مسفر النعيس / صوت القلم / معرض الكتاب والجلسة الماراثونية

تصغير
تكبير
أصابنا كثير من اليأس والإحباط من عمل الحكومة ومن دفاع نواب الأمة الذين أوصلهم نصف الشعب الكويتي الى قبة عبدالله السالم ليدافعوا عن قضايا ويخففوا من همومه، فأصبح البلد يعيش حالة غريبة وفشلا تشريعيا وتنفيذيا وتخبطا وازدحاما مروريا وبشريا وفوضى وبنية تحتية سيئة كشفت الأمطار والسيول مدى تهالكها وعدم الاهتمام بصيانتها، وكأن هناك من لا يريد الإصلاح ولا يعيش سوى في البيئة الفاسدة.

لذا سأبتعد بمقالي هذا عن السياسة لأن كل الاستجوابات ستبوء بالفشل ولن يستطيع مجلس الأمة أن يوقف الفساد بل سيصف بعضهم في طابور للدفاع عن الحكومة وفسادها وتخبطها.

في هذه الأيام نحاول أن ننسى ما آلمنا من فساد وتخبط وعدم دوران لعجلة التنمية، لنذهب في اتجاه تظاهرة ثقافية لابد أن نتعايش معها فقد افتتح قبل أيام عدة معرض الكتاب الثامن والثلاثون، وهو يمثل فرصة مميزة ودعوة للقراءة واقتناء الكتاب الذي يعتبر خير جلس في الزمان، فهل يعقل ألا تقرأ أمة محمد الذي قال له الله سبحان وتعالى «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» ( صدق الله العظيم).

فاعتقد أن ثمة شروطاً وأسسا علمية لاقتناء الكتاب وقراءته حتى نستفيد منه، فيقول الدكتور عبدالكريم بكار وهو أحد المفكرين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، في كتابة القراءة المثمرة، اقرأ مقدمة الكتاب وخذ فكرة عن طريقة الكتاب وهدفه والخاتمة وفهرس الموضوعات التي تحدث عنها، اقرأ ملخص الكتاب أو ملخصات الفصول مروراً سريعاً وخذ فكرة أكثر عن التفاصيل وتصفح عشوائياً في الكتاب لتأخذ فكرة في طريقة العرض، ويقول الدكتور ساجد العبدلي، في كتابة القراءة الذكية، أن اهداف القراءة تتمثل في البحث عن المتعة والراحة واستشراف الصورة العامة لكتاب ما، والمراجعة لما تمت قراءته سابقاً والبحث عن معلومة بعينها والتدقيق والتصحيح والدراسة المتعمقة والحفظ والقراءة للنقد، كما يقول الدكتور عايض القرني، في كتابه لا تحزن، مطالعة الكتب تفتق الذهن وتهدي العبر والعظات وتمد المطلع بمدد من الحكم وتطلق اللسان وتنمي ملكة التفكير وترسخ الحقائق وتطرد الشبه وهي سلوة للمتفرد ومناجاة للخاطر ومحادثة للسامر ومتعة للمتأمل وسراج للساري وهجر المطالعة وترك النظر في الكتب والانفراد بها حبسة في اللسان وحصر للطبع وركود للخاطر وفتور للعقل وذبول في رصيد المعرفة وجفاف للفكر، ويقول الجاحظ يذهـب الحكيم وتبقى كتبـه، ويذهب العقل ويبقـى أثــره. ويقول فولتير إن أنفـع الكتـب هي تلك الكتب التي تستحث القـارئ على إتمامــها، ويقول عباس محمود العقاد: «لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا، وقد قال عن الكتاب الشاعر ابوالطيب المتنبي، أعـز مكـان في الدنــى سرج سابـح وخيـر جليس في الأنـام كتاب.

أتمنى أن نكن أكثر ايجابية ونتجه للقراءة ونقرأ ما نحبه ونفضله ونقرأ في كل علم، فهذه دعوة للابتعاد قليلاً عن وسائل التكنولوجيا الحديثة واقتناء الكتاب، فالمتعة بالقراءة لا يعرفها سوى من يغوص في اعماق الكتب، ولكن ليست اي كتب بل كتب نفضلها ونختارها بأنفسنا ولا تغرينا عناوينها وتغليفها بل محتواها، اتمنى لكم ولي الاستمتاع بالقراءة واعتقد أن زيارة واحدة لمعرض الكتاب تكفي.



مسفر النعيس

@mesferalnais
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي