تعطّل الشبكات والمناهيل والتمديدات والمداخل والمخارج جعل المزاريب تنشج في دور العلم

سيول المدارس... رسائل من تحت الماء

تصغير
تكبير
| كتب علي التركي |

أباحت مدارس وزارة التربية ما اكتنف صدور قاطنيها من شكوى وألم حين بعثت رسائلها من تحت الماء، ممهورة بختم الإهمال والسوء والتردي، بعد نداءات متكررة للإصلاح ذهبت ولم تلق آذاناً واعية.

وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف راقب الأوضاع لحظة بلحظة، وأمر باستنفار فرق الصيانة في عموم المناطق التعليمية بمساندة قطاع المنشآت، بعد أن دعا إلى تشكيل فرق ميدانية تطوف على عموم المدارس لإحصاء الخسائر وتحديد حجم الأضرار، فكان قراره بعد اجتماعه الطارئ بوكيل التعليم العام وإطلاعه على التقارير الأولية للمناطق أن «اليوم دوام وترحل اختبارات أمس إلى يوم الخميس المقبل، وإلغاء طابور الصباح في حال تجمع المياه وتعطيل المختبرات والفصول المدرسية المصابة أسقفها بالخرير».

وفيما أكد مصدر مسؤول الانتهاء من أعمال الصيانة الضرورية لمعظم المدارس المتضررة، معتبرا الآثار الناجمة طفيفة لا تستدعي إغلاقها، كشف عدد من مديري المدارس عن سيول وفيضانات وثقت بالصوت والصورة، وهي تحيط بمدارسهم من جميع الجهات لترسم ملامح الفوضى على جدران المباني المدرسية، وتشهد على تدني الوضع التربوي في جميع جوانبه الفنية والإدارية والتعليمية والإنشائية.

وفق التقارير الأولية للمناطق التعليمية أوجزت منطقة مبارك الكبير أضرارها في سقوط بعض مظلات ساحات العلم ويتم عمل اللازم لها فيما كشفت عن أضرار أخرى أصابت 3 إلى 4 مدارس.

وكلف مدير المنطقة طلق الهيم مراقبي الصيانة بالتنسيق المباشر مع مديري المدارس والاستجابة الفورية لاتصالهم، مؤكداً أن أعضاء الهيئات التعليمية والإدارية مستنفرون عن بكرة أبيهم لمتابعة الأوضاع وتطوراتها لحظة بلحظة بعد كل موجة مطر.

وأكد الهيم لـ «الراي» أن إدارة المنطقة تعمل بكل طاقتها لتتلافى تعطيل المدارس المتضررة وتغييب طلابها، وقد استطاعت فرق التدخل السريع، وفق قوله، إجراء اللازم في كثير منها من خلال الاستعانة بتناكر شفط المياه والكوادر الهندسية المتخصصة لإصلاح الأعطال الأخرى.

ومن منطقة مبارك إلى الأحمدي ذات الأنهار العائمة، أكدت مديرة المنطقة منى الصلال لـ«الراي» تخليص ثانوية النصر من طوفانها المطبق عليها من جميع الجهات عبر الاستعانة بتنكري شفط لم يبقيا نقطة من الماء في موقع المدرسة، وفق قولها.

وأوضحت الصلال أنها بقيت ساهرة حتى ساعة متأخرة من الليل، إلى أن تم تخليص المدرسة من مياهها نهائياً، وأصبحت على أهبة الاستعداد لاستقبال طلابها وهيئاتها التعليمية والإدارية، مبينة أن إشراق شمس اليوم «أمس» ساهم كثيراً في «تنشيف» المباني الرطبة وتجفيف المياه المتبقية في بعض الأروقة والساحات.

ومن منطقة العاصمة التعليمية كشف مصدر تربوي مسؤول فيها عن استنفار إدارة الشؤون الهندسية لتشكيل كادر متخصص من المهندسين بلغ قوامه الـ20 مهندساً ومهندسة، وأسندت إلى كل منهم مهام موجزة ومحددة، منها تفقد المدارس المتضررة وإصلاح أعطالها الهندسية، وأهمها شبكات الأمطار ومناهيل الصرف الصحي.

وحدد المصدر أكبر المشكلات التي واجهت الفريق، وأهمها تجمع المياه في ساحات العلم وتعرض كثير من الفصول الدراسية إلى الخرير، حتى في المدارس حديثة الإنشاء، سواء كان أنشاؤها عن طريق وزارة التربية أم الأشغال أم السكنية، مؤكداً في مجمل الأمر أن الأضرار الناجمة بسيطة ولا تستدعي تعطيل الدراسة.

بدوره كشف مصدر مسؤول في منطقة حولي التعليمية عن استقرار الأوضاع في مدارس المنطقة بمراحلها التعليمية كافة بعد التنسيق مع مديريها لتحديد حجم الأضرار الناجمة عن الأمطار.

وإلى منطقة الفروانية التعليمية، فقد قللت مديرتها بدرية الخالدية من مخلفات السيول وآثارها المدمرة وفقاً لمواقع التواصل الاجتماعي، وقالت ان الوضع باختصار في مدارس الفروانية تمثل في تجمع المياه في فناء بعض المدارس، وتم عمل اللازم لشفطه من قبل الجهات المعنية.

وبينت الخالدي أن منطقة الفروانية كغيرها من المناطق الأخرى، أوجزت مشكلاتها في خرير سطحي للفصول والمباني المدرسية وتوقف محدود لشبكات الصرف الصحي بسبب كثافة الأمطار، وفي كلا الأمرين لا يوجد ما يستلزم تعطيل الدراسة خاصة، وأن جميع المدارس الآن مستعدة وجاهزة من جميع الجوانب.

وفي آخر المناطق ذات المطر الأكثر كثافة وأشد وقعاً، لم تشهد مدارس الجهراء سوى خرير بسيط في بعض مدارس سعد العبدالله، وتم التعامل معه على الفور من خلال إجراء بعض الحلول البسيطة المستعجلة.

وبين مصدر مسؤول في المنطقة أن الوضع العام في جميع مدارسها مطمئن، وأن فريق الصيانة بدأ جولاته التفقدية منذ عصر يوم أمس الاول لمتابعة ملاحظات مديري المدارس وإصلاح ما يستدعي إصلاحه إن لزم الأمر، مؤكداً أن التقارير تذهب أولاً بأول إلى قطاع التعليم العام الذي لم يكف وكيله الدكتور خالد الرشيد عن الاتصال كل بضع دقائق للاطمئنان على أوضاع المدارس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي