رحبة وعلى كراسي فخمة في زخم ضحكات عالية وقلوب لاهية لم تشعر بقيمة الأمانة!

معالي الوزير يحفظك الله، إنك اليوم وزيرٌ تسأل فتُجاب وتأمرُ فتُطاع، وغداً ستقف عبداً مسئولاً بين يدي الله جل جلاله، تُسأل فتُجيِب وتأُمرُ فتُطِيع، في يومٍ لا ينفعك فيه إلا العمل الصالح ودعوات الذين أنصفتهم وقدّرتهم وأحققت حقّهم من الذين هم اليوم أمانة في عنقك.

[email protected]




... وموظفات الرعاية الأسريةلا يناشدن الوزير إعادة الكندري إلى منصبها



توجهت موظفات ادارة الرعاية الاسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بمناشدة إلى الوزير جمال شهاب يرجونه إعادة النظر في أمر السيدة عائشة الكندري واعادتها الى مهام عملها كمساعد مدير في الادارة والتي تم عزلها منها لكونها غير جامعية مع انها الاكفأ لاداء مهام هذه الوظيفة ولها خبرة طويلة في هذا العمل تكفي لادارته باقتدار وامتياز، كما انها تتمتع بخلق كريم وسمعة طيبة لدى جميع المراجعين وكذلك جميع الزميلات في الادارة.

مع الوضع في الاعتبار انه يوجد في الوزارة من تولى مناصب قيادية وأعلى من هذا المنصب ولم يحصل على شهادة جامعية بل كان المعيار في الاختيار هو الخبرة والكفاءة وهو ما يتوافر لدى زميلتنا بشكل كبير... وبناء عليه نناشد معالي الوزير، بل ونرجوه ان يعيد الزميلة عائشة الكندري الى عملها كمراقب للادارة لانها تستحق ذلك وزيادة، ونحن جميعا على استعداد للوقوف بجانبها حرصا منا على العمل داخل الادارة بهدوء وانتظام بعيدا عن التعقيد والمشاكل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي