الإبراهيمي: حرص دولي على تجنيب لبنان تداعيات الأزمة السورية

سليمان يلتقي أوباما وروحاني وبان كي مون يشيد بـ «الصمود الرائع» للبنان

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |

تتعاطى بيروت بـ «براغماتية» مع التظاهرة الدولية الداعمة للبنان، التي تطل اليوم من نيويورك، فترى فيها «نصف ايجابية» نظراً للاجماع الدولي على ضرورة «تحييد» لبنان عن الحريق السوري وشظاياه، من دون ان تغفل الـ «نصف سلبية» لإدراكها ان اللاتوافق الدولي حيال الوضع في سورية سيبقي بيروت في مرمى النار نظراً لحجم «الأوعية المتصلة» بين لبنان وسورية.

وتولي بيروت اهمية لمؤتمر دعم لبنان اليوم وللقاءات «النوعية» التي يعقدها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لا سيما مع الرئيسين الاميركي باراك اوباما والايراني حسن روحاني، من دون ان ترسم آمالا كبيرة على امكان تحقيق مكاسب من النوع الذي يبعد لبنان عن عين العاصفة، خصوصاً في ضوء حدة الاستقطاب بين اللاعبين الاقليميين من حوله لا سيما ايران والسعودية.

وبقدر الترقب الذي يحظى به «إعلان نيويورك» المنتظر الذي من شأنه تجديد «بوليصة التأمين» لاستقرار لبنان وحياديته، تولي الدوائر المراقبة اهمية الى الآليات اللبنانية «المشلولة» التي يفترض بها تلقف جرعة الدعم الدولية، خصوصاً في ظل الفشل المتمادي في تشكيل حكومة جديدة والعجز عن ضمان تأمين النصاب السياسي - الدستوري لانعقاد البرلمان.

وعشية انطلاق عمل مجموعة الدعم الدولية للبنان، كانت الانظار شاخصة الى لقاء سليمان مع اوباما والذي يفترض ان يكون الرئيس اللبناني حدد فيه ثوابت لبنان وحياده والتزام سياسة النأي بالنفس واعلان بعبدا والقرارات الدولية، كما طرح قضية الاقليات في الشرق الاوسط.

كما ترقبت الاوساط السياسية اللقاءات التي عقدها سليمان قبل إلقائه كلمة لبنان امام الجمعية العامة للامم المتحدة منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء (بتوقيت بيروت) مع الرئيس روحاني ووزراء خارجية عدد من الدول ابرزهم الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.

واعتُبرت هذه اللقاءات بمثابة مؤشر بارز الى «الرعاية» الدولية التي يحظى بها لبنان واستقراره، وهو ما سيكرّسه الاجتماع «العالمي» حول «بلاد الأرز» الذي يُعقد اليوم بمبادرة من الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون وبحضور وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين والإتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

وقبل ساعات من المؤتمر الذي يركز على أربعة محاور رئيسية هي دعم الاستقرار وترسيخه انطلاقاً من التزام إعلان بعبدا، ودعم المؤسسات العسكرية ولا سيما الجيش، ودعم الاقتصاد لمواجهة الاستحقاقات الداهمة، وتقديم ما يلزم من مساعدات لمواجهة أعباء اللاجئين السوريين الى لبنان، اعلن بان كي - مون «ان لبنان أظهر صموداً رائعاً في مواجهة ضغوط لا سابق لها بسبب الحرب في سورية»، لافتاً الى «أن المجتمع الدولي أظهر اتحاداً في الحفاظ على استقرار لبنان»، وموضحاً انه «من خلال انشاء مجموعة الدعم الدولية للبنان، ستعمل الأمم المتحدة مع شركاء رئيسيين لتحريك الدعم السياسي والمساعدة في مجالات رئيسية - اللاجئين، قدرة الحكومة، والمساعدة للقوات المسلحة اللبنانية - مخصصة لإعانة لبنان في جهوده للبقاء قوياً وللبقاء آمناً».

وبحسب «ورقة المفاهيم» التي أعدت للإجتماع فان «غاية مجموعة الدعم الدولية لها وجهان: توفير منصة دعم يؤشر لالتزام المجتمع الدولي الموحد والمتواصل استقرار لبنان وسياسة النأي بالنفس ومؤسسات الدولة. وتسليط الضوء بالتحديد وتشجيع الجهود الآيلة الى دعم لبنان في ثلاثة مجالات أولويات: بالدعم الفوري للاجئين والمجموعات الإجتماعية المضيفة لهم في لبنان، بما في ذلك عبر خطة استجابة اقليمية، وبالدعم المالي والخاص بالموازنة والبنيوي للحكومة اللبنانية وفقاً للمطلوب كنتيجة لهذه الأزمة، وبتعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية تجاوباً مع خطتها لتطوير قدراتها، بالإضافة الى المطلوب في سياق الحوار الإستراتيجي مع قوة «اليونيفيل».

وكان الرئيس اللبناني بحث في الملف السوري مع كل من الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الذي اكد أن «هناك حرصاً دولياً على تجنيب لبنان تداعيات الأزمة السورية»، لافتاً إلى أن «هناك اجتماعاً خاصاً بلبنان في مجلس الأمن، وهناك اهتمام وتوافق دولي حول تجنيبه عواقب ما يجري في سورية، نافياً أن الحل السياسي الذي يعمل عليه في سورية سيكون على حساب لبنان، قائلاً: «الجواب على هذا الأمر بالتأكيد لا».

ويذكر ان الرئيس اللبناني لبى مساء الاثنين دعوة الرئيس الاميركي أوباما الى حفل الاستقبال الذي أقامه وقرينته على شرف رؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجمعية العمومية وقريناتهم.

ولم يغب الشأن اللبناني الداخلي عن اهتمامات رئيس الجمهورية الذي أطلّ في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية على مسألتي تشكيل الحكومة الجديدة وسلاح «حزب الله».

فالى جانب اعلانه ان «لبنان عانى أضراراً بالغة بسبب الحرب السورية»، أعرب سليمان عن أعتقاده أن «الحكومة الجديدة قد تشكل بجهود مشتركة بيني وبين الرئيس المكلف تمام سلام قبل أوائل اكتوبر المقبل»، مؤكدا «وجوب أن «يكون هناك سلطة تنفيذية شرعية في مكان ما تحسبا للانتخابات الرئاسية بين شهري مارس ومايو». واذ اوضح ان «الذين يعتقدون أن الجيش اللبناني هو تحت تأثير «حزب الله» هم على خطأ»، أكد أن «السبيل الوحيد للمضي قدما في إقناع «حزب الله» بتسليم سلاحه هو تعزيز قدرات الجيش مع الدفاعات المضادة للطائرات وأنظمة مدفعية فاعلة».





وزير خارجيتها رد على انتقاداته للبحرين



المنامة: نصر الله مجرم و«حزب الله» عدو



دبي - ا ف ب - وصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة الامين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله بـ «المجرم» مشددا على ان اي تواصل مع الحزب هو تواصل مع «العدو»، وذلك بعد تصريحات لنصرالله حمل فيها بشدة على حكومة البحرين.

وقال الشيخ خالد في تغريدة على «تويتر» ان «شعب البحرين اشرف واكرم من ان يخاطبه مجرم تلطخت يداه بدماء الأبرياء في سورية ولبنان والعراق».

كما اعتبر ان «التواصل مع حزب الله الإرهابي هو تواصل مع العدو، ويخضع مرتكبه للقانون»، في تذكير بتجريم اي اتصال مع الحزب في البحرين بعد ادراجه على قائمة المنظمات الارهابية في المملكة.

وسبق ان اتخذ مجلس التعاون الخليجي قرارا جماعيا باستهداف مصالح «حزب الله» والمقربين منه في دول المجلس.

وكان نصرالله قال في خطاب ألقاه اول من امس: «لا نستغرب موقف حكومة البحرين (...) في التشديد على وصف حزب الله بالمنظمة الارهابية، لكن الجديد هو تجريم اي اتصال بحزب الله، كائنا من كان صحافيا او سياسيا» او مجرد معرفة. واكد عدم تدخل «حزب الله» في البحرين، مشددا على ان القرار في البحرين «ذاتي وداخلي ومستقل بكل ما للكلمة من معنى ولا يتبع لاي دولة او اي جهة».

ورأى نصرالله ان «مسار حكومة البحرين مسار تصعيدي لكن لا تتصور حكومة البحرين انها تستطيع ان تستمر في ظلم وقمع شعبها وتضغط على الخارج ليسكت، هذا امر مرفوض».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي