مع بداية هذا الأسبوع تزيد نسبة توتر الأعصاب والشعور بالضغط، وببداية هذا اليوم تفتتح الاختبارات الدراسية فترتها قصيرة الزمن حقيقةً طويلة العمر إحساساً وتفكيراً، خلال الفترة تلك غالباً ما يكون الوالدان والمدرسون والطلاب والطالبات في حالة استنفار واضطراب، ينقل أحد الأفراد شعوره للآخر فيتأثر به وتظهر سمات العور عليه، وتتصاعد نسبة الاستعانة بالمعاهد للتقوية أو المدرسين الخصوصيين.
وخلاف ما يحصل فإن حقيقة ما يحتاجه الوالدان في فترة الامتحانات الرحمة بأولادهم فالضغط عليهم مضاعف والخوف أو الترقب بازدياد، أما سعة البال والصدر فهي من الأمور المطلوبة في التعامل مع أبنائنا حالياً، لأن منا سريعي الغضب ومنا من يتميز بالدقة المفرطة ولأن طباعنا قد تترك تصورا لدى الأبناء، فالحرص على الصبر وسعة الصدر قد يعد وسيلة للتخفيف من الشحنات السلبية والاضطرابات في النفوس، فضلاً عن تشغيل عمل القلوب والنوايا بانتهاز هذا الوقت للتدرب على التخلق بخلق وصفة جديدة أو التخفيف من حدة التعامل مع الآخرين.
إن الرحمة بهم والصبر ليس حلاً جذرياً لنجاح ابني أو تفوق ابنتك بل زياده عليهما لابد من التدريس ومساعدة الأبناء فيما يستصعب عليهم، أما بالنسبة للطلبة فالحديث يطول في احتياجاتهم وكيفية الوصول لأهدافهم الدراسية، لذلك يفضل الرجوع لأهل العلم بهذا الأمر وكتب ومقاطع فيديو، فضلاً عن الاستعانة والتوكل لأنهما أساس أي عمل يقوم به الإنسان المسلم.
بما أننا نتحدث بموضوع الاختبارات بودي أن أتطرق لردة أفعالنا تجاه العطلة المقررة يوم الثلاثاء، وأتساءل لم الفرح والابتهاج بعطلة يوم واحد؟، فلو كان حالنا ووضعنا الطبيعي عدم الغياب والالتزام بالحضور والانصراف لتقبلنا هذه الفرحة بالعطلة، لكن الحال ليست كذلك، بل واقع مجتمعنا هو التغيب سواءً إن وجدت العطلة أو من دونها وعلى مستوى الطلبة أو الموظفين، إذاً إقرار إجازة ليوم واحد ليس بالأمر المستحدث أو الجديد، ولا بأس بالفرح بها لو لم نكن نستهين بالتغيب بهذه الطريقة، لأن العطاء للوطن والإحسان له أي كمال العطاء وأفضله يكون بأداء واجباتنا تجاهه، ليس بانتهاز الفرص لعدم إتمامها أو التهرب عن إنجازها.
فلنضع نصب أعيننا مصلحة البلد في كل المهام الموكلة لنا كطلبة، كوالدين، كموظفين، وليعمل كلُ منا من جانبه سعياً لتحقيق الأفضل للكويت.
ياسمين مرزوق الجويسري
@jasmine_m_alj