الحريري أشاد بالخطاب السياسي «الراقي» لرئيس الجمهورية

لبنان يحتفل باستقلاله بـ «حلة الخوف»

u0642u0627u062fu0629 u0644u0628u0646u0627u0646 u064au0634u0627u0647u062fu0648u0646 u0639u0631u0636u0627 u0639u0633u0643u0631u064au0627 u0627u0642u064au0645 u0641u064a u0628u064au0631u0648u062a u0623u0645u0633t(u0623 u0628)
قادة لبنان يشاهدون عرضا عسكريا اقيم في بيروت أمس (أ ب)
تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |
«ارتدى» عيد الاستقلال السبعون للبنان الذي تم إحياؤه امس «حُلة الخوف» على وطنٍ ينخر الفراغ مؤسساته الدستورية الواحدة تلو الاخرى، و«تنحره» تفجيراتٌ انتحارية او بسياراتٍ مدججة بكل الأفخاخ التي تسود المنطقة القابعة في «فوهة» تحولاتٍ تشي بأن «بلاد الأرز» قد تدفع ثمناً مزدوجاً لها، في «اشتعالها» كما في الطريق الى سكب «المياه الباردة» عليها.
70 عاماً ولبنان لم يعرف أزمة كتلك التي يعيشها اليوم... فحتى في عزّ حربه الأهلية، لم يكن المشهد بهذه القتامة التي تعكس اللوحة الاقليمية التي يستعر فيها صراع مذهبي وعلى النفوذ يشكّل لبنان إحدى «ساحاته اللاهبة» هو الذي وُضع فعلياً على «الفالق» الاقليمي منذ العام 2005 مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من صراع «متعدد الطبقات».
أقيمت احتفالات الاستقلال بعرض عسكري تقليدي في جادة الرئيس شفيق الوزان في وسط بيروت ظهّر الواقع السياسي المأزوم في ضوء العجز عن تشكيل حكومة جديدة، اذ سُجلت خلاله سابقة حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيسيْ حكومة، المستقيل نجيب ميقاتي والمكلف تمام سلام، وهو ما استدعى اعتماد بروتوكول خاص قضى بان يجلس الأخير الى يمين بري الذي جلس الى يمين سليمان في حين كان كرسي ميقاتي الى يسار رئيس الجمهورية.
وفي قصر بعبدا، كان الاستقبال التقليدي الذي شارك فيه سليمان وبري وميقاتي والذي أرخى بثقله عليه التفجير الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت يوم الثلاثاء الماضي حيث تعمّد «القصر» اللبناني عدم حصول اي تشريفات تتضمن عزفاً وموسيقى، في حين جاء المشهد الجامع للمهنئين «عكس سير» مناخ «التدافُع الخشن» الذي تعيشه البلاد سياسياً في ظل احتدام الاستقطاب بين فريقيْ 8 آذار و 14 آذار حول مشاركة «حزب الله» عسكرياً في الأزمة السورية والذي زادت حدّته مع الاجواء التي أعقبت التفجير والاتهامات التي وُجّهت الى السعودية بالوقوف وراءه بما عكس «المزاج» الاقليمي المحكوم بالتوتر الكبير على خط طهران - الرياض.
وفيما كانت بيروت ترصد باهتمام تداعيات دعوة الرياض رعاياها لمغادرة لبنان «حرصاً من المملكة على سلامة مواطنيها في ضوء التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان» وسط ربط دوائر مراقبة بين الحملة على السعودية والرغبة في إجهاض ما حققته زيارة رئيس الجمهورية للمملكة قبل نحو اسبوعين، كانت كلمة سليمان التي وجّهها الى اللبنانيين عشية الاستقلال تحمل معاني ودلالات استثنائية سواء لجهة تعمُّده القول انها «كلمته الأخيرة» في هذه المناسبة في اشارة الى انه متمسك بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها مايو المقبل ولا يقبل بالتمديد له، او لجهة إطلاقه اقوى موقف من التورُّط في سورية غامزاً من قناة «حزب الله» ومؤكداً أن «دولة الاستقلال لا يمكن ان تقوم اذا قرر أطراف أو جماعات بعينها الاستقلال عن منطق الدولة او اذا ارتضت الخروج عن التوافق الوطني باتخاذ قرارات تسمح بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة وتعريض الوحدة الوطنية والسلم الاهلي للخطر»، ومعتبراً انه «لا يجدر الحديث عن الاستقلال إذا عجزت الدولة عن نشر سلطتها الحصرية على كامل تراب الوطن، وضبط البؤر الأمنية، وقمع المخالفات ومحاربة التكفير والإرهاب، وإذا لم تكن القوات المسلحة هي الممسك الوحيد بالسلاح والناظم للقدرات الدفاعية بإشراف السلطة السياسية».
وإذ دعا سليمان الى ان «تكون الاشهر الاخيرة التي تفصلنا عن الاستحقاق الرئاسي اشهر حوار وقرار»، شدد على التزام «اعلان بعبدا»، داعياً «أهل السياسة وأصحاب القرار لعدم ايصال البلاد الى حال من الفراغ في ظل مجلس نواب ممدد له، وحكومة تصريف أعمال لا تمثل جميع اللبنانيين»، وقال: «لا يدفعنكم أحد الى المكابرة او المغامرة في الشأن الوطني نحن شعب لم يعد يتحمل عبء الخسائر المجانية والحروب العبثية والمجازفات».
ولاقى رئيس الحكومة السابقة زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري كلمة سليمان، معتبراً في بيان له لمناسبة ذكرى الاستقلال «ان رسالة رئيس الجمهورية في هذه المناسبة ارقى ما يمكن ان يصل اليه الخطاب السياسي في هذه المرحلة الاستثنائية من حياة لبنان».
واعتبر الحريري ان «لبنان يقف امام منعطف مصيري لا يحتمل اي شكل من أشكال دفن الرؤوس في الرمال، حيث تنوء البلاد بأعباء التورط في الحرب السورية، ويتصاعد منسوب التشنج الطائفي والمذهبي الى حدود الذروة، ويحيط القلق من الفراغ بكل أوجه النظام السياسي والمؤسسات الدستورية، وتتسلل أصابع الإرهاب للعبث بالاستقرار العام، وينتشر السلاح (...)».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي