سليمان سيطرح القضية في لقاءاته ولاسيما مع سمو الأمير على هامش قمة الكويت
«تسونامي» النزوح من سورية يقضّ مضاجع بيروت


| بيروت - «الراي» |
أطلّ «اسبوع الاستقلال» في بيروت (يحتفل به لبنان في 22 الجاري) على واقع غير مسبوق يعيشه لبنان القابع في «عنق زجاجة» أزمة تكاد ان تكون كيانية ولم يشهدها حتى ابان حربه الأهلية بين 1975 و1990 والحروب الاسرائيلية عليه ولا حتى في زمن الوصاية السورية.
ويحتار المراقبون في بيروت في قراءة الازمة اللبنانية الراهنة بين اعتبارها تتويجاً لمسار سياسي وأمني مأزوم منذ العام 2005 وجاء الصراع المتفجّر في سورية ليفاقمه، او اعتبارها تأسيساً لمعادلات جديدة في بلاد الارز على مستوى النظام السياسي والتوازنات الطائفية والمذهبية فيها اضافة إلى الموقع الاقليمي للبنان.
وما أمْلى القفز إلى هاتين القراءتين هو اندفاع لبنان وبلا كوابح إلى «الموت المؤسساتي» الذي قد يكون أقصر الطرق إلى وضع التركيبة اللبنانية برمّتها على الطاولة وخصوصاً في ظل لحظة اقليمية تزخر بـ «الصفقات» والمقايضات على مستوى الاقليم وساحاته اللاهبة انطلاقاً من مساعي ايجاد حلول لأزمتيْ سورية والنووي الإيراني.
ومن «جنيف - 3» النووي غداً، إلى «جنيف - 2» السوري المتوقع في منتصف ديسمبر مرورا بالقلمون السورية و«خط نارها» الممتدّ إلى عرسال اللبنانية، يبدو لبنان امام واقع أكثر حراجة كساحة تلقّي نتائج تلك «الحروب الباردة والساخنة» من دون توافر أي شبكة أمان داخلية ولا مظلة حماية خارجية تقيانه شرور المرحلة الغامضة.
وانطلاقاً من هذه الوقائع، تكتسب مشاركة الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القمة العربية - الأفريقية التي تستضفيها الكويت اهمية خاصة لناحية ما يمكن ان تحمله من تحصين لموقف لبنان الرسمي من الحرب السورية و«إعلان بعبدا» (تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية) وتوفير «مقويات» تساعده على مواجهة الملف الكارثي المتمثل بالنزوح السوري إلى أراضيه والذي يشهد جولة جديدة مع اشتداد «معركة القلمون» التي دفعت بعشرات الآلاف إلى اللجوء إلى المناطق اللبنانية المحاذية ولا سيما في عرسال من دون اغفال أفواج النازحين الذين تقاطروا إلى بلدتي القاع والفاكهة اضافة إلى شبعا التي استقبلت نحو الف لاجىء في اسبوعين.
ورغم ان قمة الكويت لن تتناول الأزمة السورية في شكل مباشر، الا ان هذا الملف لن يغيب عن المداولات الجانبية، ولا سيما عن اللقاءات التي سيعقدها الرئيس اللبناني على هامشها مع عدد من القادة والرؤساء المشاركين ولا سيما مع سمو الامير الشيخ صباح الاحمد حيث سيسعى سليمان إلى تأمين غطاء عربي - افريقي يلاقي ما وفّرته مجموعة الدعم الدولية للبنان التي أُطلقت من نيويورك اواخر سبتمبر الماضي.
وإذا كان الرئيس اللبناني سيلقي اليوم كلمة امام القمة يُنتظر ان يضمّنها الموقف الرسمي من تداعيات الأزمة السورية على البلاد، وأهمية إعلان بعبدا، وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وأهمية حض المعنيين على العمل من أجل تقاسم الأعباء والأعداد في ما خص ملف النازحين السوريين الذين تشير تقارير إلى ان عددهم مع اللاجئين الفلسطينيين بات يناهز نصف سكان لبنان، فان رمزية استثنائية سيكتسبها تلاوة سليمان الكلمة الختامية للقمة، وهو الامر الذي اعتُبر بمثابة إحاطة دعم للبنان ورئيسه في المرحلة الخطرة التي يمرّ بها، علماً ان رئيس الجمهورية سيحاول خلال وجوده في الكويت تأمين مناخ ملائم للاستفادة من مؤتمر المانحين للشعب السوري الذي تحضّر الكويت لعقده في يناير المقبل.
ورغم النجاح المرتقب لمحادثات سليمان في الكويت، فان «الخاصرة الرخوة» للبنان تبقى حال الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية في ضوء العجز المتمادي عن تشكيل حكومة جديدة وتسجيل الرئيس تمام سلام «رقماً قياسياً» كرئيس مكلف تشكيل الحكومة منذ نحو سبعة اشهر ونصف، وهو الامر الذي يعوق «تسييل» المساعدات العربية والدولية التي أُقرت للبنان لمواجهة ملف النازحين في شكل خاص.
وتنعقد قمة الكويت على وقع المواجهات الصاخبة في القلمون التي لطالما عمل لبنان مع الخارج على عدم حصولها خشية ارتداداتها على الواقع اللبناني انطلاقاً من عرسال ولا سيما في ضوء انخراط «حزب الله» بقوة في هذه المعركة، علماً ان تقارير متزايدة في بيروت في وسائل اعلام قريبة من 14 آذار تشير إلى خسائر بشرية تكبّدها في اليومين الاخيرين وبلغت نحو 20 عنصراً وقيادياً ميدانياً سقطوا في سورية.
وفيما كانت الانظار على الزيارة التي قام بها مس وفد من من تجمع أحزاب 8 آذار برئاسة مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الاسد استقبله، خطفت عرسال الأضواء مع مقتل يوسف وخالد الحجيري وهما ابنا عم رئيس البلدية علي الحجيري.
وتضاربت المعلومات حول ملابسات مقتل الشقيقين الحجيري، وسط ثلاث روايات تم تداولها. الاولى تحدثت عن مصرعهما بغارة شنّتها طائرات حربية سورية على جرود عرسال التي غالباً ما يتم استهدافها من الجيش السوري. والثانية أشارت إلى مقتلهما بانفجار لغم اثناء توجههما إلى ريف دمشق للقتال ضد قوات النظام السوري على ما افاد مصدر امني لبناني وسط تقارير عن توجّه 30 شاباً من عرسال إلى بلدة قارة السورية لمساندة الجيش السوري الحر. أما الرواية الثالثة فأشارت إلى ان يوسف وخالد سقطا خلال المعارك في سورية وتم سحب جثتيهما إلى جرود عرسال.
وجاء هذا التطور في ظلّ تقارير عن ان الساعات الـ 48 الماضية سجّلت وصول 14 ألف لاجئ من المعابر الشرعية إلى عرسال ودخول نحو 20 الفاً بطرق غير شرعية، وان مخيمات عشوائية اقيمت لاستيعاب مدّ النازحين الذي يتوقع ان يتحوّل «طوفاناً» مع اشتداد المعارك في القلمون.
وفي موازاة ذلك، أشارت معلومات إلى ان مخابرات الجيش اللبناني دهمت منزلا في عيون السمك (عكار) واعتقلت ضابطين في «الجيش السوري الحر» هما عبدالله طلاس وأحمد طلاس.
أطلّ «اسبوع الاستقلال» في بيروت (يحتفل به لبنان في 22 الجاري) على واقع غير مسبوق يعيشه لبنان القابع في «عنق زجاجة» أزمة تكاد ان تكون كيانية ولم يشهدها حتى ابان حربه الأهلية بين 1975 و1990 والحروب الاسرائيلية عليه ولا حتى في زمن الوصاية السورية.
ويحتار المراقبون في بيروت في قراءة الازمة اللبنانية الراهنة بين اعتبارها تتويجاً لمسار سياسي وأمني مأزوم منذ العام 2005 وجاء الصراع المتفجّر في سورية ليفاقمه، او اعتبارها تأسيساً لمعادلات جديدة في بلاد الارز على مستوى النظام السياسي والتوازنات الطائفية والمذهبية فيها اضافة إلى الموقع الاقليمي للبنان.
وما أمْلى القفز إلى هاتين القراءتين هو اندفاع لبنان وبلا كوابح إلى «الموت المؤسساتي» الذي قد يكون أقصر الطرق إلى وضع التركيبة اللبنانية برمّتها على الطاولة وخصوصاً في ظل لحظة اقليمية تزخر بـ «الصفقات» والمقايضات على مستوى الاقليم وساحاته اللاهبة انطلاقاً من مساعي ايجاد حلول لأزمتيْ سورية والنووي الإيراني.
ومن «جنيف - 3» النووي غداً، إلى «جنيف - 2» السوري المتوقع في منتصف ديسمبر مرورا بالقلمون السورية و«خط نارها» الممتدّ إلى عرسال اللبنانية، يبدو لبنان امام واقع أكثر حراجة كساحة تلقّي نتائج تلك «الحروب الباردة والساخنة» من دون توافر أي شبكة أمان داخلية ولا مظلة حماية خارجية تقيانه شرور المرحلة الغامضة.
وانطلاقاً من هذه الوقائع، تكتسب مشاركة الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القمة العربية - الأفريقية التي تستضفيها الكويت اهمية خاصة لناحية ما يمكن ان تحمله من تحصين لموقف لبنان الرسمي من الحرب السورية و«إعلان بعبدا» (تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية) وتوفير «مقويات» تساعده على مواجهة الملف الكارثي المتمثل بالنزوح السوري إلى أراضيه والذي يشهد جولة جديدة مع اشتداد «معركة القلمون» التي دفعت بعشرات الآلاف إلى اللجوء إلى المناطق اللبنانية المحاذية ولا سيما في عرسال من دون اغفال أفواج النازحين الذين تقاطروا إلى بلدتي القاع والفاكهة اضافة إلى شبعا التي استقبلت نحو الف لاجىء في اسبوعين.
ورغم ان قمة الكويت لن تتناول الأزمة السورية في شكل مباشر، الا ان هذا الملف لن يغيب عن المداولات الجانبية، ولا سيما عن اللقاءات التي سيعقدها الرئيس اللبناني على هامشها مع عدد من القادة والرؤساء المشاركين ولا سيما مع سمو الامير الشيخ صباح الاحمد حيث سيسعى سليمان إلى تأمين غطاء عربي - افريقي يلاقي ما وفّرته مجموعة الدعم الدولية للبنان التي أُطلقت من نيويورك اواخر سبتمبر الماضي.
وإذا كان الرئيس اللبناني سيلقي اليوم كلمة امام القمة يُنتظر ان يضمّنها الموقف الرسمي من تداعيات الأزمة السورية على البلاد، وأهمية إعلان بعبدا، وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وأهمية حض المعنيين على العمل من أجل تقاسم الأعباء والأعداد في ما خص ملف النازحين السوريين الذين تشير تقارير إلى ان عددهم مع اللاجئين الفلسطينيين بات يناهز نصف سكان لبنان، فان رمزية استثنائية سيكتسبها تلاوة سليمان الكلمة الختامية للقمة، وهو الامر الذي اعتُبر بمثابة إحاطة دعم للبنان ورئيسه في المرحلة الخطرة التي يمرّ بها، علماً ان رئيس الجمهورية سيحاول خلال وجوده في الكويت تأمين مناخ ملائم للاستفادة من مؤتمر المانحين للشعب السوري الذي تحضّر الكويت لعقده في يناير المقبل.
ورغم النجاح المرتقب لمحادثات سليمان في الكويت، فان «الخاصرة الرخوة» للبنان تبقى حال الفراغ على مستوى السلطة التنفيذية في ضوء العجز المتمادي عن تشكيل حكومة جديدة وتسجيل الرئيس تمام سلام «رقماً قياسياً» كرئيس مكلف تشكيل الحكومة منذ نحو سبعة اشهر ونصف، وهو الامر الذي يعوق «تسييل» المساعدات العربية والدولية التي أُقرت للبنان لمواجهة ملف النازحين في شكل خاص.
وتنعقد قمة الكويت على وقع المواجهات الصاخبة في القلمون التي لطالما عمل لبنان مع الخارج على عدم حصولها خشية ارتداداتها على الواقع اللبناني انطلاقاً من عرسال ولا سيما في ضوء انخراط «حزب الله» بقوة في هذه المعركة، علماً ان تقارير متزايدة في بيروت في وسائل اعلام قريبة من 14 آذار تشير إلى خسائر بشرية تكبّدها في اليومين الاخيرين وبلغت نحو 20 عنصراً وقيادياً ميدانياً سقطوا في سورية.
وفيما كانت الانظار على الزيارة التي قام بها مس وفد من من تجمع أحزاب 8 آذار برئاسة مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الاسد استقبله، خطفت عرسال الأضواء مع مقتل يوسف وخالد الحجيري وهما ابنا عم رئيس البلدية علي الحجيري.
وتضاربت المعلومات حول ملابسات مقتل الشقيقين الحجيري، وسط ثلاث روايات تم تداولها. الاولى تحدثت عن مصرعهما بغارة شنّتها طائرات حربية سورية على جرود عرسال التي غالباً ما يتم استهدافها من الجيش السوري. والثانية أشارت إلى مقتلهما بانفجار لغم اثناء توجههما إلى ريف دمشق للقتال ضد قوات النظام السوري على ما افاد مصدر امني لبناني وسط تقارير عن توجّه 30 شاباً من عرسال إلى بلدة قارة السورية لمساندة الجيش السوري الحر. أما الرواية الثالثة فأشارت إلى ان يوسف وخالد سقطا خلال المعارك في سورية وتم سحب جثتيهما إلى جرود عرسال.
وجاء هذا التطور في ظلّ تقارير عن ان الساعات الـ 48 الماضية سجّلت وصول 14 ألف لاجئ من المعابر الشرعية إلى عرسال ودخول نحو 20 الفاً بطرق غير شرعية، وان مخيمات عشوائية اقيمت لاستيعاب مدّ النازحين الذي يتوقع ان يتحوّل «طوفاناً» مع اشتداد المعارك في القلمون.
وفي موازاة ذلك، أشارت معلومات إلى ان مخابرات الجيش اللبناني دهمت منزلا في عيون السمك (عكار) واعتقلت ضابطين في «الجيش السوري الحر» هما عبدالله طلاس وأحمد طلاس.