مسؤول بارز في القيادة الإيرانية تحدث إلى «الراي» عن أسباب تَريُّث روحاني
لماذا قال رئيس «العمامة البيضاء» كلا للقاء مع سيّد... البيت الأبيض؟



| خاص - «الراي» |
لماذا لم يستجب رئيس «العمامة البيضاء» لرغبة سيّد البيت الابيض بعقد لقاء يجمعهما في العاصمة «الاممية» نيويورك؟ لماذا قال الرئيس الايراني حسن روحاني كلا لنظيره الأميركي باراك اوباما؟ وما سرّ هذا الرفض رغم إشارات «حسن النية» المتبادلة بين الرجلين والدولتين؟
نادراً ما أفصحت الولايات المتحدة عن ان رئيس دولة في الشرق الاوسط يرفض لقاء رئيس أعظم دولة في العالم. واذا كانت واشنطن لم تجد حرجاً في إفشاء سرّ «ممانعة» الرئيس الايراني في لقاء اوباما، يصبح من المهم معرفة أسباب رفض روحاني لقاء الرئيس الاميركي؟
هذه الاسباب تحدّث عنها مسؤول بارز في القيادة الايرانية لـ «الراي» قائلا ان وراء تريّث الرئيس روحاني وحرصه على تأجيل لقائه بنظيره الاميركي مجموعة من الاسباب. فهو لا يرغب بعقد لقاء فولكلوري بل يريده منتجاً لكلا الطرفين ويمكن التأسيس على نتائجه».
اضاف المسؤول الذي فضّل عدم ذكر اسمه ان «روحاني سجّل موقفاً ايجابياً ولمصلحته داخل ايران، لان ثمة مجموعة من الصقور تتربّص بأيّ خطأ يمكن ان يرتكبه، كجلوسه مع اوباما مجاناً ومن دون اي مكسب للجمهورية الاسلامية، وتالياً فإنه فوّت فرصة على هؤلاء وعزّز مكانته».
وأشار المسؤول الايراني الى ان «روحاني بتمهّله في عقد لقاء مع اوباما كسب الجولة الاولى وبامتياز من دون ان يقفل الباب امام الادارة الاميركية، خصوصاً ان فريقيْ العمل الايراني والاميركي اتفقا على متابعة اللقاءات تحضيراً لجدول أعمال يأخذ في الاعتبار حلحلة القضايا العالقة بين الطرفين».
ولفت هذا المسؤول الى ان «القضايا العالقة تبدأ بالاموال الايرانية المجمّدة في المصارف الاميركية، وصولاً الى الملف النووي. والهدف من الاجتماعات بين فريقيْ العمل هو التوصل الى سلّة منتجة للقاءٍ لا يشبه لقاءات اخذ الصور التذكارية والمصافحات البوسترية».
وكشف المسؤول البارز في القيادة الايرانية عن ان «الاجتماعات ستكون من ضمن لقاءات بين وزيريْ خارجية الولايات المتحدة جون كيري وايران محمد جواد ظريف، وكذلك في اطار مجموعة 5+1، وتالياً فانه في ضوء ما تتمخض عنه هذه الورشة ترتسم خريطة الطريق المستقبلية بين واشنطن وطهران».
وتحدّث هذا المسؤول عن ان «المجتمع الايراني في حاجة الى تقارُب تدريجي ومثمر مع الولايات المتحدة يُحضّر له داخلياً ولا يكون لقاء سريعاً ومجانيا»، لافتاً الى انه «بعد 34 عاماً من شعار (مارك بار اميركا) اي الموت لاميركا، لن يجري لقاء على طريقة تبويس اللحى».
وقال ان «ايران لن تهرول للارتماء في أحضان الولايات المتحدة بل تريد بناء علاقة معها على قاعدة الندّية لا التبعية، وتالياً فاننا نأسف لأنه لم تجر الرياح الايرانية بما اشتهته سفن اميركا هذه المرة... فاللقاء بين روحاني واوباما خبر مؤجل».
واوضح المسؤول البارز ان بلاده «طلبت اقله ان يتزامن اللقاء الاميركي - الايراني مع رفع العقوبات عن ايران»، مشيراً الى ان «ادارة اوباما لم تكن جاهزة لذلك نتيجة ضغوط حلفائها ومراعاةً لاسرائيل التي اضحت اليوم في المعادلة الاميركية - الايرانية أشبه بدخان من دون نار وذهبت أحلامها وتهديداتها الفارغة بضرب ايران أدراج الرياح».
واشار الى ان «مصادر في الوفد الاميركي في نيويورك همست لنا ان حلفاء اميركا من العرب كانوا الأشد شراسة لمنع التقارب الاميركي - الايراني، خصوصاً بعد تلقيهم ضربة غير مباشرة من الولايات المتحدة التي لم تهرع لضرب سورية كما تمنوا».
وقال: «احد البنود التي لم تشجّع على اللقاء مع الرئيس الاميركي التهديد العسكري ضد سورية، فمن غير الممكن ان يجلس الشيخ روحاني مع السيد اوباما اليوم ويذهب غداً السيد توماهوك ليدقّ على ابواب دمشق».
ورأى ان «احد الاسباب الاخرى يعود الى ان الولايات المتحدة اعترفت بحق ايران في امتلاك القدرة النووية للأغراض السلمية، الا ان هذا الموقف لم يُترجم ديبلوماسياً او سياسياً، فالعقوبات ما زالت مصلتة على ايران».
وشرح هذا المسؤول الايراني البارز لـ «الراي» الجانب المتعلق بآليات العمل داخل بلاده، عندما قال: «الادراة الاميركية عليها ان تفهم ان الرئيس روحاني يعمل ضمن قاعدة تلتزم بتوجهات المرشد الاعلى السيد علي خامنئي، الذي قال اخيراً ان لا مانع من مرونة الابطال السياسية، ولذا فان روحاني سيبقى ضمن هذا الاطار وسيكون جاهزاً للقاء اوباما اذا انتقلت الاقوال الى الأوراق وتُرجمت على ارض الواقع»، موضحاً ان «ايران من جهتها مستعدة للتعاون مع المؤسسات الدولية المعنية لتثبت للعالم ان برامجها النووية سلمية ولن تكون ابداً لأغراض عسكرية».
ولاحظ المسؤول الايراني ان «هناك بعض الاشارات الايجابية التي تصلنا من الادارة الاميركية، غير اننا لا نعمل من خلال اشارات بل نطالب بشراكة حقيقية مبنية على الاحترام المتبادل ورفع العقوبات وعدم التدخل في شؤون كلا البلدين والتوقف عن الهجمات السيبرية الاميركية - البريطانية والاقلاع عن اغتيال العلماء».
وعلّق المسؤول الايراني على ما نسب الى الديبلوماسي الاميركي راين كروكر في مجلة «نيويوركر» ضاحكاً، وقال: «انه لم يأت من صدفة ولا من فراغ تسليط الضوء على الحاج قاسم سليماني، فهو ابن الثورة وابن المؤسسة، واستلم هذا الموقع (قائد فيلق القدس) الذي تَعاقب عليه كثيرون من قبل، وتالياً انه جزء من فريق عمل يؤدي واجبه تحت جناح قيادة المرشد الاعلى وبتوجيهاته»، مضيفاً: «لذلك على الولايات المتحدة اتباع خط مباشر بفتح صفحة جديدة مع ايران على اسس ومبادئ سليمة وواضحة. فايران ليست دولة شرق اوسطية من النوع الذي تعوّد التبعية، انها دولة تحافظ على كيانها وأصدقائها، ولا تناصب العداء للدول الاخرى حتى تلك المجاورة التي تتآمر عليها... هذه هي الوتيرة الصحيحة لعلاقات ترتاح اليها طهران».
ولفت المسؤول البارز في القيادة الايرانية الى انه «اذا كانت نية الولايات المتحدة سليمة فان هذه العلاقات ستنعكس ايجاباً على لبنان وسورية والعراق والبحرين»، مشيراً الى «اننا صبرنا كي نصل يوماً الى هذه النتيجة، استناداً الى الآية الكريمة:... فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ».
لماذا لم يستجب رئيس «العمامة البيضاء» لرغبة سيّد البيت الابيض بعقد لقاء يجمعهما في العاصمة «الاممية» نيويورك؟ لماذا قال الرئيس الايراني حسن روحاني كلا لنظيره الأميركي باراك اوباما؟ وما سرّ هذا الرفض رغم إشارات «حسن النية» المتبادلة بين الرجلين والدولتين؟
نادراً ما أفصحت الولايات المتحدة عن ان رئيس دولة في الشرق الاوسط يرفض لقاء رئيس أعظم دولة في العالم. واذا كانت واشنطن لم تجد حرجاً في إفشاء سرّ «ممانعة» الرئيس الايراني في لقاء اوباما، يصبح من المهم معرفة أسباب رفض روحاني لقاء الرئيس الاميركي؟
هذه الاسباب تحدّث عنها مسؤول بارز في القيادة الايرانية لـ «الراي» قائلا ان وراء تريّث الرئيس روحاني وحرصه على تأجيل لقائه بنظيره الاميركي مجموعة من الاسباب. فهو لا يرغب بعقد لقاء فولكلوري بل يريده منتجاً لكلا الطرفين ويمكن التأسيس على نتائجه».
اضاف المسؤول الذي فضّل عدم ذكر اسمه ان «روحاني سجّل موقفاً ايجابياً ولمصلحته داخل ايران، لان ثمة مجموعة من الصقور تتربّص بأيّ خطأ يمكن ان يرتكبه، كجلوسه مع اوباما مجاناً ومن دون اي مكسب للجمهورية الاسلامية، وتالياً فإنه فوّت فرصة على هؤلاء وعزّز مكانته».
وأشار المسؤول الايراني الى ان «روحاني بتمهّله في عقد لقاء مع اوباما كسب الجولة الاولى وبامتياز من دون ان يقفل الباب امام الادارة الاميركية، خصوصاً ان فريقيْ العمل الايراني والاميركي اتفقا على متابعة اللقاءات تحضيراً لجدول أعمال يأخذ في الاعتبار حلحلة القضايا العالقة بين الطرفين».
ولفت هذا المسؤول الى ان «القضايا العالقة تبدأ بالاموال الايرانية المجمّدة في المصارف الاميركية، وصولاً الى الملف النووي. والهدف من الاجتماعات بين فريقيْ العمل هو التوصل الى سلّة منتجة للقاءٍ لا يشبه لقاءات اخذ الصور التذكارية والمصافحات البوسترية».
وكشف المسؤول البارز في القيادة الايرانية عن ان «الاجتماعات ستكون من ضمن لقاءات بين وزيريْ خارجية الولايات المتحدة جون كيري وايران محمد جواد ظريف، وكذلك في اطار مجموعة 5+1، وتالياً فانه في ضوء ما تتمخض عنه هذه الورشة ترتسم خريطة الطريق المستقبلية بين واشنطن وطهران».
وتحدّث هذا المسؤول عن ان «المجتمع الايراني في حاجة الى تقارُب تدريجي ومثمر مع الولايات المتحدة يُحضّر له داخلياً ولا يكون لقاء سريعاً ومجانيا»، لافتاً الى انه «بعد 34 عاماً من شعار (مارك بار اميركا) اي الموت لاميركا، لن يجري لقاء على طريقة تبويس اللحى».
وقال ان «ايران لن تهرول للارتماء في أحضان الولايات المتحدة بل تريد بناء علاقة معها على قاعدة الندّية لا التبعية، وتالياً فاننا نأسف لأنه لم تجر الرياح الايرانية بما اشتهته سفن اميركا هذه المرة... فاللقاء بين روحاني واوباما خبر مؤجل».
واوضح المسؤول البارز ان بلاده «طلبت اقله ان يتزامن اللقاء الاميركي - الايراني مع رفع العقوبات عن ايران»، مشيراً الى ان «ادارة اوباما لم تكن جاهزة لذلك نتيجة ضغوط حلفائها ومراعاةً لاسرائيل التي اضحت اليوم في المعادلة الاميركية - الايرانية أشبه بدخان من دون نار وذهبت أحلامها وتهديداتها الفارغة بضرب ايران أدراج الرياح».
واشار الى ان «مصادر في الوفد الاميركي في نيويورك همست لنا ان حلفاء اميركا من العرب كانوا الأشد شراسة لمنع التقارب الاميركي - الايراني، خصوصاً بعد تلقيهم ضربة غير مباشرة من الولايات المتحدة التي لم تهرع لضرب سورية كما تمنوا».
وقال: «احد البنود التي لم تشجّع على اللقاء مع الرئيس الاميركي التهديد العسكري ضد سورية، فمن غير الممكن ان يجلس الشيخ روحاني مع السيد اوباما اليوم ويذهب غداً السيد توماهوك ليدقّ على ابواب دمشق».
ورأى ان «احد الاسباب الاخرى يعود الى ان الولايات المتحدة اعترفت بحق ايران في امتلاك القدرة النووية للأغراض السلمية، الا ان هذا الموقف لم يُترجم ديبلوماسياً او سياسياً، فالعقوبات ما زالت مصلتة على ايران».
وشرح هذا المسؤول الايراني البارز لـ «الراي» الجانب المتعلق بآليات العمل داخل بلاده، عندما قال: «الادراة الاميركية عليها ان تفهم ان الرئيس روحاني يعمل ضمن قاعدة تلتزم بتوجهات المرشد الاعلى السيد علي خامنئي، الذي قال اخيراً ان لا مانع من مرونة الابطال السياسية، ولذا فان روحاني سيبقى ضمن هذا الاطار وسيكون جاهزاً للقاء اوباما اذا انتقلت الاقوال الى الأوراق وتُرجمت على ارض الواقع»، موضحاً ان «ايران من جهتها مستعدة للتعاون مع المؤسسات الدولية المعنية لتثبت للعالم ان برامجها النووية سلمية ولن تكون ابداً لأغراض عسكرية».
ولاحظ المسؤول الايراني ان «هناك بعض الاشارات الايجابية التي تصلنا من الادارة الاميركية، غير اننا لا نعمل من خلال اشارات بل نطالب بشراكة حقيقية مبنية على الاحترام المتبادل ورفع العقوبات وعدم التدخل في شؤون كلا البلدين والتوقف عن الهجمات السيبرية الاميركية - البريطانية والاقلاع عن اغتيال العلماء».
وعلّق المسؤول الايراني على ما نسب الى الديبلوماسي الاميركي راين كروكر في مجلة «نيويوركر» ضاحكاً، وقال: «انه لم يأت من صدفة ولا من فراغ تسليط الضوء على الحاج قاسم سليماني، فهو ابن الثورة وابن المؤسسة، واستلم هذا الموقع (قائد فيلق القدس) الذي تَعاقب عليه كثيرون من قبل، وتالياً انه جزء من فريق عمل يؤدي واجبه تحت جناح قيادة المرشد الاعلى وبتوجيهاته»، مضيفاً: «لذلك على الولايات المتحدة اتباع خط مباشر بفتح صفحة جديدة مع ايران على اسس ومبادئ سليمة وواضحة. فايران ليست دولة شرق اوسطية من النوع الذي تعوّد التبعية، انها دولة تحافظ على كيانها وأصدقائها، ولا تناصب العداء للدول الاخرى حتى تلك المجاورة التي تتآمر عليها... هذه هي الوتيرة الصحيحة لعلاقات ترتاح اليها طهران».
ولفت المسؤول البارز في القيادة الايرانية الى انه «اذا كانت نية الولايات المتحدة سليمة فان هذه العلاقات ستنعكس ايجاباً على لبنان وسورية والعراق والبحرين»، مشيراً الى «اننا صبرنا كي نصل يوماً الى هذه النتيجة، استناداً الى الآية الكريمة:... فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ».