حذّر من الوقوع فريسة لمكائد الشيطان

عثمان الخميس: أدعو المسلمين لملازمة التوبة كلما اقترفوا الخطيئة

تصغير
تكبير
دعا الداعية الدكتور عثمان الخميس المسلمين كل يوم لملازمة التوبة والإنابة والرجوع إلى الله كلما أذنبوا واقترفوا الخطيئة، محذرا من الوقوع فريسة لمكائد الشيطان الذي يرغب بإيصال المسلم لمرحلة اليأس من رحمة الله وهذا مراده بل وهذا ما يفرحه.
وتابع الخميس في المحاضرة التي تناولت الحديث القدسي «يا عبادي» في الأسبوع الثالث من المخيم الربيعي الذي تنظمه جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء وأدارها الدكتور فرحان عبيد الشمري « لأننا بشر فيقع من الجميع غالبا الخطأ والذنب ويتكرر، فالله عز وجل يغفر الذنوب جميعا».
وبدأ الخميس محاضرته بذكر الحديث القدسي فيما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا « يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضروني، ولن تبغلوا نفعي فتنفعوني».
ودعا الحضور إلى حفظ هذا الحديث وتعلمه وتعليمه ففيه من الفوائد الجمة معلقا عليه بقوله» ان الله ينادينا بقوله يا عبادي وهو أشرف لقب في الدنيا يلقب به الإنسان وذلك بأن يكون عبدا لله فإذا سمعت هذه الكلمة ارعها سمعك فالله عز وجل يريد أن يخبرنا عن أمور منها أنه حرّم الظلم على نفسه في قوله تعالى «إن الله لا يظلم مثقال ذرة» لذلك جعله الله بين البشر محرما.
وعدّد الخميس باختصار أنواع الظلم وهي ثلاثة أولها ظلم الإنسان بالشرك وهو الظلم الذي لا تنفع معه طاعة ويهلك صاحبه، والثاني ظلم النفس وهو واقع في كثير من المسلمين موضحا أن «هذا الظلم متعلق بأخطاء بني آدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم «كل ابن آدم خطاء «وظلم ثالث هو ظلم البغي وأخذ حقوق الناس ومنع ما لهم من حقوق موضحا أن» دعوة المظلوم مستجابة وأن الله عز وجل ينصر المظلوم ولو كان كافرا».
وشرح الخميس قول الله «كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم» فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى فمن أرادها فليطلبها ممن يملكها لذلك يستحيل أن يلجأ إنسان إلى الله تبارك وتعالى وهو صادق في طلب الهداية ولا يهديه ولا يمكن لأن الله قال «أهدكم أي يتحقق لمن طلب الهداية أن يهديه الله ويثبته على الصراط المستقيم».
ودعا الخميس الحضور لاستشعار معانٍ في صفات الله تبارك وتعالى ومنها الرزاق وهي متعلقة بقوله تعالى «كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطمعكم، كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم» «محذرا من أن الله عزوجل يبدل أحوال الإنسان في طرفة عين فلا يغتر بكثرة ماله ولا يتسلل الكِبر إلى نفسه، متعجبا ومتسائلا» من تكون أنت بمقابل الله»؟.
ونبّه الخميس الحضور إلى أننا بشر يقع منا الخطأ ويتكرر ليس فقط بالليل والنهار بل في كل حين باليوم والليلة ورغم ذلك إن تبنا فإن الله يغفر لنا ذنوبنا متسائلا « أي رحمة وأي رجاء أعظم من ذلك حتى لو بلغت ذنوبنا عنان السماء ولو جئنا بقراب الأرض خطايا لغفر لنا ولا يبالي رغم أننا نخطئ في حق الله كل يوم أكثر من خطئنا بحق والدينا».
وشدد على ضرورة أن يتعامل المسلم مع الله تعامل العبد الحقيقي فلا تتعامل مع الله كما تتعامل مع غيره مستشهدا بحال كثير من الناس اليوم الذين ينذرون مثلا نذر المجازاة فيشترطون لعبادة الله بقولهم مثلا «اللهم إن شفيت مريضي أصوم ثلاثة أيام» «أو إن نجحت سوف أتصدق» فالله غني عن صيامنا وصدقتنا بل على المسلم أن يدعو بالشفاء والنجاح فلو سأل البشر جميعا الله عزوجل كل بحسب مسألته لا ينقص ذلك من ملكه شيئا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي