يوم التذكر: الروابط التي تجمعنا

تصغير
تكبير
| بقلم: فرانك بيكر * |

استضافت السفارة البريطانية يوم 5 نوفمبر عدة مجموعات من طلبة المدارس، الذين قاموا بجولة بمبنى السفارة الأثري، وزرعوا حديقة من زهور الخشخاش والتقوا بفريق الدفاع بالسفارة، ومن بين العدد الهائل من الاجتماعات والحفلات والمناسبات التي تشارك بها السفارة كان هذا الحدث مختلفا بعض الشيء.

فبالنسبة للمملكة المتحدة بالاضافة الى العديد من البلدان الاخرى حول العالم، خصوصا دول الكومنولث، تعد زهرة الخشخاش رمزا مميزا. وسترتدي الشخصيات العامة البريطانية، من مختلف المجالات، زهرة خشخاش حمراء بطية سترتهم بهذا الوقت من العام. وكما تعلم أطفال المدارس الذين زاروا سفارتنا، فقد تم تبني زهرة الخشخاش الحمراء كرمز للتذكر، لإحياء ذكرى الجنود الذين قاموا بالتضحية العظمى، بالحرب العالمية الاولى 1914 - 1918 تم اختيار زهرة الخشخاش لأن في أعقاب الحرب كانت الزهرة الوحيدة التي نمت بتربة ميادين القتال التي مات عليها الكثير عبر شمال فرنسا وبلجيكا - بمنطقة فلاندرز فيلدز. لكن اليوم، فارتداء زهرة الخشخاش، ومراسم التذكر التقليدية لإحياء ذكرى يوم الهدنة يوم 11 نوفمبر، ليسا فقط في ذكرى من ماتوا بالحرب العالمية الاولى، لكن في ذكرى كل من ماتوا لهزيمة التهديد النازي بالحرب العالمية الثانية، وبالطبع كل من ماتوا بالمعارك منذ هذا الحين. وبالكويت، يثير هذا الحدث العواطف بشكل خاص، حيث نتذكر 47 جنديا من الرجال والسيدات الذين ضحوا بحياتهم خلال تحرير الكويت. ويوم 11 نوفمبر هذا العام، سينضم البعض من المجتمع البريطاني الى أصدقائهم وزملائهم من الكويتيين في المشاركة في «مسيرة لأجل الشرف»، أسس هذه المسيرة رام باتن الذي كان من مغاوير مشاة البحرية الملكية سابقا، وهو يعيش الآن في الكويت، نشرت «مسيرة لأجل الشرف» بالماضي التوعية حول يوم التذكر وجمعت أموالا لمساعدة الجنود والجنديات وعائلاتهم. لكن هذا العام سيتغير مفهومها الاساسي قليلا. سيقوم رام وفريقه بالاضافة الى جمعية دعم الشباب الكويتي «لوياك»، بالسير السريع لمسافة 50 كيلو مترا، خلال الليل، لجمع المال للجمعيات الخيرية، حيث سيصلون للسفارة بالساعة 11 من اليوم 11 بالشهر 11. وبينما مفهوم التذكر - بما في ذلك تذكر كل من ضحوا بحياتهم لتحرير الكويت من كل الجنسيات - هو جزء من الحدث، الا ان هناك مفهوما أعرض. هذه المسيرة ستكون على شرف - وشكر - لحفاوة الكويت تجاه المجتمع البريطاني. ويعززها قيم الصداقة والاحترام التي يتبادلها شعبانا. وبالنسبة لي، فهذا الامر يبدو مناسبا. ويعيدني هذا للشباب المتحمس - من كل الجنسيات - الذين استضفناهم بالسفارة ببداية هذا الاسبوع. كانوا مهتمين بسماع معلومات حول العلاقة البريطانية - الكويتية، بكل أوجهها، وبهذا الوقت من العام، كانوا مهتمين بشكل اكبر، بمعرفة العلاقات التي تم توطيدها بأرض المعركة. ما يشير الى هذا، وما يشير اليه الجهد المبذول بالمسيرة لأجل الشرف، هو ان الديبلوماسية، والكلمات التي أكتبها بمثل هذا المقال، هي نقطة ببحر العلاقات بين البلدين. الصداقة والولاء اللذان رأيناهما اكثر من مرة خلال التاريخ الطويل والوثيق بين المملكة المتحدة والكويت، مبنيان على جهد الافراد، من كل مجالات الحياة. هذه هي الروابط التي تجمعنا حقا.

حتى لا ننسى...





* السفير البريطاني لدى الكويت
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي